الدراما التركية
ألقت صحيفة "عكاظ" السعودية الضوء على الحرب النفسية التي تشنها تركيا بالدراما التلفزيونية، وقالت الصحيفة إن "من يقف وراء الدراما التركية.. هو سيناريست ومنتج ومخرج واحد وهو الرئيس أردوغان"، وقالت إن "فشل أردوغان سياسياً في أكثر من ملف، دفعه إلى استخدام القوة الناعمة، المتملثة في الدراما والمسلسلات".
ونوهت الصحيفة إلى المحتوى المشبوه الموجود في هذه المسلسلات التي تعرض سيناريوهات ومشاهد منفتحة في العلاقات الغرامية والحمل خارج إطار الزواج والخيانات الزوجية وزنا المحارم والعديد من السلوكيات السلبية الأخرى التي تتسق مع طبيعة طبقات المجتمع العلماني في تركيا، فضلاً عن قيامها بتزييف الواقع الذي تعيشه تركيا لخدمة أهدافها السياسية المتعددة.
وكشفت الصحيفة أن الرئيس التركي يمول إنتاج بعض المسلسلات لتمرير رسائل سياسية وتقديم محتوى مؤدلج لخدمة توجهات النظام السياسية في تركيا، خاصة عبر مسلسلات التاريخ العثماني التي يحضر الرئيس أردوغان كواليس تصويرها ويتابع سير العمل فيها مع المخرجين والممثلين في قلب الاستديوهات مباشرة، وغالبية هذه المسلسلات التركية التي ترتبط أحداثها بالتاريخ العثماني روجت لسيناريوهات زيفت الكثير من الحقائق التاريخية بهدف خدمة أجندات أردوغان التي تروج لإعادة إحياء العثمانية، ولا يزال النظام التركي يواصل إنتاج هذا النوع من المسلسلات، رغم أن بعضها كبد الحكومة التركية خسائر مالية.
مستقبل الأزمات
من جانبه قال محمد زاهد غول في مقال له بصحيفة "الرؤية" الإماراتية إنه وعلى مدى قرن تقريباً والنزاعات التركيةـ اليونانية متواصلة، سواء حول تقسيم قبرص إلى تركية ويونانية، أو على السيادة البحرية وترسيم الحدود البحرية بينهما.
وقال الكاتب: "العائق الرئيس دون التوصل إلى اتفاقيات نهائية بين الطرفين هو تبادل التهم بينهما، ما يعني أن كل طرف متمسكٌ بموقفه ويرفض موقف الطرف الآخر؛ فالخارجية التركية ترى أن السبب الحقيقي وراء المشكلة مع اليونان هي أطروحات اليونان وقبرص الرومية بشأن مناطق السيادة البحرية، وكذلك تجاهل اليونان والاتحاد الأوروبي وجود وحقوق القبارصة الأتراك المالكين المشتركين للجزيرة".
وقال الكاتب: "حيث إن هذه النزاعات حدودية لترسيم الحدود البحرية بينهما، فإن القاعدة الأساسية هي التحاكم إلى القانون الدولي، وعبر القنوات الدبلوماسية وتخفيف حدة التوترات شبه العسكرية، وبالأخص المصاحبة لعمليات التنقيب عن النفط والغاز، والتي ينبغي أن تبدأ بعد التوصل إلى اتفاقيات دولية حول حقوق التنقيب بحسب القوانين الدولية".
وانتهى الكاتب بالحديث عن أن ما فرضه وباء كورونا من مخاطر يفرض على الجانبين التركي واليوناني اتخاذ تدابير إنسانية وصحية، بعيدة عن المناكفات السياسية والأيديولوجية والعنصرية؛ فأوضاع اللاجئين في المخيمات الحدودية مؤسفة جداً، وهي عرضة لتفشي الوباء بشكل كارثي.
وهم عثماني
من جانبه تطرق الدكتور جبريل العبيدي إلى ما أسماه بخطورة الوهم العثماني، مشيراً في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" إنه وبعد مائة عام من سقوط الإمبراطوريةِ العثمانية ظنّ السلطان العثماني الجديد أردوغان أنه يمكنه استعادتها من خلال تسويق الدراما التركية.
وقال الكاتب إن "هذه ليست إلا دراما مغشوشة، لا تختلف عن دراما حريم السلطان، ونور ومهند.
وأضاف: "الإرث العثماني، الذي يتباهى به أردوغان وجماعة الإخوان، نحن لا نتذكره إلا بالدم والفقر والجهل والضرائب والنهب ودَكّ القرى بالمدافع، فتركيا استعمرت بلاد العرب لأكثر من 500 عام، من دون أن تترك أي معالم للحضارة والبناء، حتى نذكرها بخير، أو يحنّ بعضنا لعودتها".
وألقى الكاتب الضوء على ازدواجية سياسات أردوغان قائلاً: "الرئيس التركي الذي تعدّه جماعة الإخوان "خليفة" للمسلمين، هو نفسه حليف إسرائيل عسكرياً واقتصادياً، فأردوغان العدو-الصديق لإسرائيل، وتركيا في عهده تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي وهو نفسه الآن "المتضامن والمدافع" عن الفلسطينيين إعلامياً ضمن حزمة من العنتريات يطلقها من حين إلى آخر، فهو كمن يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي".
واختتم الكاتب مقال بالقول إن "أردوغان الذي يدير عجلة الزمن إلى الوراء وفق وصف بعض المحللين والخبراء، أصبح يتلاشى لَمعانُ نجمه في سماء حزبه، بعد تنامي عدد وأنصار أحزاب المعارضة له ولمشروعه العثماني المتلبّس بعباءة الخلافة؛ المشروع الإخواني المشترك.
مجاعة تركيا
بدورها كشفت صحيفة "الدستور" المصرية إلى أن اجتياح وباء كورونا في تركيا كشف عن هشاشة وضعف اقتصاد دولة أردوغان، الذي سارع إلى جمع تبرعات من شعبه الذي يصارع الفقر والجوع، بدلاً من توفير الأموال التي ينفقها على بناء القصور الفارهة، والتبذير لإغراق ميليشياته الإرهابية في سوريا وليبيا.
وقالت الصحيفة: "عقب خطاب أردوغان، في بداية الشهر الجاري عن جمع التبرعات الشعبية لمواجهة كورونا، خرجت 76 مؤسسة تركية في بيانا مشتركاً لرفض حملة التبرعات المزعوم أنها بحجة مساعدة ضحايا انتشار فيروس كورونا، معتبرين إياها وسيلة من الرئيس التركي للتحايل على الشعب في ظل تمويل مشروعات عملاقة مثل قناة إسطنبول البحرية".
ونقلت الصحيفة بياناً مشتركاً أصدرته المؤسسات التركية الرافضة لدعوة الرئيس التركي، والتي قالت: "نحن لسنا بحاجة إلى الاستغلال السياسي والحظر والمواقف الاستقطابية، وخلق فرص من الوباء، وإنما إلى التضامن والشفافية والمعلومات الصحيحة والمزيد من الديمقراطية أكثر من أي وقت مضى".
وأكدت المؤسسات، أن الخزينة فارغة الآن، ويُطلب من الناس، الغالبية العظمى منهم من الفقراء والعاملين، التبرع علاوة على ذلك، سيتم إجراء خصم إلزامي من العمال في بعض المؤسسات. لكن لا أحد يتوقع منا الموافقة على ذلك.
وأختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "بينما يقوم أردوغان بالإعلان عن تجهيز وإعداد مشاريع كبرى ليس لها أي مردود على المواطن التركي، ويفرض عليهم جمع التبرعات، يتسارع الأتراك لإيجاد لقمة العيش، حتى لو كانت مدفونة داخل صناديق القمامة".