اعتياد سياسة الاستفزاز..

تقرير: ماهي سيناريوهات اتفاق «أنقرة» والاتحاد الأوروبي حول سوريا؟

اتفاقية الهجرة واللاجئين بين أنقرة والاتحاد الأوروبي

أنقرة

أكد متحدث باسم شارل ميشيل، رئيس الاتحاد الأوروبي أن الأخير سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 9 مارس 2020 في بروكسل، ومن المقرر أن يرافق «ميشيل» أورزولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وسيتركز اللقاء حول الشؤون الخاصة بالاتحاد الأوروبي وتركيا، وعلى رأسها الهجرة والوضع في سوريا.

وفي وقت سابق، أوضح «أردوغان» أن اللقاء سيدور حول عدة قضايا من بينها اتفاقية اللاجئين والموقف في سوريا، معربًا عن أمله في حصول بلاده على المزيد من الدعم من المجتمع الدولي.

وبالنظر إلى الموقف الحالي، يتضح أن هناك بعض السيناريوهات التي من الممكن أن يخرج بها اللقاء:-

السيناريو الأول

قد يتم الاتفاق على وقف إرسال اللاجئين من قبل تركيا إلى الحدود اليونانية، مقابل دفع أموال أكثر لأنقرة للوقوف حاجزًا دون وصولهم إلى القارة العجوز.

ونصت اتفاقية الهجرة واللاجئين بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، عام 2016، على أن تعمل تركيا على منع هجرة اللاجئين إلى أوروبا عبر اليونان، مقابل 6 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي لتحسين ظروف اللاجئين في تركيا.

بالرغم من ذلك، أعلن مولود تشاووش أوغلو، وزير الخارجية التركي، في 23 يناير 2020، أن الاتحاد الأوروبي لم يدفع نصف الأموال التي تعهد بمنحها لأنقرة، في إطار الاتفاق حول معالجة قضية اللاجئين السوريين.

السيناريو الثاني

يطالب «أردوغان» الاتحاد الأوروبي بالوقوف إلى جانبه في المعركة التي يخوضها في إدلب، ضد الجيش العربي السوري، بمساعدة من روسيا، إلا أن هذا الأمر مستبعد نسبيًا، خصوصًا أن هذا سيجعل القارة العجور في مواجهة مباشرة مع موسكو، التي تُعد شريكًا رئيسيًّا في الأزمة، وأكدت أنها لن تتوقف عن محاربة الإرهابيين في المنطقة.

السيناريو الثالث

وقد لا يسفر اللقاء عن اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، خصوصًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصر على الوجود في إدلب السورية، لتأمين حدوده، بحسب قوله، وفي المقابل ليس من مصلحة أوروبا أن تخوض حربًا ضد روسيا، مع طرف اعتاد سياسة «الاستفزاز» ضدها لتحقيق أهدافه.

عدم الاتفاق يعني استمرار تركيا في إرسال مزيد من اللاجئين إلى الحدود اليونانية، وتكدسهم في المنطقة بين أنقرة وأثينا، في ظل رفض الأخيرة استقبالهم، الأمر الذي قد يؤثر بشكل مباشر على السياحة في الجزر اليونانية الواقعة في بحر إيجه.

ولا يُستبعد أن يفكر الرئيس التركي في استغلال بعض عناصر تنظيم داعش الأجانب، المحتجزين لديه، منذ العملية العسكرية «نبع السلام»، التي نفذها في الشمال السوري، أكتوبر 2019، للضغط أكثر على الدول الأوروبية، خصوصًا أنها تخشى دائمًا عودتهم إلى بلدانهم، في ظل احتمالية تنفيذهم عمليات إرهابية، أو حملهم لأفكار متطرفة.

كما أن عدم الوصول إلى اتفاق، يعزز موقف دمشق وموسكو في منطقة الشمال السوري، وعلى رأسها إدلب، ما يعني ضعف موقف أنقرة التي ستقف بمفردها في هذه المنطقة، غير أنها قد تواصل الضغط على الاتحاد الأوروبي بطرق أخرى.