سلطات تمارس في السر..

تقرير: "مأرب".. كيف تستنسخ "إمارة الإخوان" دولة مزورة

الختومات التي جرى ضبطها في أبين - ارشيف

إبراهيم الصالح

لا شيء في اليمن يدعو إلى التفاؤل بوجود دولة يمنية حقيقية، تمارس عملها وفق مصلحة المواطن الذي يعاني منذ عقود، غير انها حكومة تفتعل الازمات وتصنع الحروب والمشكلات، لكن حالة من الانقسام والتشظي، جعلت هذه الحكومة تمارس عملها بالتزوير  وفي سرية تامة.

لا تخجل هذه الحكومة في استنساخ أكثر من سلطة لأكثر من إدارة، يكفي ان تحصل من مأرب الإمارة الإخوانية على ختم، لتمارس سلطاتها في أي بقعة بهدف فرض جبايات على المواطنين والتجار، وكأن هذه الدولة وجدت لتنافس المليشيات الحوثية في حكمها للمناطق الخاضعة لسيطرتها.

قوات الحزام الأمني بأبين، ضبطت حافلة نقل "صغيرة" كانت قادمة من مأرب في طريقها صوب عدن وتعز لتوزيع كمية كبيرة من الختوم والاوراق المزورة، بهدف ايجاد سلطات رديفة، تكشف حالة الانقسام في حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي؛ انقسام إلى أكثر من معسكر،  لعل الابرز وجود معسكرين الأول يتبع السعودية ويحصل على تمويل ضخم، ويقيم اعضاؤه في الرياض، ينشط في مأرب وتعز،  وآخر يتبع قطر وتركيا وإيران وينشط في المهرة وشبوة ووادي حضرموت، كل معسكر يستنسخ الدولة وفق رؤيته والاجندة التي ينفذها.

معسكر الرياض يبدو الحلقة الأضعف، بل انه اصبح المنفذ لسياسة واجندة المعسكر الأخر الذي نجح في الآونة الأخيرة، بالإطاحة بمحافظ المهرة المقرب من السعودية واستبداله بآخر، ولكن بعد ان سيطر حلفاء ما يطلق عليه "مثلث الشر" على المنافذ البرية والبحرية.

كانت حكومة الإخوان في مأرب واذرع التحالف الثلاثي بحاجة إلى قيام سلطات رديفة تعمل في السر داخل العاصمة عدن ومدينة تعز التي يتقاسمها الإخوان والحوثيون.

وكما تفعل سلطات الإخوان مع تهريب الأسلحة والصواريخ إلى عدن، وأخرها ما تم ضبطه في الصبيحة، والقادم من مدينة تعز في طريقها صوب عدن، قامت بتهريب ختوم وأوراق تتبع ادارة سيادية، لتشكيل حكومة وسلطة رديفة.

قوات الحزام الأمني ضبطت الحافلة واخذت سائقها للتحقيق، لكن كشف في التحقيق انه لا يعمل ما بداخل الأمانة المرسلة معه إلى عدن، وهو أمر نفته مصادر يمنية في مأرب بالقول " لا يمكن ان يأخذ سائق الحافلة أي شيء دون ما معرفة ما هو".

وقالت مصادر أمنية لـ(اليوم الثامن) "إن  حافلة  صغيرة نحو “هايس” لون ابيض، تحمل اللوحة رقم ٦١٣١  مؤقت عدن، ضبطت في نقطة حسان بأبين على متنها كمية كبيرة من الختوم والاوراق الرسمية المزورة التي كانت في طريقها إلى تعز".

وأكد المصدر ان السلطات الرسمية في تعز وعدن بإمكانها اصدار  ختومات، لكن ان يتم طباعتها في مأرب، تأكيد على وجود سلطة رديفة للسلطات الرسمية؛ في استنساخ للدولة؛ الأمر الذي يؤكد على تشظي حكومة هادي وتحولها إلى حكومة "عصابة" مثلها مثل جماعة الحوثي التي تحتل كل اليمن الشمالي وتفرض الجباية ودفع الأموال لها من قبل المواطنيين.