تحامل

الجزيرة القطرية توقع السفير بواشنطن في الفخ؟

وقع السفير اليمني بأمريكا د.أحمد بن مبارك، في أكثر من فخ محرج وضعه بموقف اعلامي ودبلوماسي لا يحسد عليه  بعد أن فاجأته محاورته بحصاد الجزيرة غادة عويس بعدد من الأسئلة الجريئة وغير المتوقعة منه عن قاعدة الشرعية وموقف سعادته وحكومته من العملية العسكرية الأمريكية التي قتلت 17 مدنيا يمنيا بينهم اطفال ونساء في منطقة يكلا بقيفة رداع بالبيضاء الاسبوع الماضي، وتعليقه على قرارات ترامب العنصرية الأخيرة، الأمر الذي دفعه للاعتراف على الهواء بعدم امتلاكه أي معلومة عن هذا الموضوع متناسيا انه سفير اليمن التي قتل أطفالها ال17 بتلك الغارة الامريكية الغير مبالية بأرواحهم خاصة بعد اقرار البنتاغون رسميا بمقتل مدنيين أبرياء بينهم أطفال في تلك الغارة التي قال أنها استهدفت منزل للقيادي بالقاعدة عبدالرؤوف الذهب بعد محاولته ومسلحي التنظيم الاحتماء بالمنزل.

وبمجرد مرور قليل من الوقت على تخبط حديث سعادة السفير والصديق العزيز بن مبارك، عاد للتذكر سريعا أنه سفير لليمن بواشنطن وأن عليه واجب التعليق ولامجال لتهربه الدبلوماسي من الاجابة على سؤال مباشر وصريح ولسان حال الشعب اليمني برمته، فعاد فورا ليؤكد أن الحكومة الشرعية تتعامل مع امريكا وتتعاون معها منذ فترات سابقة فيما يتعلق بمحاربة الارهاب باليمن في اطار برامج دولية تشكل الكثير من الدول. غير أنه لا يمكنه التعليق اعلاميا على الجهود الحكومية والاتصالات التي قال أنها أجراها بنفسه وحكومته مع مسؤولين امريكيين حول العملية وسقوط مدنيين فيها كون الحكومة الشرعية تحرص على دفة الغارات وتجنيب المدنيين اي مخاطر. رافضا بالمناسبة الافصاح ايضا عن طبيعة اي رد امريكي على تلك التحركات اليمنية المتعلقة بعملية البيضاء.

وعن قرارات ترامب التي تستهدف اليمنيين بأمريكا، قال السفير بن مبارك أنه لا يمتلك كذلك ما يعلق به كون مثل هذه الامور تناقش بقنوات دبلوماسية معينة غير انه أكد استمرار التعاون والتنسيق مع الجانب الامريكي حول محاربة الارهاب وتنظيم القاعدة الذي قال انه عاد للانتشار بشكل كبير والتمدد في مناطق واسعة باليمن منذ انقلاب الحوثي وصالح على الشرعية باليمن واعاقتهم لجهود حكومته في محاربة الارهاب.

وأقر الصديق بن مبارك ضمنيا بوجود عناصر من القاعدة وجماعات اسلامية متشددة الى جانب القوات الموالية للحكومة الشرعية، غير أنه شدد على رفضها حكوميا وارجأ تعطل كل جهود حكومة الشرعية في محاربة الارهاب يعود الى الانقلابين وتعمدهم نشر الفوضى وتلك الجماعات لاستثمار الاوضاع سياسيا، وفق تأكيده، متجاهلا سؤال محاورته عن حقيقة وجود مخاوف لدى واشنطن من وجود مسلحين محسوبين على القاعدة يقاتلون الى جانب الحكومة الشرعية ومصارحة الجانب الامريكي لهم بخصوص ذلك, مكتفيا بتجديد حديثه عن جدية الحكومة في محاربتها للإرهاب ومختلف الجماعات المتشددة وقطعها شوطا كبيرا في هذا الجانب قبل وقوع الانقلاب الحوثي صالح.

طبعا بالتأكيد أن ما وقع به السفير العزيز بن مبارك من احراج وعجز دبلوماسي حتى عن الرد على اسئلة هي من صميم عمله كسفير لليمن بواشنطن، لا يعدو كونه أكثر من صورة مبسطة جدا لفشل دبلوماسية الشرعية وعدم تمكن سفراء هادي الأبرز في الدول الأكبر والأهم من القيام بدورهم والتحرك الدبلوماسي المأمول منهم في مرحلة سياسية عصيبة كهذه التي يمر بها اليمن اليوم، وبالتالي فلا غرابة ان تأتي التقارير الدولية والحقوقية والانسانية والسياسية مغايرة ومخالفة لكثير من حقائق الوقائع القائمة على الارض.

ولاشك أن لجرأة الجزيرة وقوة طرحها هذه المرة  وتحاملها على الشرعية بصورة غير  مسبوقة ما يؤكد أن هناك خلافات قوية لقطر الإخوان مع هادي وحكومة بن دغر انعكست بشكل تحاملي غاضب على رأس سفيرنا العزيز بواشنطن .