عرض الصحف العربية..

تقرير عربي: تركيا تواصل جهودها لـ"دعشنة" الأوضاع الليبية

العبثية التركية 

وكالات

أبرزت تقارير صحافية تداعيات المشهد الليبي في ظل التحركات السياسية والاستراتيجية التي تشهدها البلاد، مع اقتراب قوات المشير حفتر من العاصمة طرابلس لتحريرها من قبضة الميليشيات.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، يزور المشير خليفة حفتر القاهرة سعياً إلى الحصول على أي قدر ممكن من الدعم اللازم له في حربه الحالية ضد الميليشيات التركية والإخوانية التابعة لحكومة السراج، في ظل تحذيرات عن مخاطر التدخل التركي في الشأن الليبي وتأثير ذلك على المنطقة.

حفتر إلى القاهرة
كشف موقع إنديبندنت عربية عن واقع تصاعد تطورات الأزمة الليبية الذي يأتي على واقع زيارة المشير خليفة حفتر إلى القاهرة خلال الساعات الماضية.

وقال مصدر رفيع المستوى للموقع إن "زيارة حفتر كانت دقيقة وهامة، ناقش خلالها مع المسؤولين المصريين تطورات المعارك في الساحة الليبية وجهود مكافحة الإرهاب والميليشيات المسلحة في محيط العاصمة الليبية، فضلاً عن بحث المزيد من الدعم المصري".

وذكر أن "الجانب المصري وخلال اللقاءات التي عقدها حفتر جدّد موقفه الثابت من دعم الجيش الليبي في حربه على الإرهاب، مشيراً إلى أن المباحثات التي عقدت مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فضلاً عن لقاءات متعددة مع قيادات عليا في الدولة، أطلع خلالها المشير حفتر المصريين على آخر التطورات على الأرض في محيط العاصمة الليبية طرابلس.

وأوضح أن حفتر طالب القاهرة بمزيد من الدعم السياسي أمام المجتمع الدولي في مواجهة الموقف التركي الساعي لإرسال قوات عسكرية إلى طرابلس، ولفت المصدر إلى أن المشير حفتر سيزور أيضاً دولاً أخرى على رأسها اليونان خلال الساعات المقبلة، لبحث تداعيات التصعيد التركي الأخير والتدخل السافر في الشأن الليبي وتداعياته الخطيرة على أمن واستقرار ليبيا والمنطقة.

العبثية التركية 
ومن جهته، قال الكاتب الدكتور حسن أبو طالب في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط إن "السياسات التركية تنبئ بمخاطر جمة ستتعرض لها المنطقة".

وأضاف أن "هناك عبارتان خطيرتان قيلتا الأيام القليلة الماضية، كل منهما تكشف طبيعة الإدراك الرسمي التركي تجاه الشعوب العربية؛ الأولى ذكرها متحدث الرئاسة التركية قائلاً (سنفعل في ليبيا مثل الذي فعلناه في سوريا)، والثانية قائلها الرئيس التركي أردوغان في معرض تفاخره بإرسال جنوده إلى الأراضي الليبية (يوجد مليون ليبي من أصول تركية يستحقون دعمنا والتدخل لنجدتهم، والوقوف إلى جانبهم)".

وأشار إلى أن ما يصدر عن تركيا من هذه التصريحات أو غيرها يؤكد تبعية النظام التركي للتنظيم الدولي للإخوان، وسعيه إلى تحقيق طموحاته في هدم استقرار شمال أفريقيا والعبث بتاريخها ومواردها.

وحذر الكاتب من خطورة هذه الادعاءات الأردوغانية، قائلاً "هذه الادعاءات الأردوغانية البائسة، إن تمسكت بها الدول في عالمنا المعاصر فلن يهنأ أحد بيوم واحد من السلام أو حُسن الجوار، ولن يكون بمقدور أصحاب الحقوق المعاصرة أن يدافعوا عن حقوقهم، كالأشقاء الفلسطينيين الذين يواجهون ادعاءات الحركة الصهيونية وأكاذيبها، بشأن ما يرونه حقوق اليهود في كل أرض فلسطين لأنهم عاشوا فيها قبل 3 آلاف عام".

الجزائر والقضية الليبية
ومن جانبه، ذكّر الكاتب الصحافي محمد الأمين في مقال له بصحيفة إيوان ليبيا، بخطورة المشهد السياسي الحاصل الآن على الساحة خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية الليبية، وقال إن "الجزائر تمثل أحد الدروس التاريخية بالنسبة للإقليم، ولكن استيعاب الدول المجاورة ومنها ليبيا لهذا الدرس قد كان متفاوتاً وأحياناً دون المستوى المطلوب".

وأوضح أن "الحالة الجزائرية مختلفة تماماً عن الحالة الليبية، الأمر الذي يفسر الكثير من مسارات التعاطي السياسي الجزائري مع الأزمة الليبية"، مضيفاً "في الجزائر يشمل الإسلام السياسي فرقاً عدة منهم إخوان، ومداخلة، وسلفيين، وصوفية وإباضية، وهؤلاء في تصالح تام مع الدولة، لكن لو انتهجت هذه الأخيرة نهجاً معادياً لأي من هؤلاء دون مسوّغ قانوني، فسيكون الأمر بمثابة إعلان حرب على كل هذه المكونات، لذلك اختارت الدولة أن تكون مظلة فوق الجميع بدل أن تكون عدواً وهدفاً للجميع".

ونوه الكاتب إلى دقة الوضع في ليبيا مقارنة بالجزائر، قائلاً "في ليبيا بعد 2011 تعثر وفشل مشروع الانتقال إلى دولة المواطنة دولة الجميع، وبالتالي تعطل تطور الحياة السياسية للبلد المحكوم بنصوص ثورية تتجاهل الآخر أو تتحاشى الاعتراف به أو تخشى إشراكه أو تنبذه".

حملة تركية
وبدورها، نقلت صحيفة العرب اللندنية في تقرير لها حديث عدد من المراقبين السياسيين عن رهان تركيا على إرسال المقاتلين التركمان لاستطلاع الأوضاع، وترتيب الأمور قبل وصول القوات المسلحة التركية مطلع العام المقبل.

وحول السبب الذي دفع بتركيا إلى إرسال المقاتلين التركمان إلى ليبيا، قالت الصحيفة "بالإضافة إلى قدراتهم العسكرية وتدريبهم على حرب الشوارع، تعول أنقرة على التركمان الذين يجيدون اللغتين التركية والعربية ليكونوا حلقة ربط بين الليبيين والأتراك على أرض المعركة".

وأشارت إلى أن هذه التحركات تأتي بينما تضع تركيا اللمسات الأخيرة لإرسال جنودها إلى ليبيا، وهو ما بات واضحاً من خلال التحركات السياسية في البرلمان التركي الذي يسعى إلى المصادقة على إرسال الجنود الأتراك إلى ليبيا في أقرب وقت.