رصدت بعض الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، التداعيات الاستراتيجية لما يجري في ليبيا، معتبرة أن سقوط قاعدة الوطية العسكرية بيد الميليشات الإخوانية، من شأنه أن يؤثر استراتيجياً على الموقف العسكري في ليبيا.
من ناحية أخرى، أبرزت الصحف تداعيات أزمة كورونا، مشيرة إلى تصاعد الخلافات الأمريكية الصينية في هذا الصدد، ووصول الخلافات إلى طريق مسدود.
سقوط الوطية
وإلى التفاصيل، حيث رصدت صحيفة العرب اللندنية تداعيات سقوط قاعدة الوطية العسكرية بيد الميليشيات الإخوانية والمرتزقة السوريين.
وقالت الصحيفة في تقرير، إن هذا السقوط سيؤسس لوجود عسكري تركي دائم في ليبيا باعتبار أن كل التكهنات تصب في اتجاه وضع تركيا يدها على القاعدة بعد سيطرتها على باقي القواعد في المنطقة الغربية (معيتيقة ومصراتة) بالإضافة إلى مطار زوارة.
وأضافت "سيغير هذا التطور معادلات موازين القوى في غرب ليبيا، حيث سيكون بمقدور ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا مهاجمة قوات الجيش في كل مدن الغرب الليبي التي يتواجد فيها وخاصة منها جنوب طرابلس وترهونة"، مشيرة إلى أن تداعيات سقوط الوطية لن يقتصر على الغرب الليبي، وإنما سيشمل مجمل المنطقة ارتباطا بالأبعاد الإستراتيجية لهذه القاعدة.
وقالت الصحيفة إن الرئيس التركي يخطط لبناء قواعد عسكرية كبيرة له في المنطقة، وهو ما عبر عنه خلال زياراته السابقة لتونس والجزائر وتشاد، وذلك في مسعى لفرض قواعد اشتباك بحسابات جديدة تُعوض له خسارته لقاعدة سواكن الواقعة في شمال شرق السودان، على الساحل الغربي للبحر الأحمر، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.
ليبيا والناتو
وإلى أصداء ما يجري في الناتو، حيث قالت صحيفة أحوال تركية، إن الإعلام التركي كشف عن رغبة أنقرة في توريط حلف الناتو في مغامرة عسكرية في ليبيا بظل هذه التطورات.
وقالت الصحيفة إن الاستراتيجية التركية تنتهج في مجملها الآن سياسات لتوريط حلف شمال الأطلسي في ليبيا لمساندة الميليشيات الإسلامية حليفة أنقرة، واستهداف الجيش الذي لعب دوراً مهماً في تحييد الإرهاب في بنغازي ودرنة.
وأضافت "تعول أنقرة لإنجاح خطة توريط الناتو في ليبيا على الدعم الأمريكي الذي تحظى به في تدخلها العسكري في ليبيا والذي ينظر إليه أيضاً كأداة أمريكية لمواجهة النفوذ الروسي"، الأمر الذي سيكون له الكثير من التداعيات الاستراتيجية المهمة على المنطقة والعالم.
صراع كورونا
من ناحية أخرى، رصدت صحيفة البيان الإماراتية تداعيات أزمة كورونا، مشيرة إلى تأثير منظمة الصحة العالمية بهذه الأزمة قائلة: "مجدداً وجدت منظمة الصحة العالمية نفسها وسط حلبة الصراع بين أمريكا والصين".
وأضافت الصحيفة أن المداولات والنقاشات أظهرت مساعي أوروبا لإنقاذ الموقف عبر مشروع قرار من شأنه إرضاء كافة الأطراف المعنية، من دون أن يعني ذلك أن منظمة الصحة نجت من دفع ثمن الاتهامات الأمريكية بمحاباة الصين والتستر على إخفائها معلومات عن فيروس كورونا.
ونوهت الصحيفة في ذات الوقت، إلى مطالبة الولايات المتحدة بإجراء تحقيق في انتشار الفيروس بهذه الطريقة، وهو التحقيق الذي طالبت ايضا أستراليا بالقيام به، خاصة وأن الولايات المتحدة وأستراليا تشتبهان في أن بكين خلفت حادثاً مخبرياً قد يكون وراء انتشار الفيروس.
وعن كيفية تعاطي الصين مع هذه الأزمة وتصاعد الخلاف مع أمريكا قالت الصحيفة: "نظراً لأن الصين تدرك حجم الضغوط عليها، فإنها لم تبد اعتراضاً علنياً على إخضاع منظمة الصحة العالمية لتحقيق حول الاستجابة مع تفشي الوباء، لكنها رهنت ترحيبها بأن يكون التحقيق والمراجعة عندما تتم السيطرة على الفيروس، بينما تريد أمريكا تحقيقاً فورياً لتحديد مسؤولية الصين في حال ثبت أنها متورطة في تفشي الفيروس" ، وهو ما يزيد من حجم هذه الأزمة.
تصعيد
بدورها، أشارت صحيفة عكاظ السعودية إلى تصاعد حدة اللهجة الأمريكية ضد الصين نتيجة لاشتعال الخلاف بشأن كورونا.
وقالت الصحيفة "بدا أن العلاقات بين البلدين تسير في طريق مسدود، بسبب وباء كورونا. ولم يستبعد مراقبون، أن تقدم واشنطن على خطوة قطع العلاقات مع بكين، وهو ما لوح به صراحة الرئيس دونالد ترمب الذي أشار إلى أن الصين أخفت الفايروس خلف درع منظمة الصحة العالمية، في وقت كان يمكن احتواؤه في ووهان".
ولفتت الصحيفة إلى دقة تصريحات ترامب التي أتهم فيها أيضاً الصين بنشر الفايروس عن عمد، والسماح في ذات الوقت بالرحلات الدولية، موضحا إن هذه حقيقة. لا يجب أن تكون محل نزاع.
عرض الصحف العربية..
تقرير: تركيا تؤسس لوجود مستمر في ليبيا.. وتداعيات أزمة كورونا