تقرير: «سلطة شبوة».. كيف أصبحت أداة إيرانية نيابة عن الحوثيين

ادارت سلطة شبوة الاخوانية ظهرها لميليشيات الحوثي، ويممت وجه قواتها صوب معسكر العلم الذي تتواجد فيه قوات النخبة الشبوانية بعد مغادرة قوات التحالف بدلا من العمل على استعادة مديريات بيحان الثلاث (بيحان، عسيلان، عين)  في سعيها الدؤوب لتنفيذ أجندة الحوثيين.

ولم تبذل أي جهود حقيقية لمواجهة ميليشيا الحوثي في المحافظة، حتى تمكنت من السيطرة على مديريات بيحان مطلع الشهر الماضي ، والتي مكنتها من السيطرة على مديريات الجوبة والعبدبة وجبل مراد في مأرب في خطوة خطرة تبدد كل جهود التحالف العربي الداعم للشرعية منذ إعلان تدخله في العام 2015 .

يأتي ذلك في ظل نشاط حثيث لدول إقليمية (عمان وقطر وتركيا)  لنقل الصراع الى المحافظات الجنوبية خدمة للاجندة الايرانية عبر أدواتها المحلية ومنها سلطة شبوة الاخوانية .

وتكمن أهمية مديريات بيحان بكونها منطقة إستراتيجية قريبة من حقول نفطية وهي مثلث يربط محافظات شبوة والبيضاء و مأرب، وكانت قد استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في اواخر2017

وتواصل مليشيات الحوثي تحشيداتها العسكرية من كل من بيحان والبيضاء للسيطرة على مناطق جديدة في شبوة في حين سحبت سلطة شبوة الاخوانية خلال الأيام الماضية قواتها من جبهة الصفراء بشبوة صوب معسكر جردان قبيل اعلان التحالف العربي انسحابه من قاعدة العلم، كما استقدمت مجاميع اخوانية مسلحة من محافظة مأرب ، أنضمت إلى قوات اللواء 21 مشاة بقيادة القيادي الإخواني جحدل حنش، الذي يحاصر المعسكر منذ مساء الثلاثاء.

 وحسب مصادر اعلامية تحدثت لمحرر اليوم الثامن عبر الهاتف فقد شنت قوات الاخوان الخميس هجوما على قاعدة العلم ، تمكنت قوات النخبة الشبوانية مسنودة بالمقاومة الجنوبية والقبائل من التصدي له وافشاله وما يزال التوتر يسود المنطقة.

وحذرت قيادات عسكرية من ان هناك مخطط إخواني يهدف الى تسليم كامل محافظة شبوة لمليشيا الحوثي المدعومة من ايران.

جاء ذلك في فيديو تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي للعقيد علي عمر الحاثله اركان اللواء 30 مشاة في محافظة شبوة  الذي أضاف : بان خيانة إخوانية كانت وراء سقوط مديريات بيحان ، دون قتال

ودعا الحاثله قيادة التحالف العربي وابناء القبائل الى سرعة انقاذ المحافظة والتصدي للحوثيين.

الموقف المشين لسلطة شبوة الاخوانية قابله تصاعد الغضب الشعبي ضد تواطؤها مع جماعة الحوثي وتسليم مديريات بيحان الثلاث ناهيك عن رفض بعض القوات التابعة لها تحويل المعركة الى  قاعدة العلم كصراع جنوبي جنوبي.

وأعلن قائد كتيبة في قوات الأمن الخاصة، التابعة لتنظيم الإخوان، والتي يقودها الإخواني عبدربه لعكب في محافظة شبوة ، رفضه مع أفراد الكتيبة، تحويل المعركة من استعادة بيحان إلى اقتحام معسكر العلم الذي يتواجد فيه أفراد من منسوبي النخبة.

وكشف طارق علي، في تسجيل مصور، عن تلقيهم أوامر من القيادات الأمنية العليا للإخوان في محافظة شبوة باقتحام معسكر العلم بدلا من تحرير بيحان.

وقال : “كنا ننتظر التوجيهات لتحرير بيحان من الحوثيين لكن ما حدث العكس”، مضيفا:” أمرنا باقتحام معسكر العلم بجردان ضد اخواننا من أبناء شبوة الذين تشاركنا معهم في معركة تحرير المحافظة عندما اجتاحتها مليشيا الحوثي في المرة الأولى”.

وتساءل قائلاً:” هل أصبح أبناء شبوة هم العدو الذي نقاتله والحوثي أخ لنا..!”، في سخرية من موقف تنظيم الإخوان الرافض لأي تحرك ضد مليشيا الحوثي في شبوة.

 كما كشف رئيس قيادة المجلس الانتقالي في شبوة علي احمد الحيواني "منتصف الشهر الماضي" عن رفض سلطة شبوة الاخوانية لعرض تقدمت به قيادة الانتقالي لتوحيد الجهود بهدف تحرير المحافظة من مليشيات الحوثي.

وأضاف الجبواني في لقاء تلفزيوني بأن العرض الذي تقدمت به قيادة الانتقالي قدم فيه كافة التنازلات لأجل المعركة ضد الحوثي والمحافظة على تراب شبوة على الرغم من ان سجون سلطة الإخوان مليئة بجنود من النخبة الشبوانية 

 وتشهد العديد من مديريات محافظة شبوة الغنية بالنفط احتجاحات  واعتصامات سلمية متواصلة للتنديد بتردي الاوضاع المعيشية وسوء الخدمات وتسليم الاخوان لمديريات بيحان الثلاث لمليشيات الحوثي بدون قتال الشهر الماضي ، مطالبة قوات النخبة الشبوانية والتحالف العربي التحرك لانقاذ المحافظة.

 سلطة شبوة الإخوانية ، هاجمت في اجتماع عقدته منتصف الاسبوع الماضي ، على لسان المحافظ ، الفعاليات السلمية التي قال أنها تعرقل التصدي لمليشيات الحوثي ، مشيرا الى أن أي دعوات تهدف إلى إشغال الأجهزة الأمنية والعسكرية عن معركتها الأساسية مع مليشيا الحوثي تعد خدمة مجانية لهذه المليشيات"، بحسب الخبر الرسمي الذي نشره إعلام المحافظة عن الاجتماع.

تمضي سلطة شبوة الاخوانية في خيانتها وتنفيذ أجندتها كأداة ايرانية تقدم خدماتها المجانية كبديل عن الحوثيين وتمكنهم من تحقيق انتصارات كبيرة والسيطرة على مناطق جديدة لم يكونوا يجرأو بمجرد التفكير بالوصول اليها حتى وهم في أوج قوتهم قبل تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية.