حمل الرياض مسؤولية تسليم الجوف للحوثيين..

تقرير: إعلام إخوان اليمن يفتح النار على "السعودية".. لماذا الآن؟

القيادي الإخواني فيصل الحذيفي متحدثا لقناة بلقيس التي تبث من تركيا - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

فتحت قنوات ومواقع إخبارية إخوانية تمولها قطر وتركيا، النار على المملكة العربية السعودية، التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة التمدد الإيراني في اليمن، وحملتها مسؤولية تسليم محافظة الجوف الحدودية للحوثيين، الأمر الذي يفتح باب التساؤلات حول ما هي الأسباب التي دفعت اعلام الإخوان الى فتح النار على التحالف العربي، بعد ان تورط التنظيم في تسليم مدن ومعسكرات واسلحة ضخمة لحلفاء ايران، في اطار صفقات تقاسم النفوذ بين طهران والدوحة.

قناة بلقيس التي تملكها القيادية الإخوانية والحاصلة على الجنسية التركية توكل كرمان، شنت هجوما عنيفا على السعودية، وزعمت انها لم تقدم أي دعم حقيقي لمن وصفته بالجيش الوطني.

ودافعت القناة التي تبث من إسطنبول التركية، عن تنظيم الإخوان المتورط في تسليم الجوف ونهم وصرواح للحوثيين، قائلة "إن المليشيا حشدت قواتها تحت مرأى طائرات التحالف، وعلى مدى شهر كامل من المعارك في نهم والجوف لم تنفذ الطائرات سوى بعض الضربات لإثبات الحضور ليس إلا".

وقالت القناة ان "السعودية تمارس الصمت حيال ما يحصل وكأن الأمر لم يعد يعنيها، وأن هدف إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة ضاع في زحمة صراعات هامشية"..

وذهبت القناة إلى أبعد من ذلك، حيث زعمت "أن مجريات الأحداث في نهم وبعدها الجوف تشير إلى أن للتحالف استراتيجية غير معلنة، الهدف منها تصفية الجيش الوطني، وإعادة تشكيل الوحدات المقاتلة تحت راية السلطة الشرعية، على نحو يجعلها تابعة للسعودية حصريا".

وأكدت قناة بلقيس "أن سقوط الجوف فتح الباب عن مأرب، وأن سقوطها ليس إلا مسألة وقت في ظل عجز (حكومة هادي) وغيابها وخذلان التحالف، وفي ظل افتقار الجيش للأسلحة التي من شأنها قلب المعادلة، وتحويلها من مربع الدفاع إلى الهجوم".

واتهم قيادي ومحلل سياسي إخواني السعودية بتسليم المدن والجبهات للحوثيين، مبررا ذلك بالمحادثات التي وصفها بالمشبوهة بين الرياض وصنعاء.

وقال القيادي الإخواني فيصل الحذيفي، "إن التراجع في بعض الجبهات منها نهم والجوف يأتي بسبب المحادثات الثنائية "المشبوهة" بين مليشيا الحوثي والمملكة العربية السعودية منذ العام 2017 وغياب السلطة الشرعية التي تمثل الدولة اليمنية عن هذه المحادثات".

وأضاف الحذيفي أن من يتحكم في القرار العسكري في الميدان ليس الجيش الوطني وليست القيادة اليمنية، بل من يتحكم في ذلك هي ما تسمى بالقيادة المشتركة والتي تشرف عليها السعودية، وللرياض أهداف خاصة في تحريك الجبهات هنا وهناك".

 

وزعم الحذيفي أن يحدث مثل هذا التراجع في مناطق أخرى لأن صاحب القرار العسكري والمتحكم فيه يريد الهزيمة للدولة اليمنية"؛ في إشارة الى السعودية التي تقود التحالف وتستضيف الرئيس ونائبه في أراضيها.

 

وذهب الحذيفي بالقول إلى أن المعركة في اليمن لا تخص اليمنيين بل تخص السعودية وإيران، وما اليمن إلا مجرد ساحة حرب، معتبرا اليمنيين والمقاتل اليمني مجرد ضحايا.

لكنه عاد للتأكيد على ما يعتقد انها عدالة القضية الحوثية، معتبرا ان "الطرف الوحيد الذي تخصه المعركة هم الحوثيون، وبالتالي ينتصرون في كل معركة لأنهم يقاتلون بمعركة تخصهم".

الحذيفي عاد ليقول بأن ما حدث من تراجع في بعض الجبهات هي معركة لا يمكن أن يبني عليها نصرا أو هزيمة، وبالتالي اليمنيون عندما يخوضون حربا تخصهم ويصبحون طرفا فيها سيكون لمسار المعارك بعدا مختلفا.

ووجه القيادي الإخواني اتهامات خطيرة للسعودية واتهمها بـ "استهداف القيادات العسكرية الوطنية، كما حدث مع أحمد سيف اليافعي في الساحل الغربي، وعبدالرب الشدادي في مأرب وأحمد الابارة في العبر، والصبيحي والزنداني، وآخرها محاولة استهداف محافظ الجوف أمين العكيمي ومقتل نجله".

وقال " لم يتبق لنا سوى قيادات مرتهنة للسعودية، وتتصرف وفقا للقيادة السعودية، وتكتفي السعودية بالإبقاء على جيش مرتزق أكثر مما هو جيشا وطنيا".

وزعم القيادي الإخواني ان السعودية لم تقدم أي دعم عسكري حقيقي للجيش اليمني في مأرب، وانها هي من سهلت للحوثيين الدخول الى الجوف"؛ لكنه لم يتحدث عن مصدر الأسلحة التي استحوذ عليها الحوثيون في نهم والجوف وصرواح، وهي أسلحة ضخمة بينها دبابات ومدافع طويلة المدى وعربات حديثة سبق للسعودية وقدمتها خلال خمسة أعوام للجيش في مأرب على أمل اقتحام صنعاء وتحريرها من الحوثيين الموالين لإيران، قبل ان تصبح هذه الأسلحة في قبضتهم".

وحول هذه الهجوم وابعاده، عزت مصادر دبلوماسية وسياسية يمنية مقيمة في الرياض "أن الهجوم الإخواني على الرياض، يأتي في سياق الضغط لمنحها الضوء الأخضر للسيطرة على عدن وساحل حضرموت".. مشيرة إلى ان الهدف الرئيس لإخوان اليمن لم يعد استعادة صنعاء، وانما احتلال ساحل حضرموت وعدن وصولا إلى باب المندب".

وأكد مصدر دبلوماسي يمني لـ(اليوم الثامن) "أن السعودية تدرك الابعاد والمساعي الإخوانية للسيطرة على الجنوب عسكريا، ضمن مخطط تقاسم النفوذ بين قطر وإيران، وبالتالي الهجوم الإعلامي على السعودية، يأتي في سياق أولا غض الطرف عن التسليم للحوثيين، وإيجاد مبررات لاجتياح الجنوب والسيطرة عليه بقوة السلاح".

ودلل المصدر على هذا التوجه بتحركات نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، الذي زار وادي حضرموت بعد أيام قليلة من تسليم محافظة الجوف للحوثيين، وبدلا من ان يشرف على عملية استعادة الحزم، ذهب ناحية حضرموت، بعد ان رفعت قواته شعارات الحوثيين ربما لابتزاز السعودية بالوادي لتسليم الساحل".

وقال المصدر "اننا نعلم خطورة المؤامرة ليس على الجنوب ولكن على اليمن والسعودية أيضا، فالحوثيون الذين يقدمون أنفسهم على انهم حماة اليمن، قد يتجهون غدا صوب الأراضي السعودية لاحتلالها، وهو أمر تدرك القيادة السعودية وليس مستبعدا على الاطلاق".

 

وقال مصدر سياسي جنوبي مقيم في الخارج "ان الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه السعودية لحليفها علي محسن الأحمر يفوق اضعاف مضاعفة ما تقدمه لهادي كرئيس".. مؤكدا ان السعودية عملت على تقليص صلاحية الرئيس هادي لمصلحة نائبه الذي يصرف ببذخ من الأموال السعودية".. مشيرا الى ان زيارة الأحمر لوادي حضرموت كلفت السعودية أكثر من اثنين مليون ريال سعودي".. مبررا ان قيادات عسكرية سعودية متورطة في صفقات فساد مع نائب الرئيس اليمني الذي يمنح هذه القيادات الفتات، وقد طالبت وزارة الدفاع السعودية الأحمر بعدم تقديم أي أموال للقادة العسكريين السعوديين، الا ان لم ستجب لذلك، مبررا ان ما يمنح لهم هو في اطار الجهود التي يبذلونها.

وكانت السعودية قد خاطبت الأحمر رسميا حول الدوافع التي جعلته يقدم دعما ماليا لقيادات عسكرية ميدانية تعمل ضمن القوات المشتركة المشرف على سير المعارك في شمال اليمن، الا ان الأحمر اعتبر ذلك في إطار دعم الجهود العسكرية للقادة الميدانيين.

وعلى الرغم من ان اليمن الشمالي، أصبح كليا في قبضة الحوثيين باستثناء أجزاء من ريف ساحل تهامة الغربي، الا ان نائب الرئيس اليمني يحض السعودية على دعم مشروع قدمته قطر في العام 2014م، يقضي بقسيم اليمن والجنوب الى أقاليم، وهو ما يسعى الأحمر إلى تطبيقه في الجنوب، في حال تعثر سيطرته على عدن ولحج وأبين.