من الأعباء المنزلية إلى الأعمال الانتحارية..

تقرير: كيف تحول دور المرأة في حركة الشباب الصومالية؟

"أرشيفية"

أحمد عادل
للمرأة داخل التنظيمات الإرهابية، أدوار محددة، ففي البداية، كان مقتصرًا على استقطاب عناصر جديدة، ومع اشتداد العنف، دعمت المرأة الحركة، من خلال المشاركة في الهجمات، فضلًا عن تنشئة الأطفال على الأفكار المتشددة.
 
 
حركة الشباب الإرهابية في الصومال، أبرز نموذج على ذلك، وهي حركة ذات توجه متطرف، ظهرت عام 2000، كأحد الأذرع العسكرية، لما عُرف بـ«اتحاد المحاكم الإسلامية»، التي كانت تُسيطر حينها على «مقديشو».
أدوار أكبر في العنف 
كان دور المرأة في الحركة، يقتصر سابقًا على تزويج النساء للمسلحين، والقيام بأعباء الطهي والتنظيف في معسكرات الحركة، وفي الوقت الحالي، اضطلعت النساء بأدوار أكبر في العنف، وجمع المعلومات الاستخباراتية، والتخطيط، والتنسيق، وتنفيذ الهجمات، وأصبحت الحركة تعطي للفتيات أدوارًا بارزةً، على نحو متزايد، في تنفيذ العمليات الاستخباراتية؛ إذ إنهنّ أقلّ لفتًا للانتباه.
 
 
ورأت قيادات الحركة، أهمية دور المرأة وتقويتها، من خلال أدوار أخرى، منها، تجميع التبرعات، وبرز ذلك في عام 2015، عندما أدانت السلطات الأمريكية كلًا من «أمينة فرح علي - حوا محمد حسن»؛ لدورهما في جمع الأموال، من الجالية الصومالية، وإرسالها للحركة، التابعة لتنظيم القاعدة.
 
قامت نساء الحركة، بجمع المعلومات الاستخبارية عن المنشآت الحكومية والقوات الدولية العاملة بالصومال؛لمساعدتها فى تهريب الأسلحة ونقل المتفجرات، وتنفيذ عمليات انتحارية، وتمثل ذلك في انفجار يوليو 2019، الذي نفذته امراة في مكتب عمدة العاصمة مقديشو، وتبنته حركة الشباب في اليوم التالي مباشرًة.
مهام التجسس 
وتستخدم الحركة النساء في مهام التجسس، وأبرز مثال لذلك، حالات الطالبات الجامعيات الثلاث: خديجة أبو بكر أحمد، مريم سعيد عبود، وأم الخير صدري عبد الله، اللاتي تمّ القبض عليهن على الحدود «الصومالية ــــ الكينية»، في مارس 2015، بعد محاولتهن عبور الحدود إلى الصومال؛ للانضمام إلى «الشباب»، وتعتقد الأجهزة الأمنية الكينية، أنّ الفتيات الثلاث تمّ تجنيدهنّ عبر الإنترنت، من قبل حليمة عدن علي، وهي إحدى المجندات المعروفات في الحركة.
وفي فبراير 2020، أكدت دراسة لمجموعة الأزمات الدولية، بعنوان «تمرد حركة الشباب والنساء»؛ أن الحركة تمارس كافة أشكال القمع ضد المرأة، كما حددت الدراسة مهمات وأدوار النساء في الحركة، بأنّها تتنوع ما بين الزواج من أفراد الحركة، إلى التجنيد والدعاية، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، وجمع الأموال.
 
وأضافت الدراسة، أن مسؤولي الأمن الصوماليين، لا ينظرون إلى تهديد النساء الملتحقات في الحركة بجدية كافية، وبالتالي لا يفعلون الكثير لمنع الإناث من حركة الشباب من نقل المتفجرات، عبر نقاط التفتيش؛ إذ تستفيد الحركة من الخلل الأمني، من خلال استخدام النساء كانتحاريات، وهي لا تفعل ذلك عادةً؛ حيث لا تسمح للإناث، بمشاركة مباشرة في القتال.
 
وأشارت مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن  زوجات قادة «الشباب»، يتنقلن في جنوب وسط القرى الصومالية؛ لحشد الدعم للجماعة وأهدافها.