عرض الصحف العربية..

تقرير: كورونا يمتد.. وقد يجبر إيران على التطبيع مع أمريكا

إيران والمحاذير

وكالات

تباينت ردود الفعل على الساحة السياسية والدولية، عقب التصريحات الصادرة من بعض المسؤولين حول العالم، في ما يخص فيروس كورونا المستجد، فضلاً عن بيانات منظمة الصحة العالمية والتي تشير جميعها إلى خطورة الوضع إزاء الوباء.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، تتواصل خطورة الفيروس حيث أثرت سياسياً على العديد من الدول بمن فيها إيران وحتى حزب الله ومحاولتهما التطبيع مع أمريكا. 

كورونا والفتاوى العاقلة
وفي التفاصيل، قال الكاتب عبد الله العتيبي في مقال بصحيفة الشرق الأوسط، إن فيروس كورونا لم يزل يتصدر اهتمامات العالم أجمع، منبهاً إلى تاثير هذا الوباء الفيروسي على الكثير من مجالات الحياه وعلى رأسها الفتاوى الدينية.

وقال العتيبي: "كم كان مثيراً ورائعاً التغيّر الذي طرأ على الفتاوى الصادرة من عددٍ من البلدان العربية ومن الجهات الرسمية فيها في مواجهة هذا الفيروس الخطير، وهو خطاب لم يكن معهوداً من قبل لأسباب متعددة، ذلك أن المؤسسات الدينية الرسمية كانت تخضع من قبل لسلطة خطاب جماعات الإسلام السياسي ورموزها".

وعرض العتيبي بعض من الفتاوى الدينية التي تعكس شعور المشائخ ورجال الدين في العالم الإسلامي بخطورة المرض قائلاً: "صدرت الفتاوى المهمة والمميزة هذا الأسبوع من أكثر من جهة دينية بهذا، أي بإغلاق المساجد وإيقاف صلاة الجمعة والجماعة كما جرى في الكويت أو بتحريم صلاة الجماعة على المصابين بالفيروس"، مشيداً بهذه الفتاوى التي راعت صحة الفرد بالأساس.

وانتهى العتيبي بالقول إن "الإسلام والأديان جاءت لرعاية الإنسان وحمايته، ومثل هذه الفتاوى الرائعة تثبت للعالم أن الإسلام هو دين الرحمة، وأن الله كرّم بني آدم وقدّم كل ما هو في مصلحته على غيره، والضرورات تبيح المحظورات".

إدارة الأزمات
من جانبه، قال الكاتب السيد زهرة في مقال له بصحيفة أخبار الخليج البحرينية، إن تصريحات قادة العالم يمكن أن تثير الاستغراب أو الاندهاش، إلا أنها تعمق الواقع والأزمة التي نمر بها، قائلاً: "البعض يستغرب تصريحات بعض قادة العالم المتعلقة بتوقعاتهم لانتشار فيروس كورونا في بلادهم وما سيخلفه من ضحايا ومن تأثيرات كارثية في مختلف المجالات". واستعرض زهرة رؤية البعض في هذه التصريحات قائلاً: "البعض قد يعتبر مثل هذه التصريحات والتوقعات مبالغاً فيها جداً وتهول من الأمر كثيراً على الأقل بحكم الوضع الحالي في العالم ومعدلات انتشار الفيروس في مختلف الدول، وأعداد الضحايا حتى الآن".

وأشاد الكاتب بتعاطي كبار الزعماء في العالم مع هذه التصريحات قائلاً: "الحقيقة أن هؤلاء القادة يفعلون الصواب.. هم يطبقون أبسط قواعد إدارة هذه الأزمة التي تضرب العالم كله".

وأضاف "إذا هون المسؤولون عن إدارة الأزمة منها، وبنوا حساباتهم على توقعات متفائلة بلا داع، فمن الممكن جداً أن يجدوا أنفسهم فجأة في لحظة معينة في مواجهة تطورات كارثية لم يحسبوا حسابها، ولم يستعدوا للتعامل معها".

إيران والمحاذير
من جهتها، أبرزت صحيفة العرب تداعيات تفشي وباء كورونا في إيران، مشيرة إلى أن السلطات الإيرانية تركت كل المحاذير والشعارات الرسمية وراءها وسارعت إلى طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي في مواجهة كورونا.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تحتاج إلى ضوء أخضر من الولايات المتحدة للتصديق على مطلب القرض الإيراني، فضلاً عن فرض شروط قاسية لإصلاح اقتصاد الذي أنهكته الحروب الإيرانية المتواصلة. وعن تغير التعاطي الإيراني مع الولايات المتحدة قالت الصحيفة إن إيران تحاول التطبيع مع الولايات المتحدة، في ظل الأزمات التي تتعرض لها.

ونبهت الصحيفة إلى أن هجوم فيروس كورونا كشف هشاشة النظام الصحي في إيران، ومن ورائها هشاشة النظام السياسي، الذي اكتفى طيلة أربعين عاماً، بإنفاق عائدات النفط في الحروب دون أي تطوير للبنية الصحية في البلاد. كما أن اهتزاز صورة إيران سيكون له تأثير سلبي على صورة المجموعات الحليفة في المنطقة، التي قد تلجأ إلى التهدئة وعدم الاستفزاز كخيار مرحلي لتجنب الصدام مع قيادة أمريكية متنمّرة.

حزب الله
بدوره، أشار موقع اندبندنت عربية، إلى أن فيروس كورونا شغل حيّزاً من السجال على المسرح السياسي اللبناني، وأضاف أن الكثير من اللبنانيين انتقدوا الحكومة بسبب التأخر في إجراءاتها الاستباقية للتخفيف من عدوى الفيروس.

وأشار إلى تردد حزب الله في الخطوات التي كان يجب أن يتخذها للتصدي لتداعيات هذا الوباء قائلاً إن حزب الله كان وراء التردّد في طلب مساعدة صندوق النقد الدولي، إذ استخدم قادته لغة متشدّدة في رفضه، تارة بحجة الخشية من "الوصاية" الدولية ومن "تسلّل" الشروط السياسية الأمريكية عبره، وأخرى بذريعة عدم القبول بوصفته التي تقضي برفع الضرائب والرسوم لأنها تطال الفقراء وخصخصة قطاعات منتجة في الدولة من أجل خفض كلفة القطاع العام والعجز في الموازنة.

ونبه الموقع إلى أن التردد في اتخاذ القرار من الحكومة اللبنانية تسبب في التأخر في تحضير الحكومة لبرنامج إصلاحات وخطط استثمارية تنشّط الاقتصاد، وهو ما سيكون له تداعيات واضحة بالمستقبل.