فلاح المانعي يكتب:
عدن ونكبة الزمن
إن كان هناك إدانة حقيقية لحادث تفجير الأملس ورفاقه فعلينا أن ندين مصدر التفجير وندين من صنع واستضاف ومول مدمني التفجيرات وأدواته، ليس من الإنصاف إدانة عبد مأجور أو دمية بشرية لتنفيذ عملية إرهابية، فالعبيد والدمى كثر في وطن العربان، وليس من المنطق إدانة باص مركون في جولة أو شارع أو حارة انفجر في وقت ما وخلف ضحايا وخسائر مادية، إنما الإدانة للجهة التي أدخلت السيارة المدينة من الميناء إلى الجمرك إلى الداخلية إلى شرطة المرور.
الإدانة لمن أدخل الإرهاب من الطاقة بعد إن خرج من الباب، وتحت شعارات إنسانية وهمية انطلت على ثورة أصيب أصحابها بالزهيمر والرمد، ولا ننسى التخمة.
الإدانة لمن فتح الحدود برا وبحرا وجوا بشكل فاضح دون خجل وحول عدن إلى أكبر مكب للنفايات في العالم.
في الجنوب المحتل المكبل المقيد بأغلال الجهل والعبودية والمرض، صارت الإدانة للقتل سذاجة، بل إشارة خضراء لمزيدا من القتل والدمار والحصار المطبق.
نقول الحمدلله على سلامة المحافظ لملس، ولكن من الجهالة إننا في الجنوب نعتبر نجاة المحافظ انتصار وفي المقابل هناك أربعة جنود وضباط ارتقوا شهداء، سوف نستمر لفترة طويلة نكتب ونشجب حادثة التفجير، وكيف أن المحافظ لم يتعرض لأذى، ثم ننسى ونتناسا ما هو الواجب على الجهات المسئولة اتخاذه تجاه مثل هذه الأعمال الغادرة والتخريبية.
فحادثة لملس لن تكون الأخيرة ولكنها الأولى في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الجنوب المنكوب، إذا لم تكن هناك صحوة أمنية وسياسية واقتصادية .
العزاء للوطن.