البرلمان العربي يرحب بمخرجات مؤتمر بغداد..
تقرير: مسؤولون الخليج والعرب وإيران.. قمة خفض حدة التوتر

اصطفاف الزعماء المشاركين في مؤتمر بغداد لالتقاط صورة جماعية - RT Arabic
التقى مسؤولون من إيران ودول عربية خليجية في بغداد السبت على هامش قمة إقليمية يأمل العراق أن تشجع جيرانه على التحاور مع بعضهم البعض بدلا من تصفية الحسابات على أراضيه.
جاءت الاجتماعات بعد أشهر من استئناف المحادثات المباشرة بين الخصمين اللدودين إيران والسعودية المحادثات المباشرة بينهما في العراق والتي لم تحرز انفراجة كبرى لكنها ساعدت على خفض حدة التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط.
ورحب السيد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي بمخرجات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي استضافته العاصمة العراقية، بحضور عدد كبير من قادة الدول العربية والمجتمع الدولي وممثلي بعض المنظمات العربية والدولية، مضيفاً أنه يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار الداخلي في العراق وحشد الدعم الاقتصادي والسياسي له، فضلاً عن مساعدته على استعادة دوره الإقليمي الفاعل والمؤثر.
وثمَّن "العسومي" في بيان صادر عن البرلمان العربي – حصلت صحيفة اليوم الثامن على نسخة منه مضامين البيان الختامي لمؤتمر بغداد، وخاصة ما يتعلق برفض التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للعراق، ودعم جهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة، فضلاً عن ضرورة توحيد الجهود إقليمياً ودولياً، بما ينعكس إيجاباً على استقرار وأمن المنطقة.
وأثنى رئيس البرلمان العربي على الجهود الكبيرة التي بذلتها الجمهورية العراقية من أجل حشد هذا الجمع العربي والإقليمي والدولي في هذا المؤتمر الهام، الذي سيكون لها دور كبير في استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة ودعم الحلول السياسية لكافة الأزمات القائمة، على نحو يساعد في خفض حدة التوتر ودعم عملية البناء والتنمية، مضيفاً أن قدرة العراق على تنظيم هذا المؤتمر في ظل هذه الظروف الاستثنائية، يمثل رسالة هامة للعالم بأن العراق، رغم جراحة، قادر على الصمود والقيام بدوره في مواجهة ما يتعرض له من تحديات مختلفة، ودعم جهود تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف "العسومي" أن البرلمان العربي يشيد بالمشاركة العربية عالية المستوى في هذا المؤتمر، وهو ما يعكس الرغبة العربية الجادة في دعم العراق وعودته إلى حاضنته العربية، باعتباره أحد القوى الرئيسية في المنظومة العربية والإقليمية.
وأكد "العسومي" أن البرلمان العربي يدعو إلى البناء على نتائج هذا المؤتمر الهام من أجل مساندة العراق على كافة المستويات، مجدداً دعم البرلمان العربي الكامل لإجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر عقدها في شهر أكتوبر القادم 2021م، باعتبارها خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار الداخلي في العراق.
وتحسن أمن العراق خلال السنوات الماضية لكنه لا يزال يعاني من تناحر القوى الكبرى والفساد المستشري بين سياسييه والجماعات المدججة بالسلاح.
وأدى التناحر على النفوذ في الشرق الأوسط، بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج العربية من جهة أخرى، إلى جعل العراق مسرحا لهجمات ضد القوات الأمريكية واغتيالات لقادة جماعات مسلحة إيرانيين وعراقيين.
كما أدت العلاقات المتوترة في المنطقة إلى تعطل إمدادات النفط العالمية بهجمات على منشآت نفطية سعودية. وأشارت السعودية بأصابع الاتهام في الهجمات إلى إيران، الأمر الذي تنفيه طهران.
وقال مسؤولون من الكويت والإمارات إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اجتمع مع نظيريه الكويتي والإماراتي يوم السبت. ولم يقدم المسؤولون تفاصيل.
ولا توجد إشارة إلى عقد أي اجتماعات مباشرة بين إيران والسعودية لكن العراق قال إن المحادثات بين البلدين، التي بدأت في إبريل نيسان، متواصلة.
ومن بين زعماء الدول المشاركين في القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأوفدت الكويت والإمارات رئيسي حكومتيهما بينما أرسلت تركيا وزير خارجيتها.
ومن المقرر أن يبقى ماكرون يوما آخر حيث يلتقي مع الزعماء العراقيين ويزور القوات الفرنسية الخاصة التي تقاتل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأرسلت إيران والسعودية، المتنافستان على النفوذ في المنطقة منذ زمن بعيد، وزيري خارجيتهما للمشاركة في القمة. واستأنف البلدان المحادثات المباشرة في العراق في أبريل نيسان هذا العام، لكن لم يتم التوصل إلى نتيجة تذكر حتى الآن.
وقال المنظمون إنهم لا يتوقعون إحراز أي تقدم دبلوماسي كبير خلال القمة. وقال مسؤول في الحكومة العراقية "سيكون جعل هذه الدول تجلس حول الطاولة إنجازا كافيا".
وقال مسؤولون إيرانيون إنهم يركزون أكثر على نتيجة المحادثات في فيينا مع القوى الغربية بشأن برنامج إيران النووي والعقوبات الدولية.
وقال مسؤول إيراني لرويترز قبيل قمة بغداد "الاجتماع في العراق... يركز فقط على العراق وكيف يمكن لدول المنطقة التعاون لمساعدة العراق".دفع التوتر بين الولايات المتحدة وإيران الشرق الأوسط إلى شفا الحرب بعدما قتلت الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني في ضربة بطائرة مسيرة عند مطار بغداد في عام 2020.
وشنت فصائل مسلحة مدعومة من إيران هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على القوات الأمريكية المتمركزة في العراق، كما هاجمت السعودية بطائرات مسيرة.
وأنحت السعودية باللوم في الهجمات على منشآتها النفطية على إيران وهي تهمة تنفيها طهران.
ودفع الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق والمحادثات النووية الجديدة مع إيران، بدعوة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الرياض إلى تفضيل التعامل مع إيران كوسيلة لاحتواء التوتر دون التخلي عن مخاوفها الأمنية.
وقبيل القمة، التقى نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع أمير قطر ووصفه بأنه "شقيق وصديق" في مؤشر على دفء العلاقات بين المتنافسين الخليجيين.
وفي عام 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر بسبب اتهامات بدعم الإرهاب، في إشارة واسعة إلى الجماعات الإسلامية، وهو ما نفته قطر.
ومنذ اتفاق في يناير كانون الثاني، أعادت الرياض والقاهرة العلاقات الدبلوماسية لكن أبوظبي والمنامة لم تفعلا ذلك بعد.
ويعقّد قتال القوات التركية لانفصاليين أكراد في شمال العراق المشهد الأمني في هذا البلد إذ أدى وجود تلك القوات إلى إطلاق صواريخ من جماعات مسلحة متحالفة مع إيران.
مصادر| وكالات