«أم الإمارات» تتحدث عن اليوم الوطني..

"يوم المرأة الإماراتية".. من هي أول رئيس برلمان في العالم العربي؟

"تؤكد الشيخة فاطمة بنت مبارك أن الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية لا يمكن أن يمر دون أن نستذكر بكل الإجلال والامتنان ما قدمه القائد المؤسس وباني نهضة الإمارات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"

الإمارات تحتفي بيوم المرأة - وسائل إعلام إماراتية

فاتن اسكندر
صحافية وإعلامية، تعمل مراسلة لقناة عدن المستقلة.
عدن

احتفت دولة الإمارات العربية باليوم الوطني "يوم المرأة الإماراتية" الذكرى التي جاءت لتذكر نساء الوطن العربي بالإنجازات التي حققتها المرأة العربية، ولكن يظل الإنجاز الإماراتي المتجدد "منفردا".

الانفراد الإماراتي، تمثل قبل سنوات بفوز الدكتور أمل القاسمي برئاسة المجلس الوطني الاتحادي، لتكون بذلك أول امرأة تترأس البرلمان في العالم العربي.

نساء عربيات حققن الكثير من المكاسب السياسية والاجتماعية، فضلن عن رائدات في شتى مناحي الحياة، ليؤكدن على ان المرأة العربية تمتلك قدرات ربما تفوق اخيها الرجل وتستطيع الابداع والتميز والقيادة وتحقيق الريادة.

الإسلام كرم المرأة لمكانتها في المجتمع، فهي كما قال حافظ إبراهيم "الأم مدرسة إذا اعددتها اعدت شعبا طيبا الأعراق"، فهي ليست نصف المجتمع بل كل المجتمع، وقد تميزت دولة الإمارات العربية المتحدة بأن جعلت للمرأة الإماراتية التي وصلت الى قيادة الطيران العسكري وفي صناعة الطائرات العسكرية وقد نشهد في قادم الأيام رائدات فضاء إماراتيات، فهذا البلد المعطاء دائما ما يفاجئنا بإنجازات كبيرة وعديدة ومتفردة..

في هذا اليوم الوطني الذي يحتفي به دولة الامارات العربية (رجالا ونساء وأطفال وشيوخ)، كيوم صنعته رائدة العمل النسائي «أم الإمارات» الشيخة فاطمة بنت مبارك؛ رئيس الاتحاد النسائي العام،

«أم الإمارات» التي خلدت ولأول مرة في 30 نوفمبر 2014 عن تخصيص 28 أغسطس من كل عام ليكون يوماً وطنيا للاحتفاء بالمرأة الإمارتية والاحتفال بإنجازاتها.

 ونقل موقع الامارات نيوز عن “أم الإمارات”، في كلمة لها بالمناسبة هنأت نساء وفتيات دولة الإمارات العربية المتحدة، قائلة "إن هذه المناسبة التاريخية التي نحتفل بها اليوم تملأ قلوبنا بالفخر والاعتزاز بالنجاحات والإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية.. فانتِ نور وضياء النهضة المباركة للإمارات.. سعادتك غايتنا ورخاؤك محور اهتمامنا.. استمري في تسطير نجاح تلو الآخر في مختلف المجالات.. نحن نؤمن بكِ وندعمك وسنظل بجانبك لتحلقِ في آفاق التفوق والريادة”.

وأكدت أن الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية لا يمكن أن يمر دون أن نستذكر بكل الإجلال والامتنان ما قدمه القائد المؤسس وباني نهضة الإمارات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، الذي كان يتمتع بقدرة نافذة وبصيرة ثاقبة على استشراف المستقبل و بقدرات أبناء الوطن ذكوراً وإناثاً على حد سواء بدورهم المحوري في التنمية الشاملة. 

لذلك حرص على إدراج دعم وتمكين المرأة في شتى المجالات واعتبر من الثوابت الوطنية منذ تأسيس الدولة، وجعل من رعاية وحماية حقوقها ومصالحها هدفاً استراتيجياً للدولة، سنت الدولة من أجله القوانين. 

ووضعت الأطر التشريعية والتنظيمية والإجرائية اللازمة لجعل مبدأ الشراكة بين الرجل والمرأة ممارسة حياتية فعلية، من خلال توفير الإمكانات اللازمة لتقديم أفضل الفرص لتعليم المرأة وتأهيلها وتعزيز قدراتها الصحية، وإدخالها إلى سوق العمل، وتوفير البيئة الملائمة لتطورها. 

وتلك كانت من أوائل المهام التي وجه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بتنفيذها، وسار قادة البلاد على خطاه في هذا النهج ليواصل المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المسيرة المظفرة، وتستمر عملية البناء والتنمية في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”. وتمضي مسيرة تمكين المرأة في طريقها المرسوم لها، وتضحى ملامح ريادة الدولة في ملف دعم وتمكين المرأة واقعاً تشهد عليه إنجازات المرأة الإماراتية في جميع المجالات.

وتحدثت الشيخة فاطمة بنت مبارك عن التحديات الأولى وكيف تبلورت معها القناعة بضرورة وأهمية دعم وتمكين المرأة للدفع بمسيرة التنمية المستدامة بالوطن.

وأضافت: “كانت الفترة الأولى لبداية عملنا على ملف دعم وتمكين المرأة الإماراتية حافلة بالجهد والتحدي والإرادة والطموح. الأمر الذي ساهم في التعامل بحكمة مع التحديات التي واجهتنا حينها، والتي كان أبرزها ملف التعليم، إذ قمنا بتأسيس جمعية نهضة المرأة الظبيانية عام 1973، الذي كان لها الدور البارز في محاربة الأمية، وتقديم فرصة التعليم للمرأة في كل ظروفها وفي أية مرحلة من عمرها كانت الجمعية تحديا ونجاحاً مبهراً وتجارب ريادية لنساء أكملن مسيرتهن التعليمية والتحقن بالجامعة وتخرجن ومارسن أدواراً عملية في خدمة وطنهن”.

وتابعت: “لتتواصل جهود الدولة ومبادراتها التطورية، والتي أثمرت عن إنشاء جمعيات نسائية في جميع إمارات الدولة، إلى أن تم توحيد جهود جميع الجمعيات تحت نطاق الاتحاد النسائي العام عام 1975. لدعم مسيرة تمكين المرأة في كافة المجالات، منذ تاريخه.. أحدث الاتحاد النسائي العام. نقلة نوعية في منظومة العمل النسائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مرسخاً نهجاً يقوم على دعم وتطوير وتعزيز أفضل الممارسات العالمية للنهوض بقضايا المرأة الإماراتية وتعزيز التوازن بين الجنسين الذي يمثل أولوية في أجندة العمل الوطني، مقدماً جهوداً جليلة في رسم السياسات المتعلقة بالمرأة ووضع الإستراتيجيات التي ساهمت في توفير بيئة ملائمة وحاضنة لإبداعاتها الوطنية الخلاقة بجميع القطاعات والمجالات بالجهات الحكومية والخاصة بالدولة”.

وأعربت عن اعتزازها بما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات مشرفة، والتي أصبحت بموجبها مصدر فخر وإلهام لجميع قريناتها من العالم أجمع، وقالت سموها: “نحن على أعتاب مرحلة جديدة توازيها شغفاً بنظرة طموحة لخلق مستقبل يليق بالمرأة الإماراتية ويواكب التقدم المذهل الذي حققته الدولة بإرادة قيادتها الرشيدة وتفاني شعبها الوفي. مستلهمة من طموح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان . نتطلع لارتياد ابنة الإمارات آفاق الريادة في ملف دعم وتمكين المرأة وتقديم نموذج ملهم يصبح مرجعاً ومثالاً يحتذى به وفقاً لأفضل الآليات والمنهجيات، خاصة بعدما سجلت عملية تقدم المرأة الإماراتية. انعكاسا واضحا في نسب مشاركتها في القطاعات المختلفة، إذ ارتفع عدد النساء العضوات في المجلس الوطني الاتحادي من 9 إلى 20 عضوة من أصل 40 عضواً إجمالياً في أحدث جولة من الانتخابات والتعيينات بنسبة تمثيل نسائية بلغت 50%، والتي تعتبر من أعلى النسب لمشاركة المرأة في العمل البرلماني على مستوى العالم، إلى جانب بلوغ نسبة مشاركة المرأة في المقاعد الوزارية 27.5% من إجمالي أعضاء مجلس الوزراء، حيث تشغل المرأة 9 مقاعد وزارية، ويعد ذلك من أعلى المعدلات العالمية أيضاً، فضلاً عن بلوغ نسبة المرأة في العمل الدبلوماسي إلى نسبة تقارب 30%.

وأضافت: كما سجلت المرأة الاماراتية نسبا عالية في مختلف القطاعات، مثل: قطاع الإعلام والثقافة والفنون، وقطاع التعليم، وقطاع الصحة، إذ تشغل النساء الإماراتيات 64% من إجمالي الوظائف في قطاعي التعليم والرعاية الصحية، وتدير 23000 رائدة أعمال إماراتية بمشاريع تتجاوز قيمتها 50 مليار درهم، كما وصلت نسبة مشاركة المرأة بالفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إلى 34% وهي الأعلى عالمياً.

ونبهت إلى أن ما تم ذكره ما هو إلا نبذة مختصرة عما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من إنجازات في ملف تمكين المرأة ليأتي عام 2022 ليتوج دولة الإمارات العربية المتحدة بتحقيق تقدم هائل في مؤشرات التنافسية العالمية في ردم فجوة النوع حيث حققت الدولة المركز 68 بين 146 دولة على مستوى العالم والمركز الأول على مستوى الدول العربية مما يمثل شهادة عالمية بمدى الدعم الكبير الذي توفره القيادة الرشيدة للمرأة في شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

وتمنت في ختام كلمته أن تسعى كل امرأة وراء حلمها وتبحث عن تميزها وفقاً لمهاراتها وقدراتها وخبراتها التي أنعم الله عليها بها، لتتمكن من خدمة أسرتها ومجتمعها ووطنها. وفي هذا الصدد يسعدني أن أتقدم بمشاعر التقدير والاحترام والثناء لكل امرأة تفانت في عملها لدعم مسيرة تنمية بلادها واجتهدت لاستشراف مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً وبهاءً لمجتمعها. كما يسعدني أن أحيي كل امرأة أخلصت في واجباتها الأسرية كأبنة صالحة وزوجة مشجعة وأم مربية لأجيال المستقبل الذي أعتبره أعظم دور على وجه الأرض لما له من بالغ الأثر في إعداد أبناء وبنات الوطن والمحافظة على الثقافة والهوية العربية الأصيلة”.

وقالت مجلة سيدتي المتخصصة إن المرأة الإماراتية استطاعت اختصار مراحل زمنية كبيرة في مسيرة تطورها نحو المستقبل، مواكبة التغيرات العالمية المتسارعة خلال السنوات القليلة الماضية. وكعادة "سيدتي" بالاهتمام بقضايا المجتمع وخاصة المرأة، عملت على الدوام على إبراز دور النساء وتسليط الضوء على إنجازاتهن وما وصلن إليه.

وتحدث الكاتب يوسف أبولوز في مقالة نشرتها صحيفة الخليج عن تكوّنت المؤسسات الثقافية في الإمارات في بداية ثمانينات القرن العشرين، منها: الدوائر الثقافية المحلية، إلى جانب وزارات الثقافة، ثم الكيانات الخاصّة والمبادرات والمشاريع الثقافية ذات الطابع المحلي المحدود، والتي سرعان ما اكتسبت أفقها العربي، ثم العالمي.

وقال إنه في الوقت ذاته ظهرت الصحافة، والإذاعة، والتلفزيون. هذه المنصّات معاً خدمت الثقافة في الإمارات منذ تأسيسها وحتى اليوم.

وذكر أبو لوز أن دائرة الثقافة في الشارقة أنشئت في أوائل ثمانينات القرن العشرين، ثم ظهر المجمع الثقافي في أبوظبي، وندوة الثقافة والعلوم في دبي، وظهرت بعد ذلك جمعيات متخصّصة استوعبت عناصر إبداعية إماراتية منذ الثمانينات أو أواخرها وأوائل التسعينات: نتحدث هنا عن جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وجمعية المسرحيين، والخطاطين، والفضاءات التجمعية التي استوعبت المعماريين والباحثين، والمهتمين بالثقافة الشعبية والتراث الشعبي، والغناء، والموسيقا، والفرق الشعبية التراثية، والفولكلور، وجمع التراث على يد باحثين ميدانيين متخصصين، ثم، التوجه إلى الرواة الشعبيين والشعر الشعبي والنبطي منذ روّاده وعلى رأسهم الماجدي بن ظاهر وإلى اليوم.

وقال "هذه بُنى ثقافية إماراتية ظهرت منذ نحو أربعة عقود، وبقيت ثابتة على منهج احترام ثقافة البلاد، والموازنة بين التراث والمعاصرة، أو بين الأصالة والحداثة.

ولفت إلى أنه لم يتوقف الأمر عند هذه الآفاق التأسيسية الثقافية، بل الدولة الآن في مقدّمة البلدان المهتمة بالثقافة والآداب والفنون، ويتمثل، ذلك، عملياً بمشاريع الترجمة، والنشر، والصناعات الإبداعية، والجوائز الأدبية، واستقطاب رموز العالم ونخبه المثقفة.

وقال "الآن، ونحن نتحدث في رحاب يوم وطني إماراتي مشرّف هو «يوم المرأة الإماراتية» أين المرأة الإماراتية من كل أطر التأسيس والريادة والعمل الثقافي المؤسسي والميداني والإبداعي؟ الجواب: المرأة الإماراتية رقم متواصل في كل هذا التاريخ الثقافي التأسيسي والوسطي والرّاهن، هي ضمير وجوهر وفكرة ومعنى. المرأة الإماراتية رافع إنساني إماراتي من روافع الخمسين.. نحو مئوية الدولة والمجتمع والحياة".