ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن التدخل التركي أسقط حظوظ الحل السياسي في ليبيا، غير أن هذه الدول قررت إرسال وزراء خارجيتها مع بداية العام الجديد إلى العاصمة الليبية، على أمل إنقاذ مسار مؤتمر برلين، وهو المؤتمر المعني بالوصول إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا.
تحرك أوروبيوفي التفاصيل، رصدت صحيفة "العرب" اللندنية تداعيات المشهد السياسي في ليبيا، مشيرة إلى سعي أنقرة إلى التعجيل بإرسال قوات إلى طرابلس في أقرب وقت، واستباق الوصول إلى الحسم العسكري من الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لحل الأزمة بالبلاد.
وتعتقد أوساط دبلوماسية تحدثت للصحيفة، أن تحرك وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا جاء متأخراً لرفع العتب السياسي عنهم أمام شعوبهم، حيث جرت تطورات الأزمة الأخيرة منذ أكثر من شهر، ولم يُصدر أيّ من هؤلاء مواقف حاسمة من تحركات أردوغان.
ورجّحت المصادر تأجيل زيارة وزراء خارجية هذه الدول، أو الضغط على أنقرة بعدم التسرع في تصويت البرلمان، وقالت الصحيفة إن اللقاءات التي عقدت بين وفود الدول المعنية بالأزمة في برلين، كشفت عن عدم التوصل إلى تفاهمات للتسوية والعجز عن التفاهم حول ترتيب المسارات الرئيسية للقضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، وصعوبة فتح نافذة لتحريكها في الاتجاه الصحيح وسط التباين في الرؤى.
سباق مع الزمانبدورها، أشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى أنه في الوقت الذي تتعجل فيه أنقرة من أجل الحصول على تفويض برلماني لإرسال قوات إلى ليبيا، يسابق الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الزمن لتحرير طرابلس قبل التدخل العسكري التركي المحتمل لدعم حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، بموجب مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري الموقعة بين الأخير وأردوغان.
وكشفت مصادر في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا للصحيفة، إن مذكرة طلب التفويض لإرسال قوات إلى ليبيا قد تتم مناقشتها في البرلمان الخميس المقبل، وإن البرلمان قد يقطع عطلته لمناقشتها.
واهتمت الصحيفة أيضاً بالوضع العسكري، حيث نقلت عن مسؤول رفيع في الجيش الوطني الليبي قوله إن عمليات الجيش دخلت ما وصفه بمرحلة الضرب العميق، مؤكداً أن الجيش في سباق مع الزمن لتحرير العاصمة واستباق أي وجود محتمل للقوات التركية.
مذكرة السراج وأردوغانوفي سياق متصل، قال موقع اندبندنت عربية، إن مجلس النواب الليبي يُجري تحركات كثيرة متوازية لمواجهة المذكرة التي وقّعتها حكومة السراج مع أردوغان، ومحاولات تدخل أنقرة في الشأن الليبي، بحيث تكون ليبيا موطئاً للتمدد العثماني في المنطقة.
وأضاف الموقع أنه في الوقت الذي توجه رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، على رأس وفد كبير إلى قبرص، تقدم مجلس النواب بدعوى أمام القضاء الليبي، وتحديداً أمام الدائرة المدنيِّة في محكمة الاستئناف لإبطال المذكرة.
وقال فتحي المريمي، مستشار مجلس النواب الليبي، إن "رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في زيارة إلى قبرص تستغرق عدة أيام، بناء على دعوة من نظيره القبرصي، ويرافق صالح وفد برلماني يتألف من ثلاثة نواب، هم إبراهيم زغيد ومحمد فارس وانتصار شنيد، إلى جانب رئيس أركان القوات البحرية في الجيش الوطني الليبي التابع للقيادة العامة".
وأشار المريمي إلى أن الزيارة تأتي في إطار إبطال مذكرة التفاهم التي وقعها أردوغان مع السراج، وكذلك بحث أوجه التعاون بين البلدين والعمل على إرساء الأمن والاستقرار في حوض البحر الأبيض المتوسط.
معركة طرابلسمن جهتها، رصدت صحيفة زمان التركية أبرز تداعيات المشهد العسكري الحاصل الآن في ليبيا، وقالت إن تخوم العاصمة الليبية طرابلس تشهد مواجهات حادة بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق المسيطرة على العاصمة، والتي تستنجد بحليفتها تركيا لصد الهجوم ومنع سقوط العاصمة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في مركز الدراسات الاقتصادية والسياسات الخارجية، جان كاساب أوغلو، تأكيده بأن تركيا لن تتمكن من تقديم الدعم الجوي في ليبيا بسبب العوائق الجغرافية وكذلك المشكلات التي تواجه الدعم اللوجستي لطائرات F-16 التركية، مشيراً إلى أن القوات التركية في ليبيا ستتعرض لخطر كبير بسبب انعدام الغطاء الجوي.
بدوره قال الباحث المتخصص، في معهد سياسات الأمن الأوروبي، ميخائيل مانخوم، إن الاتفاق الموقع بين أردوغان والسراج، سيكون محدوداً بعمر حكومة الوفاق في طرابلس، حتى وإن كان هذا الاتفاق في سبيل حماية مصالح تركيا في البحر المتوسط.