حرب نفسية بانتظار القوات التركية..

تقرير: كيف يسدون الإسلاميون عجزهم في طرابلس؟

استهداف الكلية العسكرية تهمة للجيش الليبي لفرض حظر الطيران

واشنطن

صعدت الميليشيات في طرابلس من حدة الحرب النفسية التي أطلقتها بالتوازي مع معركة التصدي لسيطرة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على العاصمة، وهو ما اعتبر محاولة لسد العجز العسكري في انتظار وصول القوات التركية.

وروجت وسائل إعلام وصفحات تابعة للإسلاميين لعدة أخبار مزيفة من بينها استهداف طيران مسير لقاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية التي تسيطر عليها قوات حفتر، بهدف الترويج لقدرة الإسلاميين الذين تمثلهم حكومة الوفاق، على استهداف مواقع حيوية لقوات الجيش.

وأكدت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي موالية للجيش أن الطائرة التركية المسيرة استهدفت نقاطا للحماية تابعة للجيش وتبعد نحو 15 كيلومترا عن قاعدة الوطية العسكرية الواقعة في الغرب الليبي التي يقول مراقبون إن عدم استهدافها من قبل حكومة الوفاق طيلة الأشهر الماضية يؤكد ما يتردد بأنها محصنة بنظام دفاع جوي.

كما تداولت صفحات موالية للميليشيات أنباء عن استهداف مواقع للجيش في منطقتي التكبالي وصلاح الدين وهو الأمر الذي نفاه إعلام القيادة العامة للقوات المسلحة.

وحاولت حكومة الوفاق استغلال استهداف مجهول للكلية العسكرية في طرابلس والذي راح ضحيته نحو ثلاين شخصا لتشويه الجيش وتأليب الرأي العام المحلي والدولي عليه.

ورغم نفي الناطق باسم الجيش أحمد المسماري مسؤوليتهم عن القصف إلا أن مجلس الأمن وافق، مساء الأحد، على طلب حكومة الوفاق لعقد جلسة مغلقة بشأن ليبيا.

ونقل موقع “بوابة الوسط” الليبي عن وزارة الخارجية بحكومة الوفاق موافقة مجلس الأمن على عقد جلسة مغلقة، الاثنين، لبحث الملف الليبي، مشيرة إلى أنها “تطالب باتخاذ موقف حازم ضد العدوان على العاصمة”.

وقبل ذلك أعلنت الوزارة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن وزير الخارجية محمد سيالة وجه البعثة الليبية في نيويورك لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي على خلفية “جرائم الحرب” التي تتعرض لها العاصمة طرابلس.

وبدوره أعلن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج أن جريمة قصف الكلية العسكرية لن تمر دون عقاب، مؤكدا أن رد قواته سيكون موجعا في ميادين القتال.


ونفى المسماري مسؤولية الطيران الحربي التابع للقيادة العامة عن القصف الذي استهدف، مساء السبت، الكلية العسكرية في العاصمة طرابلس والذي راح ضحيته العشرات من الطلبة الدارسين بالكلية.

وقال المسماري في مؤتمر صحافي عقده، الأحد، “إن التفجير كان من داخل الكلية وليس من خارجها” وأشار إلى صور للقصف مدللا على ما قال إنه “عدم وجود آثار ضربة جوية في الكلية”.

ويتهم مناصرون للجيش الميليشيات بتكثيف استهدافها للمدنيين واتهام الجيش بتلك الجرائم بهدف تبرير التدخل التركي وجلب المرتزقة السوريين.

ويرى هؤلاء أن الجيش الذي أخر عملية حسم المعركة سعيا للحفاظ على سلامة المدنيين لا يمكن أن يرتكب هذه الجرائم التي عرفت الميليشيات على مدى السنوات الماضية بارتكابها، غير مستبعدين أن يكون الهدف من عقد جلسة مجلس الأمن هو فرض حظر طيران على البلد بما يتيح للميليشيات التقدم.

وتدرك فصائل الميليشيات جيدا أن قوة الجيش تكمن حاليا في سلاح الجو لاسيما بعدما نجح في بسط سيطرته على المجال الجوي وبالتالي فإنه لا مجال لهزيمته إلا بوقف حركة الطيران.

وازدادت الضربات الجوية والقصف حول طرابلس في الأسابيع القليلة الماضية في ظل مخاوف من احتمال احتدام القتال بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا يوم الجمعة إن الزيادة في الضربات الجوية والقصف داخل وحول طرابلس تسببت في مقتل 11 مدنيا على الأقل منذ مطلع ديسمبر وإغلاق منشآت صحية ومدارس.