عرض الصحف العربية..
تقرير: إدلب تبعد أردوغان من روسيا وتقرب حفتر إلى أوروبا

أردوغان
عكس اللقائين اللذين جمعا القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين تبدلاً في الموقف الأوروبي.
وأشارت صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، أن الموقف الأوروبي يتجه نحو اتخاذ المزيد من التعاون مع الجيش الليبي، مقابل تبدد الرهان على حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج المتحالفة مع أنقرة.
لقاءات مثمرة
رصدت صحيفة العرب اللندنية أهمية اللقاءين اللذين عقدهما المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تزامنا مع وجود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بروكسل.
ولفتت الصحيفة إلى أهمية هذين اللقاءين، منبهة إلى ربط مراقبين الاهتمام الأوروبي المفاجئ بحفتر بالابتزاز الذي يمارسه أردوغان على أوروبا من خلال تفعيل ورقة المهاجرين، بعد رفض الأوروبيين تلبية نداءات وجّهها لهم للقتال معه في إدلب ضد روسيا والجيش السوري.
ويرى هؤلاء المراقبون أن استقبال أوروبا لحفتر حمل في طياته دعماً واعترافاً به ومثل في ذات الوقت رداً على الابتزاز التركي، مؤكدين أن السياسات التي ينتهجها أردوغان باتت تمثل أزمات كبيرة للعالم، مع انتهاجه للكثير من السياسات السلبية بدءاً من سياساته في سوريا مروراً بمنظومة "إس – 400"، وصولاً إلى إرسال متشددين سوريين وأجانب كمرتزقة للقتال في ليبيا.
حرب شاملة
وبدوره، نبه الكاتب فريد واير في مقال له بصحيفة الاتحاد الإماراتية إلى أن محافظة إدلب تعتبر من أخطر المناطق الساخنة، قائلاً: "في إدلب تواجه الوحدات العسكرية التركية والروسية بعضها بعضاً بشكل متوتر، بينما تخوض قوات بالوكالة حرباً شاملة حول الطرفين".
وأضاف "في الأسبوع الماضي لقي نحو 33 جندياً تركياً مصرعهم، بعضهم في غارات جوية قد تكون روسية، والحرب بين روسيا وتركيا تبدو ممكنة بشكل مقلق"، موضحاً أن تدخل روسيا في سوريا قبل 5 سنوات أدى إلى إجهاض آمال تركيا في توسيع نفوذها الإقليمي، بعد ما بدا في ذلك الوقت وكأنه إزالة مؤكدة لنظام بشار الأسد في دمشق.
وأشار إلى أن كلاً من تركيا وروسيا اتفقتا على وقف إطلاق النار بينهما، وتقوم تركيا باستخدام سلطتها لفصل المتطرفين المرتبطين بالقاعدة عن المدنيين والمعارضة الأكثر اعتدالاً، استعداداً لتسوية سلمية.
وتابع الكاتب "لا شيء من هذا حدث؛ فموسكو تتهم تركيا بدعم المتمردين المتطرفين بدلاً من نزع سلاحهم وعزلهم، وبمحاولة ترسيخ سيطرتها الدائمة على إدلب"، الأمر الذي زاد من دقة المشهد السياسي في إدلب ويمكن أن يشعل الحرب بين روسيا وتركيا في أي وقت.
الراية البيضاء
ومن جانبه، قال الكاتب الصحافي رامي الخليفة العلي في صحيفة عكاظ السعودية إن "الرئيس التركي يرفع الآن الراية البيضاء"، مضيفاً "بعد وعيد وتهديد وزمجرة خلف المايكروفونات، توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو وتوصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية".
وأوضح أن روسيا كانت تعتقد أن الوجود التركي في إدلب أو بعض من المناطق السورية مؤقت، إلا أن الواقع أثبت غير ذلك وثبت أن تركيا ترغب في احتلال المزيد من الأراضي السورية.
وأشار إلى هزيمة أردوغان السياسية والعسكرية في تركيا، قائلاً "وقع أردوغان مكرهاً على اتفاق موسكو بما يمثل استسلاماً لبوتين، حيث تنازل عن المناطق التي تقدم فيها النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه".
وحول هذا الاتفاق، تابع الكاتب "هذا الاتفاق لا يعدو كونه هدنة ولا يلبث أن يندلع الصراع مرة أخرى، لأن الهدف الروسي يتمثل في استعادة كافة الأراضي السورية تحت سيطرة النظام، ونظام أردوغان ليس لديه المقومات للوقوف أمام هذا الهدف، فضلاً عن عدم امتلاك أردوغان للمهارة السياسية وتخبطه وعشوائيته ودخوله في عداء مع معظم الأطراف الإقليمية والدولية".
روسيا وتركيا
وأما الكاتب حازم صاغية ، فقد ألمح في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط إلى أن سوء حظّ سوريا والسوريين أنهم جار جغرافي لتركيا، وقال إن "العلاقة بين روسيا وتركيا مسكونة بسمّ طارد"، مشيراً إلى أن الواقع السياسي الحاصل الآن يؤكد استمرار هذه الأزمات بلا حل.
وأضاف أن "المفارقة هنا أنّ أبرز مصادر الطموح الراهن لروسيا وتركيا تمثل في ضآلة الحضور الأمريكي في الساحة، لكنّ هذا العنصر هو نفسه أهمّ المعوقات التي تحول دون استكمال أي من البرنامجين الروسي والتركي".
وأردف الكاتب قائلاً "تركيا أضعف كثيراً من أن تطرد روسيا، وتحتكر المنطقة كدائرة نفوذ حصري لها، فيما لا تستطيع روسيّا أن تنكر على تركيّا كلّ دور وكلّ حضور، وهذا ما يخلق قاسماً مشتركاً بين موسكو وأنقرة، هو الشعور بضرورة استحضار أمريكا وأوروبا، وإن كانت كلّ من العاصمتين تنوي استحضارهما بما يلائمها وحدها دون أن يلائم العاصمة الأخرى".
واختتم مقاله بالقول إن "سوريا تدفع كلفة الغباء المأزوم لتركيّا، والذكاء المأزوم لروسيّا، وكلفة اجتماعهما فوق ترابها الذي يحترق، وأهلها الذين يهيمون على وجوههم في أرض بخيلة وقاسية".