عرض الصحف العربية..
تقرير: الجيش السوداني يحسم موقفه من الاحتجاجات

صحف
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، تراهن الكثير من القوى السياسية السودانية على الحراك الشعبي، وسط حذر وترقب وقلق من سطوة الإسلاميين ومحاولة سرقتهم لثورة الشعب السوداني.
الجيش السوداني
ركزت صحيفة "العرب" اللندنية على الدور الهام الذي يلعبه الجيش السوداني في الحياه السياسية بالبلاد. وقالت الصحيفة، إن "انحياز الجيش السوداني للمتظاهرين غير من سقف التوقعات السياسية بالبلاد". وأضافت، أن كل هذه التطورات تأتي في وقت يبدو فيه الرئيس عمر البشير قد فقد الإحساس بما يجري من حوله.
وأشارت "العرب" إلى أنه ومع تصاعد السخونة في الشارع، وصعوبة التوصل إلى قواسم مشتركة بين مطالب المتظاهرين والتفافات البشير المتواصلة، ستجد المؤسسة العسكرية نفسها في أزمة عميقة، قد تتسبب في فقدان تماسكها، وتجعل شبح الانقسام يلوح في الأفق.
وذكرت مصادر سودانية للصحيفة، أن الأمر الواقع يسير في اتجاه الإبقاء على النظام السوداني خوفاً من التداعيات السلبية القاتمة. وكشفت هذه المصادر أن ما يدور تحت الأرض يؤكد غير ذلك، لأن الأمور تجري سريعاً في غير صالح البشير والطبقة المحيطة به.
وأضافت المصادر في تصريح للصحيفة، أن الرئس السوداني قد يكون ضمن تأييد القيادات العليا في الجيش، غير أن القيادات الوسيطة وما دونها غاضبة من المناورات التي يقوم بها، خاصة أنه يتبنى خطاباً قريباً مما أعلنه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أثناء ثورة يناير.
تفاقم الأزمة
قال الدكتور الشفيع خضر سعيد في مقال له بصحيفة "التغيير" السودانية، إن الكرة الآن في ملعب الجيش السوداني، معتبراً أنه الطرف الأكثر حسماً لتغيرات الوضع السياسي بالسودان. وحذر سعيد من مخاطر ما أسماه بالدولة العميقة في البلاد، مشيراً إلى محاولة هذه الدولة الحفاظ على الأمور كما هي دون تغيير، غير أن هذه الخطوة تصطدم برغبات الشعب والأهم رغبات الكثير من القادة والمسؤولين من الراغبين الحقيقيين في التغيير السياسي.
ونبه السعيد إلى حرص عدد من قيادات الجيش على عدم الانجرار نحو الأزمات السياسية، مطالباً بحسم الصراع وحل الأزمة السياسية بالبلاد والقضاء على ما أسماه بـ"رموز التوتر" لصالح الشارع السوداني.
موجة ثانية
أكد الكاتب عبد الرحمن الراشد في مقال بصحيفة "الشرق الأوسط"، إننا وإذا افترضنا أن ما يحدث متزامناً في ليبيا والجزائر والسودان يعبر عن حراك شعبي ورغبة جماعية في التغيير السياسي، ففي هذه الحالة نحن نشهد الفصل الثاني من الثورات العربية التي بدأت عام 2011.
وألقى الراشد الضوء على الحراك الإيجابي في السودان الذي يكبر مع الوقت، ويعكس حالة تململ طويلة، ففيه لم يطرح المتظاهرون سوى تغيير النظام الجاثم على صدور السودانيين، لكننا لم نر البديل الأفضل. ونبه الراشد إلى أن ما يجري في السودان بالإضافة إلى تطورات الوضع في ليبيا أو الجزائر يمثل موجة جديدة لكنها لا تماثل روح ومناخ "الربيع العربي".
ونبه إلى أنه حتى القوى الدولية التي كانت تتسابق على الترحيب بالثورات والتغيير والربيع سكتت عن التعاطي مع هذه الموجة إلا من بعض بيانات تحذيرية ودعوات للسلمية.
أزمة سياسية
يؤكد المتخصص بشؤون النزاعات في القارة الإفريقية الباحث رولان مارشال، أن "نقاشات مهمة تجري داخل الجيش" السوداني لمواكبة التظاهرات المناهضة للرئيس عمر البشير، لكن لا شيء يشير حتى الآن إلى أن المؤسسة العسكرية قد تميل لجهة المتظاهرين.
ونقلت صحيفة الجريدة الكويتية عن مارشال قوله، إن هناك نقاشات مهمة داخل الجيش لحل هذه الأزمة، منبهاً في الوقت ذاته إلى وجود نقاشات تجري حول الفساد الذي يعم أجهزة النظام، وحول الوضع الشخصي للبشير، وحول التدخل في اليمن".
وقال مارشال، إن الكثير من الدوائر تثير قضية رحيل البشير، غير أن هذا لا يعني أن الأمور ستتسارع نحو إجراء انتخابات ديمقراطية خاصة وأن الأمر يتطلب الكثير من الخطورات السياسية.