تحليلات

عرض الصحف العربية..

تقرير عربي: سليماني.. من رمز امبراطورية إلى عنوان للهزيمة

ما بعد سليماني

24
تتواصل تداعيات اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، الذي شكل مؤشراً على تحول أمريكي منذ 1979، في التعامل الرسمي الأمريكي مع النظام الإيراني وقياداته.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، ستكون لتصفية الجنرال الإيراني تداعيات هائلة سياسية واستراتيجية في المنطقة والعالم.

انهيار النظام
في صحيفة الشرق الأوسط قال عبد الرحمن الراشد، إن "قاسم سليماني لم يكن أعلى الجنرالات في المؤسسة العسكرية الإيرانية، لكنه كان أشهرهم، ومع ذلك قتله الأمريكيون"، مشيراً إلى أن الأمريكيين الآن يبدون أكثر ثقة وجرأة من أي وقت مضى.

وأضاف "رغم أن النظام الإيراني قتل المئات من الأمريكيين في السنين الـ 40 الماضية، فإنها المرة الأولى التي تثأر فيها من النظام مباشرة"، واعتبر الكاتب أن الولايات المتحدة بعد تصفية سليماني انتقلت إلى مرحلة نوعية جديدة في التعامل مع طهران التي تلقت "ثلاث ضربات موجعة ومهينة رداً على قتلها أمريكياً واحداً، قصفوها على حدود العراق، وعندما تحدوها أمام السفارة، قتلوا سليماني، والثالثة قصفوا قادة ميليشيات عراقية على طريق التاجي".

وعلى هذا الأساس اختارت الولايات المتحدة استهداف سليماني، ليس لأنه أكبر قادة إيران، بل لأن "سليماني كان غلطة من اختراع النظام الإيراني عندما أراده رمزاً للإمبراطورية فأصبح رمزاً للهزيمة. جعله نجماً مشهوراً بعد أن كان لسنوات شبحاً غامضاً، تحول إلى شخصية عامة تظهر في مناطق القتال، في شوارع حلب المدمرة، وعلى أبواب الموصل العراقية، وفي قضاء بعلبك اللبناني"، وبذلك فإن الرسالة الأمريكية واضحة وضوح الشمس، حسب الكاتب ذلك أن "سليماني، كان القائد العسكري لحلم الإمبراطورية، الحلم مات معه".


ماسحو الجوخ
من جهته، قال محمد مبارك في صحيفة أخبار الخليج البحرينية، إن "قائد فيلق القدس قاسم سليماني تسبب في قتل وإصابة وتهجير وتشريد ملايين البشر من العرب والمسلمين وغيرهم"، مضيفاً أن جرائمه تشهد على ذلك في سوريا والعراق واليمن ودول الخليج وغيرها.

وأشار إلى أن اغتيال سليماني بمثابة بشارة خير، وكان أول من خرج إلى الشوارع ابتهاجاً بانتهاء عهده الشباب العراقي الشيعي الذين قتل سليماني منهم المئات.

واختتم الكاتب مقاله بالقول: "في غروب قاسم سليماني منفعة كبرى لأمن واستقرار المنطقة، والنظام الإيراني يقف اليوم على أطراف قدميه خوفاً بعيداً عن العنتريات التي يبديها إعلامياًّ، لأنه يعلم أن مقتل سليماني يعني باختصار أنه لم تعد هناك خطوط حمر في التعامل مع أركان النظام وقادة ميليشياته في كل مكان".

ما بعد سليماني
في صحيفة الوطن السعودية، قال عيسى الغيث إن تصفية سليماني، ضربة قوية ومفاجئة، وتدل على تغير في الاستراتيجية الأمريكية، وعلى حزم استباقي وتصفية حسابات.

وقال الكاتب: "الذي يهمنا هو أثر هذا التطور على أمننا الوطني والإقليمي والقومي والذي أراه إيجابياً، حيث المزيد من الوعي الشعبي بتدخلات إيران وتركيا، وانحسار الصفوية والعثمانية في الأقطار العربية، وأعتقد أن الأيام المقبلة مهما كانت صعبة إلا أنها ضرورية لعمليات جراحية لمعالجة 4 عقود من التغلغل الفارسي، وإن كان سقط سليماني فلديهم غيره، ولكن العبرة بمرتزقته في الوطن العربي".

إخوان إيران
أما موقع قناة الحرة، فرصد تباين المواقف من اغتيال سليماني وقال "من بغداد مروراً بغزة ومدن أوروبية، خرج عشرات في تظاهرات غاضبة احتجاجاً على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، فيما كان الإيرانيون في كندا ولندن يحتفلون بمقتله".

وأشار الموقع إلى تنظيم فصائل فلسطينية مراسم عزاء، بعد مقتل سليماني، الذي سهر على تسليح وإمداد الحركات الفلسطينية بالسلاح والمال، خاصةً حماس والجهاد.  

وفي مفارقة صادمة، وفي الوقت الذي كان فيه عشرات الإيرانيين يحتلفون باغتيال سليماني، خاصةً في المنافي والمهاجر، شارك في ألمانيا مثلاً في تظاهرة أقيمت بعد اغتيال سليماني "عراقيون، وسوريون، ولبنانيون، وجميعهم من طالبي اللجوء أو من الذين فروا من الحروب والأوضاع السيئة في بلدانهم، التي كان لإيران دور بارز في إشعالها واستمرارها.

في المقابل، احتفى إيرانيون في شوارع تورنتو الكندية بمجرد سماعهم نبأ مقتل قائد فيلق القدس الإيراني".
123

التعليقات

شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها

المزيد من الأخبار