صفقة التحالفات المضادة..

تقرير: تحشيد القاعدة في مأرب.. سلطة هادي على المحك

يقود التحالف العربي وقوات الإمارات تحديد الحرب على الإرهاب في الجنوب

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

أفرج الحوثيون الموالون لإيران عن 54 عنصرا قياديا من تنظيم القاعدة الإرهابي كانوا معتقلين في سجن الأمن السياسي (المخابرات) بصنعاء، إثر صفقة ابرمت مع حزب التجمع اليمني للإصلاح النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان الموالي لقطر.

وقالت مصادر في جهاز الأمن السياسي بصنعاء "إن الميليشيات الحوثية قامت بنقل ٥٤ عنصرا من عناصر تنظيم القاعدة بحضور المدعو عبدالقادر الشامي والمدعو صادق ابو شوارب من المركز الرئيسي للجهاز في صنعاء إلى فرع جهاز الأمن السياسي في عمران.

 وأضافت المصادر بأنه قد تم التحفظ على عناصر القاعدة فترة خمسة أيام ثم يتم نقلهم إلى محافظة مأرب، مع العلم بأنه لم يتم اخذ اي ضمانات من العناصر المفرج عنها أو أخذ بصمات أو اتباع اي إجراءات من الإجراءات الروتينية لإطلاق اي معتقل في الجهاز، حيث أفاد المصدر بأن هذا الإطلاق يأتي ضمن اتفاقات غير معلنة بين الميليشيات الحوثية وحزب الإصلاح".

وأكدت المصادر ان العناصر الإرهابية المفرج عنهم من سجن الأمن السياسي في صنعاء، تم تسليمهم الى القيادي الحوثي العميد محمد الحاشدي رئيس جهاز الأمن السياسي في عمران، تكفل بنقلهم على دفعات إلى مدينة مأرب الخاضعة لسيطرة تنظيم الإخوان الموالي لقطر.

وبشأن هذه الصفقة ان تلقي بظلالها على الدعم الغربي لحكومة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، خاصة في ظل تزايد تقارير وسائل إعلام ومنظمات دولية عن تحالف قواته التي تقاتل الحوثيين مع تنظيم القاعدة الإرهابي.

وقالت مصادر عسكرية في مأرب لمراسل (اليوم الثامن) "ان الطيران الأمريكي المسير قتل العشرات من عناصر تنظيم القاعدة أبرزهم القائد العسكري الإخواني العقيد سالم عبدالله التيسي، الذي قتل اثر غارة أمريكية استهدفته اثناء توجهه صوب مأرب، وقتلته على الفور مع اثنين من مرافقيه، في الثلث الأخير من أغسطس 2018م.

,وأعلنت وسائل إعلام إخوانية يمنية مقتل الضابط التيسي في غارة أمريكية استهدفت مركبة كان يستقلها في بلدة يكلا برداع شمالي اليمن في أواخر أغسطس 2018م، الأمر الذي أعاد الى الاذهان واقعة قتل قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء عبدالرب الشدادي، حيث رجح تقرير نشرته اليوم الثامن ان يكون قتل في غارة أمريكية في حين ينقسم الإخوان في توجيه الاتهامات لمن يقف وراء مقتل الشدادي، حيث يقول البعض انه قتل في قصف حوثي في حين يتهم أخرون قيادات عسكرية بخيانة قائد المنطقة وارسال احداثيات تواجده لطيران عسكري مجهول.

 وتقود الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على الإرهاب في اليمن منذ العام 2000م، اثر استهداف إرهابيين لما عرف بالمدمرة الأمريكية يو اس اس كول، غير ان الغارات التي شنتها واشنطن على قادة تنظيم القاعدة في مأرب، عزز الاتهامات الغربية للحكومة الشرعية بالتحالف مع الإرهابيين.

ووثق فيلم وثائقي لقناة بي بي سي عربية ما قال انهم ارهابيون من القاعدة وداعش يقاتلون في صف قوات هادي الشرعية، الأمر الذي شكل ارباكا للتحالف العربي، قبل ان تقود أبوظبي الشريك الفاعل في تحالف دعم الشرعية الحرب ضد الإرهاب في الجنوب المحرر بالاعتماد على قوات محلية حديثة.

ونجحت الإمارات العربية المتحدة تحرير مدن المكلا وعدن وأبين وشبوة ولحج من العناصر الإرهابية، وقد فر تلك العناصر ناحية البيضاء ومأرب حيث يسيطر الحوثيون على الأولى والإخوان على الثانية، قبل ان يدخل الطرفان في صفقة تبادل اسرى كانت عناصر القاعدة الرابح الأبرز فيها.

وأفرج الحوثيون عن العشرات اغلبهم قاعديون في صفقة تبادل مع مليشيات تابعة لإخوان اليمن، الأمر الذي اربك جهود الحرب على الإرهاب.

وصنفت الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولين حكوميين موالين للرئيس هادي على قوائم الإرهاب الدولية، باعتبارهم من الداعمين للإرهاب، أبرزهم محافظ البيضاء نايف القيسي ومحافظ الجوف ومستشار الرئيس اليمني عبدالوهاب الحميقاني.

وتضع صفقة التحالفات المضادة للتحالف العربي بالافراج عن قيادات إرهابية، حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي على المحك، فالغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود الحرب على الإرهاب، ربما توقف دعمها للحكومة الشرعية، لكن ذلك قد يدفع للتفكير في بدائل أخرى غير الحوثيين والإخوان الذين، باتوا في سباق خلق تحالفات قد تعيد لتنظيم القاعدة قوته في الجزيرة العربية.

واستغل تنظيم القاعدة الأشد الفروع تطرفا في الجزيرة العربية، الانقلاب الحوثي في السيطرة على مدن رئيسية، أبرزها مدينة المكلا الاستراتيجية في جنوب اليمن، حيث سيطر التنظيم على أحد اهم الموانئ الرئيسية وآبار النفط، قبل ان يتم إخراجه منها اثر معركة خاطفة أشرفت عليها القوات المسلحة الإماراتية الشريك الفاعل في تحالف دعم الشرعية في اليمن.

وتمتلك السعودية والإمارات تحالفا قويا في جنوب اليمن الذي نجحت قواته الحديثة في تأمين مدن كانت معقلا رئيسا للتنظيمات المتطرفة، لكن يبدو الأمر في الشمال اكثر صعوبة، فيما اذا تأخر الاعتماد على قوات الحرس الجمهوري التي جرى إعادة ترتيبها في الساحل الغربي لليمن بقيادة الجنرال طارق صالح.

تحشيد القاعدة في مأرب التي تقول تقارير يمنية انها باتت ملاذا للمرتزقة الافارقة، ربما يكشف عن توجهات جديدة لتنفيذ عمليات إرهابية في مدن الجنوب وساحل البحر العربي، الأمر الذي يحتم على التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات الاستعداد للتصدي لذلك، خاصة وان السفير السعودي في اليمن محمد آل الجابر قد لوح الى نقل إرهابيين من سوريا الى جنوب اليمن.

تحالف قطر وايران وتركيا، يسعى بقوة لإرباك التحالف العربي، في مسعى لفرض الحوثي الموالي لإيران كحاكم فعلي لشمال اليمن، وسط مساعي معلنة لتمكين إخوان اليمن الموالين لقطر من الجنوب وعدن.