اطلاق عدوى فيروسية..
تقرير: الحرب البيولوجية اشد فتكاً بالحياة من الحروب الأخرى

مهتمون يتحدثون عن الحرب البيولوجية زيؤكدون أنها اشد فتكاً بالحياة من الحروب الأخرى - ارشيف

الحرب البيولوجية تعد نوع عجيب من الحروب فهي صامتة باردة لا تترك شظايا أو رائحة ولا تملأ الجو دخاناً أو باروداً ولا تخلف وراءها آثار تدمير، وهي حرب لا ترى فيها فوهة مدفع ولا دانة دبابة ولا صاروخاً موجهاً، إنها سلاح العصر القاتل والأكثر شراسة وفتكاً بكل الكائنات مختلف صور حياتها على هذا الكوكب.
يقول الدكتور سالم خير الله البهلاوي : من يريد استخدام هذه الطريقة من الحروب عليه بكل بساطة ان يطلق عدوى فيروسية فمن خلالها يستطيع ان يهزم دولاً بأكملها وان يدمر اقتصادها ويشل حركتها ويعلن فيها حالة حداد وإستنفار قصوى لا مثيل لها.
ويضيف : المتابع لما يحدث في الصين حالياً نتيجة العدوى بفيروس كورونا "الجديد" والمنتمي لسلالة متلازمة "سارس" إلا أنه تم تطويره لينتقل بين الأشخاص وليس فقط من الحيوان للإنسان المتابع لذلك سوف يفهم مغزى هذا المقال، فالحرب البيولوجية يطلق عليها أيضا الحرب الجرثومية أو الميكروبية وهي تصنف ضمن أسلحة الدمار الشامل ولا تقل شراسة وضراوة عن الحرب النووية والكيميائية بل هي أخطرهم لأنها أقلهم تكلفة وأوسعهم انتشاراً وأبطأهم احتواءً، فالأسلحة النووية والأسلحة الكيميائية تحتاج تكلفة مادية عالية وأماكن ذات مواصفات خاصة وتحتاج علماء وخبراء على أعلى مستوى من التخصص في حين أنك تستطيع تصنيع ترسانة كاملة من الأسلحة البيولوجية في زمن قصير وكل ما تحتاج إليه هو غرفة معمل وبكتيريا معدية، فخلية البكتيريا التي تنقسم كل عشرين دقيقة تستطيع إنتاج مليار نسخة جديدة خلال عشر ساعات فقط مما يجعل زجاجة واحدة من البكتيريا المعدية قادرة على القضاء على مدينة بحجم واشنطن الأمريكية أو ووهان الصينية، فعلى سبيل المثال نسبة واحد على المليون من جرام واحد فقط من بكتيريا الأنثراكس قادر على قتل أي شخص بمجرد استنشاقه ومخطئ من يظن أن الحرب البيولوجية وليدة العصر بل هي أقدم أنواع الأسلحة على الإطلاق وهي حرب في الخفاء لا يمكن الإعلان عنها والتاريخ حافل بنماذج كثيرة لهذا النوع من الحروب حيث تم استعمال الحرب الجرثومية فيها، فاليونانيون استعملوها قديماً ضد أعدائهم إذ كانوا حين يدخلون بلدة يلقون بالجثث الميتة في مجرى مياه تلك البلدة ويلقون بالحيوانات النافقة والفئران والطيور الميتة لتلويث مياه الشرب وكذلك كان يفعل الفرس والروم، أما المغول والتتار فكانوا يأتون على الأنهار الجارية وعيون الماء ويلقون فيها بآلاف الجثث لتلويثها ويبدأون بجثث جنودهم الذين يموتون في الحرب بأحد الأوبئة التي كانوا يجهلون ماهيتها ونوعيتها، ثم تطورت الوسائل مع تطور العصر ففي العصر الحديث وفي الحرب العالمية الأولى استخدمت ألمانيا ميكروب الكوليرا والطاعون في حربها ضد إيطاليا وروسيا، واستخدمت بريطانيا جرثومة الجمرة الخبيثة "أحد أنواع الأنثراكس الثلاثة" كسلاح بيولوجي في الحرب العالمية الثانية في جزيرة جرونارد الإسكتلاندية وظلت اسكتلاندا تعاني من آثار هذه الجمرة حتى عام 1987م.
اما الخبير في الشؤون البيولوحية ابراهيم محمود السجاد فيقول : في الحرب العالمية الثانية أيضاً قامت الوحدة 731 اليابانية بنشر ميكروب الكوليرا في آبار المياه الصينية حيث تسببت في قتل ما يقرب من عشرة آلاف شخص، وقبل ذلك بقرنين من الزمان وتحديداً عام 1763م قامت بريطانيا بقتل ملايين الهنود الحمر بالبطاطين الملوثة بفيروس الجدري الفتاك والذي يصنف بالسلاح البيولوجي عالي الخطورة لقدرته على الفتك بشعوب بأكملها في خلال شهر واحد فقام الرجل الأبيض دون رحمة بنشر الوباء بين شعب الهنود الحمر سكان الأرض الأصليين فأباد الملايين منهم في صمت ليحتل أرضهم ويؤسس ما عرف لاحقاً بالأمريكتين.
واضاف قائلاً : منذ تأسيسها بعد إبادتها للهنود الحمر لازالت الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر ذلك النوع الأبشع من الحروب البيولوجية الفتاكة بحسب بعض التقارير الدولية التي تؤكد كذلك ضلوعها أن فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV المسبب لمرض الإيدز تم صناعته في أحد المعامل البيولوجية العسكرية في (فورت ديريك) بمريلاند وذلك ما أكد عليه عالم البيولوجيا الألماني "جالوب سيجال" وذلك عن طريق دمج نوعين من الفيروسات هما فيروس
HTLV-1 وفيروس Visna
وقد أكدت على صحة هذا الكلام الدكتورة "فاجناري مآثاي" الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، كما ذكر الدكتور "آلان كانتويل" أن الذي أشرف على تصنيع الفيروس هو دكتور "وولف زمنوس" وأنه تم إخفاء هذه التجارب عن وسائل الإعلام، فالحروب بجميع أنواعها حروب بشعة إلا أن الحرب البيولوجية أبشعها على الإطلاق فهي تستهدف المدنيين ولا تفرق بينهم وبين العسكريين، ومما يزيد الحرب بشاعة أنك لا ترى خصمك ولا تشعر به لتتهيأ له في اللحظة المناسبة بل تتم مباغتتك بشكل لا تتوقعه، وقذارة هذه الحرب تتمثل أيضاً في أن الدول التي تطلق هذا النوع من الحروب تستطيع أيضاً التحكم في تصنيع الأدوية المضادة واللقاحات والأمصال مما يجعل الأمر يتحول إلى مافيا تتصارع فيها شركات الأدوية المصدرة لتلك اللقاحات، والحديث عن الحرب البيولوجية لا تتسع له سطور هذا المقال ونحن في العالم العربي تتم ممارسة هذه الحرب علينا منذ زمن عن طريق المحاصيل المسرطنة وتلويث مياه الشرب ونشر فيروسات الكبد الوبائي وفيروس انفلونزا الطيور وغيرها.
ويرى الدكتور رفعت احمد النجار بان الحل يكمن في أقوى مركز حماية على الإطلاق وهو جهاز المناعة الذي خلقه الله في جسم الإنسان والذي إن اعتنيت به يمكنه تولي حمايتك والدفاع عنك بشكل كبير وكل ما عليك فعله هو اعتماد نظام غذاء صحي والإكثار من شرب المياه بشكل دائم ليصبح نمط من انماط حياتك، والإمتناع التام عن الأغذية المعلبة والمغلفة والأطعمة السريعة، لافتاً الى ان جميع المنظمات الصحية على مستوى العالم قد اكدت بان تدمير أجهزة المناعة لدى البالغين والأطفال على حد سواء يكمن بشكل عام في ثلاثة أشياء هي : تناول كل ما هو معلب لأنه يحتوى على مواد حافظة، وكل ما هو مغلف بالبلاستيك لتفاعل مادة البلاستيك مع الغذاء المحفوظ بداخله مع تعرضه لاختلاف درجات الحرارة مما يحوله لمادة مسرطنة، وكل ما هو مهدرج أو مصنوع بزيوت نباتية مهدرجة.