خلدون الشويات يكتب لـ(اليوم الثامن):
صرخة الحرية دعم نضال الشعب الإيراني؛ معاناة شعب وصمود لا يلين
كمواطن أردني يتابع الأحداث العالمية، أنظر بإعجاب وفي ذات الوقت بقلق عميق إلى كفاح الشعب الإيراني الشجاع ضد الظلم والاستبداد، حيث عانى هذا الشعب على مدى عقود طويلة من وطأة أنظمة قمعية سواء كانت دكتاتورية الشاه المدعومة من قوى خارجية لحماية مصالحها، أو النظام الحالي الذي واصل سياسات التهميش والقسوة.. هذه الأنظمة التي استندت إلى القمع والاستبداد والتهميش والدم بدلاً من إرادة الشعب؛ زرعت بذور المقاومة في قلوب الإيرانيين الذين يواصلون اليوم نضالهم بحزم لاستعادة كرامتهم وحقوقهم الأساسية.
انتفاضة شعبية ضد الدكتاتورية
تتجلى إرادة الشعب الإيراني في انتفاضاته المتكررة ضد النظام الحاكم، الذي أخفق في تحقيق العدالة أو الرفاهية في خطابٍ ألقته السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بتاريخ 18 يونيو 2025 أمام البرلمان الأوروبي، وقد أكدت فيه أن إيران على أعتاب تغيير جذري قائلة: "الشعب الإيراني عازم على إسقاط الديكتاتورية الدينية، وسيواصل نضاله حتى تحقيق الحرية"..، وتعبر هذه الكلمات عن نبض الشارع الإيراني الذي يرفض الاستسلام ويطالب بحقه في تقرير مصيره والخلاص من أنظمة استبدادية يفرضها الغرب بأشكالٍ شتى.
حلم إيران ديمقراطية
تطمح المقاومة الإيرانية إلى بناء دولة قائمة على العدالة والمساواة، حيث يتم فصل الدين عن الدولة، وتُحترم حقوق الإنسان والأقليات القومية، وقد قدمت السيدة رجوي خطة من عشر نقاط تشمل إلغاء عقوبة الإعدام، وضمان استقلالية القضاء، والتزام إيران بالتخلي عن برامج الأسلحة النووية.. وهذه الخطة ليست مجرد رؤية طوباوية بل برنامج عملي لإيران ديمقراطية تساهم في استقرار المنطقة.
على أرض الواقع نظمت وحدات الانتفاضة آلاف الاحتجاجات خلال العام الماضي، في حين وصلت الإعدامات إلى أرقام قياسية مما يكشف عن قسوة النظام، ومع ذلك فإن هذه الاحتجاجات التي وصفتها السيدة مريم رجوي بأنها "لا مثيل لها عالميًا"، تؤكد تصميم الشعب الإيراني وعزمه على مواصلة النضال حتى تحقيق أهدافه.
سياسة المهادنة: عائق أمام التقدم
كعرب نرى أن سياسة الغرب في التعامل مع نظام الملالي سواء بالصمت أو الاسترضاء قد ساهمت في إطالة عمر هذا النظام.. ولم تتسبب هذه السياسة فقط في معاناة الشعب الإيراني بل زعزعت استقرار المنطقة من خلال دعم الميليشيات في دول مثل العراق وسوريا واليمن، وإن دعم نضال الشعب الإيراني لهو الخطوة الحاسمة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، ويتعين على المجتمع الدولي أن يعترف بحق هذا الشعب في مقاومة الظلم بشتى الطرق الممكنة.
الحاجة إلى وحدة عربية - إيرانية
من وجهة نظر عربية ندعو إلى التضامن مع الشعب الإيراني في كفاحه العادل، حيث إن انتصار هذا الشعب سيكون انتصارًا لجميع شعوب المنطقة التي تتوق إلى الحرية والكرامة، ومن هنا ومن هذا المنطلق تتجلى الحاجة إلى قيام وحدة عربية تضامنية مع الشعب الإيراني.. كذلك نطالب المجتمع الدولي بالتخلي عن سياسة الاسترضاء والاعتراف بحق الشعب الإيراني في إقامة نظام ديمقراطي يعبر عن طموحاته، كذلك تتجلى حاجتنا إلى العيش بسلام واستقرار.. وعليه فلنعمل سويًا من أجل منطقة خالية من الاستبداد وأسلحة الدمار الشامل، حيث تنعم شعوبنا بالعدالة والسلام، ولن يكون ذلك إلا من خلال دعم نضال الشعب الإيراني في مقارعته لنظام الملالي من أجل الحرية.