رغم فوزه بالانتخابات..

تقرير: كيف أصبح المصير السياسي لبنيامين نتنياهو بيد خصومه؟

نتنياهو

وكالات

تمارس شخصيات محسوبة على حزب العمل الإسرائيلي ضغوطا على زعيمها، وزير الدفاع الأسبق عامير بيرتس، من أجل حثه على الانضمام لحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، الذي فاز بانتخابات الكنيست الـ 23 التي أجريت يوم الاثنين الماضي.

ويترأس بيرتس تحالفا سياسيا يضم أحزاب العمل، المحسوب على يسار وسط الخارطة السياسية الإسرائيلية، وحزب غيشر الوسطي بزعامة النائبة أورلي ليفي أبيكسيس، وحزب ميرتس اليساري بزعامة النائب نيتسان هوروفيتش، وتشير النتائج غير الرسمية عقب فزر صناديق الاقتراع إلى حصول هذا التحالف على 7 مقاعد بالكنيست.

وذكرت صحيفة ”إسرائيل اليوم“، مساء الخميس، أن عددا من رؤساء البلديات المنتمين لحزب العمل يمارسون ضغوطا على بيرتس للانضمام لحكومة نتنياهو من أجل تجنب شبح الذهاب إلى انتخابات جديدة، حيث يرون أن إجراء انتخابات رابعة يهدد الحزب ومستقبله، ويعتقدون أن حزب العمل يفقد قوته السياسية وتأثيره مع كل جولة انتخابية فاشلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن التقديرات السائدة بين الفريق المؤيد للانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو تؤكد أنه بعد إجراء الانتخابات العامة ثلاث مرات، لم يحقق حزب العمل أي مكسب سياسي، بل على النقيض زادت حدة الكراهية وتبادل الاتهامات داخله.

وطالبت مصادر ضمن الفريق المؤيد للخطوة، باتخاذ قرارات مصيرية، وقالت إن بيرتس في حاجة لإصدار قرار صعب، بشأن إذا ما كان على استعداد للانضمام لحكومة نتنياهو، أم أنه سيسير خلف حزب أزرق أبيض.

فوز بطعم الخسارة

وحقق حزب الليكود فوزا بطعم الخسارة في الانتخابات العامة، التي أجريت الاثنين الماضي، وحصل وفقا للنتائج النهائية (غير رسمية) على 36 مقعدا، فيما جاء حزب أزرق أبيض بزعامة بيني غانتس بالمركز الثاني برصيد 33 مقعدا، تليه القائمة العربية المشتركة والتي حصلت على 15 مقعدا، وحل حزب شاس الحريدي رابعا بواقع 9 مقاعد.

وحقق حزب يهدوت هاتوراه الحريدي الأشكنازي 7 مقاعد، ومثله تحالف (العمل، غيشر، ميرتس)، وهو العدد ذاته الذي حققه حزب إسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان، بينما حقق تحالف ”يمينا“ المتطرف 6 مقاعد فقط.

ووفق هذه النتائج، يتجمد رصيد كتلة اليمين بزعامة نتنياهو عند 58 مقعدا، فيما حققت كتلة اليسار – الوسط من دون الأحزاب العربية وحزب إسرائيل بيتنا 40 مقعدا، ومن ثم لا يمكن الحديث عن أي أفق لحزب أزرق أبيض لتشكيل حكومة إلا إذا دعمتها الأحزاب العربية (15 مقعدا) وليبرمان (7 مقاعد)، أي تطبيق خيار حكومة الأقلية المدعومة بالحزبين الأخيرين من خارج الائتلاف.

فرص جيدة لـ“أزرق أبيض“

موقع ”واللا“ الإخباري أشار في تقريره، مساء أمس الخميس، إلى أن الأصوات تتزايد داخل أزرق أبيض والتي تدعو لعدم رفض إمكانية تشكيل حكومة أقلية مدعومة من القائمة العربية المشتركة، مشيرا إلى أن الرجل الثالث بهذا الحزب، أي موشي يعلون، وزير الدفاع الأسبق، تراجع عن موقفه السابق، وأعلن موافقته لإمكانية التعاون مع الأحزاب العربية في هذا الصدد.

ويعود السبب في ذلك إلى تصريح أطلقه ليبرمان بشأن تأييده قانونا يمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة إثر الاتهامات الموجهة إليه، وهو القانون الذي يسعى أزرق أبيض لطرحه بمجرد انعقاد الكنيست الجديد، الأمر الذي زاد من طموح الحزب الذي يرأسه غانتس لإمكانية تشكيل الحكومة، في ظل موقف ليبرمان هذا، لأن أزرق أبيض سيتمكن هنا من حشد أغلبية لصالح تمرير القانون، ومن ثم تبقى مسألة تشكيله للحكومة، وهو ما سيتطلب فقط دعم ”القائمة العربية المشتركة“ من خارج الائتلاف.

ويمتلك التحالف الذي يقوده غانتس بالفعل فرصة قوية، إذا لم يتمكن نتنياهو من استقطاب أي من الأحزاب الأخرى غير المحسوبة على كتلة اليمين – الحريديم، لأن هذه الكتلة حاليا ومن دون ليبرمان، لن تتمكن بأي حال من الأحوال من تشكيل حكومة، بينما يستطيع أزرق أبيض لو ضمن تأييد ليبرمان والأحزاب العربية الوصول إلى عدد نواب يبلغ 62 نائبا، ومن ثم سيتمكن من تشكيل الحكومة الـ 35 في تاريخ البلاد.