كلمة اليوم الثامن

الإمارات والحق الفلسطيني

لم تكتف جماعات العنف والإرهاب في منطقة من حزب الله إلى أنصار الله إلى الاخوان في المتاجرة باسم القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة، بل عادت هذه المرة وبطريقة فجة، لاستثمار القضية الفلسطينية ولكن من بوابة "محاولة النيل من الامارات العربية المتحدة"، التي تقف مساندة للحق الفلسطيني، وقطعت شوطا كبيرا في وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مستخدمة كل الأوراق التي بيدها لوقف قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية.

خلال العقود الماضية، كان الإخوان يجمعون التبرعات من اليمنيين باسم "القدس"، لكن تبين بعد نحو 20 عاماً ان كل تلك الأموال لم تذهب للفلسطينيين، بل ذهبت لبناء استثمارات التنظيم اليمني الذي صنف لاحقا على قوائم الإرهاب، كذلك الحال بالحوثيين الذين صنعتهم إيران في للسيطرة على اليمن وتهديد دول الخليج، استخدموا شعارات مناهضة لإسرائيل، لكنهم لم يطلقوا طلقة رصاص واحدة تجاه جندي إسرائيل مثل ما يفعلوا مع اليمنيين الذين شردوهم من بلدانهم.

أجمعت كل جماعات العنف والإرهاب ضد العرب والمسلمين، هذه المرة في معاداة دولة الامارات العربية المتحدة التي تعمل بكل ما لديها من أوراق سياسية للضغط على تل أبيب لوقف اعتداءاتها على المدنيين في قطاع غزة.

لكن جماعات العنف، ادارت ظهرها للإرهاب الإسرائيلي، ونصبت اعلامها وذبابها الالكتروني لمحاولة النيل من أبوظبي التي كانت ولا تزال الداعم الأبرز للقضية الفلسطينية السياسية، ناهيك عن الدعم الإنساني والاغاثي.

ما الذي تريده هذه الأطراف غير استثمار القضية الفلسطينية، هل تستطيع الأطراف الداعمة للعنف ضد العرب والمسلمين ان تتخذ موقفا مناهضا لإسرائيل، وهنا الحديث عن "تركيا اردوغان وقطر تميم بن حمد وإيران بملاليها وفيالقها العسكرية التي لم تحارب غير المسلمين ولم تدمر غير البلدان العربية.

ماذا قدمت هذه الدول للقضية الفلسطينية؟ ماذا قدمت قطر وتركيا وإيران لليمن، غير مشاريع الموت والإرهاب، هل أنشأت هذه الدول مجتمعة "مركزاً طبياً"، او مولت انشاء طريق او حفرت بئرا.. ما هي مشاريع انقرة والدوحة وطهران في فلسطين غير مشاريع الموت واستخدام المدنيين كدروع بشرية؟ هل تجرؤ طهران على ارسال فيلق القدس لتحرير القدس؟ هل تستطيع انقرة ارسال جيشها للدفاع عن غزة؟.

مع كل أزمة وعدوان تتعرض له غزة يسارع الاخوان في مختلف الدول العربية الى استثمارها من خلال جمع تبرعات باسم مساعدة سكان غزة، ولا يحصل الغزيون على أي دعم، غير مزيدا من الصواريخ الإسرائيلية.

استثمار القضية الفلسطينية ماليا وسياسيا، أصبحت الصفة التي تلازم "مثلث قطر وتركيا وإيران" واذرعها المحلية في العديد من البلدان، لكن لا يوجد أي فعل حقيقي لهذه الأطراف تجاه تل ابيب، وخاصة من الخليفة المزعوم اردوغان.