عرض الصحف العربية..
تقرير: أزمة لبنان إلى الوضع الحرج مع مرحلة "التعثر"

مراوغات
أبرزت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة، تداعيات المشهد السياسي في لبنان، مع تعمق الأزمة وعدم الوصول إلى حل حاسم وفعلي لها.
ووفقاً لهذه الصحف فإن هناك عدم شفافية في تعاطي الحكومة اللبنانية مع الأزمة، في ظل التصريحات التي يصدرها البنك الدولي والتي تتناقض في معطياتها مع تصريحات المسؤولين اللبنانيين.
فرض الخرافة علاجاً
قال الكاتب عديد نصار في مقال له بصحيفة العرب اللندنية إن "لبنان اليوم بات تحت احتلال مقيت، والاحتلال يقوم على الخرافة ولا يستمر إلا بتعميم الجهل والتخلف".
وأضاف "احتلال إيراني بصبغة دينية وبأداة عسكرية محلية اسمها حزب الله"، مضيفاً أن "حزب الله تنتقل من كونه شريكاً مهيمناً وراعياً وحامياً لمنظومة النهب المسيطرة على لبنان، إلى كونه مسيطراً وحيداً عليها وعلى البلاد".
وتابع "يقف وراء حزب الله حكومة تخضع له وتلعب دور أكياس الرمل في تلقي ردود فعل الناس على القرارات التي يتخذها الحزب وتعلنها وتنفذها، إلى درجة تسمح بالقول إن لبنان يقع بالكامل تحت الاحتلال الإيراني عبر وكيله الشرعي حزب الله، وأن حكومة حسان دياب تلعب الدور الذي لعبته حكومة فيشي في فرنسا أثناء الاحتلال النازي".
وانتهى الكاتب بالقول إن "لبنان اليوم تحت احتلال مقيت ينبغي أن يرتقي بالانتفاضة إلى مقاومة وطنية شاملة لمواجهته وهزيمته وتخليص البلاد والشعب كله من وبائه".
وأضاف "احتلال يستهين بالأمن الصحي للمجتمع كله، حتى بصحة أولئك الذين يستخدمهم في تثبيت وجوده. احتلال يقوم على الخرافة ولا يستمر إلا بتعميم الجهل والتخلّف".
كفى بالأَجَل حارساً
بدوره أشار رمضان السيد في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى أن الأبواب مسدودة على الدول المفلسة مثل لبنان ما لم تحظَ ببصمة التصديق والضمان من المؤسسات المالية الدولية.
وأشار السيد إلى تخبط عمل الحكومة في مواجهة هذه الأزمة قائلاً "رئيس الحكومة اللبنانية العتيد تلبّث شهراً على أساس أنه يضع الخطة العظيمة للإصلاح والنهوض وسط صرخات الحزب والنائب جميل السيد والرئيس بري بعدم الدفع للدائنين، ثم أعلن عن عدم الدفع، وقال إنه طلب من الوزراء تقديم مقترحات للخطة الموهومة، وإنه يتوجه بعدها إلى المؤسسات الدولية للتفاوض، وطلب المساعدة! ليست هناك خطة إذن ولا أحد يدري ما هي معالمها".
وفي نهاية المقال قال الكاتب" ما معنى: كفى بالأَجَل حارساً، في هذه السياقات؟ معناه أنّ اللبنانيين فيما يعتقد كثير منهم، معرَّضون للموت بالجوع أو بالداء أو بالمصادفة، ومن لم ينزل به الموتُ أو خوفُه، فليس ذلك لمناعة يتمتع بها من جانب دولته أو من جانب الحزب المسلَّح، بل لأنّ أجَلَه لم يحضُرْ أو لم يحلّ! فهل الأمور سيئة إلى هذا الحدّ حقيقة، أي أنّ اللبنانيين يعيشون من "قلة الموت" كما يقول المثل؟! لستُ على يقينٍ من ذلك، لكنّ هذا ما يظنه لبنانيون كثيرون في عهد الجمهورية الثالثة!".
اجتماع الحكومة
من جهتها عرضت صحيفة الجمهورية كواليس الاجتماع الأخير للحكومة اللبنانية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء أعرب خلال هذا الاجتماع عن رغبته في تخطي عقبات الأزمة المالية، مشيراً إلى انخفاض خدمة سندات الدين بالليرة اللبنانية بنسبة 2.24 %، ما يوازي تقريباً نحو 300 مليار ليرة. وهذا مؤشر إيجابي، بحسب وصفه.
وكشفت الصحيفة أن الحكومة اللبنانية تباشر الاتصالات مع الدائنين الكبار في الخارج لحل الأزمة. وقالت الصحيفة "لم يُعرف بعد ما إذا كان الدائنون سيباشرون دعاوى قضائية، لأنّ لبنان فعلياً هو في مرحلة تعليق سداد دينه. أما مرحلة التعثر فتبدأ الإثنين المقبل رسمياً".
من جانبها قالت مصادر وزارية للصحيفة إنّ الجلسة ناقشت جدول اعمال من عدة بنود، ومن خارجها طرح وزير الطاقة والمياه ريمون غجر موضوع تثبيت سعر صفيحة البنزين حتى لا تتأثر بتدني سعر برميل النفط، خصوصاً انّها تُدخل إلى الخزينة أسبوعياً نحو ملياري ليرة لبنانية.
مراوغات
بدورها وصفت صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية اجتماع الحكومة بالمراوغ أو بمن يعكس سياسات اللف والدوران، وقالت الصحيفة "لا يزال اللف والدوران حول صندوق النقد هو الأداء الطاغي على حكومة دياب، فتراها تستميل الصندوق وتعمل على خطب ودّه من دون أن تطلب يده" للمساعدة".
وأشارت الصحيفة أن هناك ما يمكن وصفه بالضبابية وعدم الوضوح في تعاطي الحكومة مع الأزمة، الأمر الذي ينعكس على أفق التعاون مع مؤسسات النقد الدولي.
وأوضحت الصحيفة أن وزير المالية اللبناني أشار إلى أهمية التعاون مع البنك الدولي، غير أن التصريح يقابله تصريح آخر من المتحدث باسم الصندوق والذي قال إنّ صندوق النقد مستعد لمساعدة الدولة اللبنانية لكنها لم تطلب حتى الآن مساعدة مالية منه.
وأشارت الصحيفة أن الصندوق لا يزال ينتظر أن تسلمه السلطات اللبنانية خطتها بشأن طريقة مواجهة التحديات الاقتصادية.