اعباء المنزل وحنان أمي

الأعباء المنزلية تشتت الإبداع في الكتابة لابل تقرّح الفيوزات حين تتداخل الواجبات والأولويات والمسؤوليات مع ما ترغب به وتحبه ثم يضيع اليوم بأكمله في دوامة العمل المنزلي وأقول لنفسي سأوجل كل الأفكار والأشياء والعبارات التي تخطر لوقت الليل .. يأتي الليل تدخل الفيسبوك تتعثر بمنشورات عن الحرب والكراهية والتحريض والمناطقية وصور بؤس ودماء ودمار فتدخل مرحلة متقدمة من الشنتحة والشنتحة المضادة .

اليوم أقول لأمي : حياة المهرة والطبخ وكل هذه الواجبات بتضيّع مستقبلي في الكتابة وأنا أرغب في التركيز أكثر وأعمق .لدي الكثير بداخلي لكنه يتشتت ويشتتني معه ماعندي وقت لنفسي ..أيش اسوي !!

- طيب وأنتِ ليش مركوضة كذا وراء كل شيء بالبيت , خلي كل شيء لحاله .

- هااه . أمي حبيبتي بتقولي لي هذه العبارة التاريخية من الصباح كنت نفذتها بحذافيرها مش الآاان تقوليها بعد ما كملت كل شيء وبروح أنام !!

ياجماعة هيّا أنّي مش عارفة أيش الجنان الي يجي قبل العيد في تنظيف البيوت بهذه الطريقة وتقولوا أننا على أساس مش ننظفها كل يوم !!.

لما لايُستبدل هذا التقليد بزراعة شجرة مثلا أمام كل بيت , الخروج لتفقد جيرانك واحتضانهم , تبادل هدايا بسيطة أو الخروج جميعاً لتنظيف حاراتنا وشوارعنا المتسخة , لما لا نعايد بعضنا البعض برسائل مكتوبة بخط اليد تحمل كلمة المحبة والسلام عوضًا عن كل التهاني المستهلكة وكل العبارات المتداولة في هذا الفضاء الإلكتروني الجاف .

كم جميلٌ لو نبتعد عن كل هذه الماديات التي تنهكنا ونرحل روحيًا إلى الأعماق لو نهتم بتنظيف قلوبنا وأرواحنا بإفشاء كلمة المحبة قولاً وعملاً بيننا البين .. المحبة وحدها هي العيد الذي لا ينتهي .. كل سنة وأنتو صامدين في هذا الوطن الخراب الذي نعشقه رغم كل شيء !

أحبكم