د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):

كهنة ولاية الفقيه وفساد ما قبل الانتخابات لحماية النظام

مسيرة تنقل السلطة في بيت كهنة إيران من مرحلة لأخرى ومن حيلة وخديعة لأخرى لم يبدأوا بشرعية ولم ولن تكن لهم شرعية، كان الدين وسيلتهم والخداع والمال والسلاح من أدواتهم، وكان الغرب من ورائهم طيلة الأربعة عقود ونصف الماضية ولا يزالون لذلك يتسترون على جرائم الملالي وانتهاكاتهم بحق الشعب الإيراني ويمتنعون عن تصنيف حرس الملالي كمنظمة إرهابية، ويساومونهم على العراق ليتقاسموه معا كفريسة ويفسحون لهم المجال للتمدد في المنطقة من العراق إلى لبنان إلى سوريا إلى اليمن وفلسطين ليحاصروا المنطقة بأسرها بعد ذلك لإخضاعها وفق إعادة ترتيب المصالح في المنطقة.

انتخاباتها كسابقاتها، ورئاسات وحكومات كسابقاتها في منظومة كهنة ولاية الفقيه والنتيجة هي ذاتها فشل ولصوصية وإجرام وموت وخراب وتدهور اقتصادي وتردي الحياة العامة، ورؤساء كغيرهم متشابهون لا يجيدون سوى الادعاء والكذب ضعيفي الرؤية والخطاب لم يفي أحدهم بوعد ولم يأتي أحدهم بخير للشعب ولعامة من انتخبوه، وقد حُصِرت المنافع والخيرات للنظام وخاصته.

مسيرة متتالية متعاقبة من الفساد المستشري والجريمة الممنهجة في إيران على يد الملالي ولم تخلو حقبة رئاسية من هذا الفساد وقبحه منذ نشأة نظام الكهنة هذا حتى هذا اليوم، ومصداقاً لذلك نُشِرت افتتاحية لموقع منظمة خلق بهذا الشأن تنقل عن تداول صحف ووسائل إعلام هذا النظام لكوارث فساد متراكمٍ ومتنامٍ متعاظم لا رادع له بل وجد في ظل هذا النظام بيئة للنمو والتعايش والتطبيع داخل النظام ما جعل وسائل الإعلام تعتبره قضيتها وتتحدث عنه منذ زمن بعيد، ومن كوارث الفساد فضيحة اقتراح تقديم رشوة بقيمة 200 مليار تومان لأحد أعضاء البرلمان الحاليين، وبيع موافقة عضو آخر في البرلمان وقد فُضِح ذلك بأدلة ووثائق، وقد عُرفت هذه القضية بقضية بابك زنجاني وأطراف القضية بابك زنجاني وحرس الملالي والرئاسة والسلطة القضائية.. إذ تقدر ممتلكات بابك زنجاني هذا بـ 70 شركة و22 مليار دولار بحسب قول وسائل إعلامية في النظام، وذُكِر أنه على علاقات وثيقة مع جميع مسؤولي النظام من رفسنجاني وأحمدي نجاد وروحاني وقد نال تذكيتهم وشهادات تقديرية منهم جميعاً، وقيل أن بابك زنجاني مجرد اسم مستعار تختبئ وراءه رؤوس كبيرة خلف الكواليس، ولابد أن يكون هناك من يقف خلف بابك زنجاني في هكذا سرقات ورشاوى وفساد وشركات وأصول ضخمة خارج البلاد وليس بعيدا أن يكون قادة الحرس وبيت خامنئي ورائه!! بدليل القوة والنفوذ القادرين على إغلاق هذه القضية لمدة 10 سنوات..، وكثيرة هي قصص الفساد التي تداولتها صحف بيت الكهنة في الأسابيع الأخيرة ونها قصة تتعلق بمؤسسة تدعى "كوروش كمباني" وقد ابتلعت هذه المؤسسة أموال آلاف الأشخاص واختفت كالعادة دون حساب وعتاب، وللهروب من هكذا فضائح لا شيء أسهل من القول أنه لا توجد شركة بهذا الاسم ويُصبح الجاني مجهولاً، ووفقاً للتجربة طيلة أربعة عقود ونصف من حكم الملالي فإن هكذا لصوص يسرقون لنزوة ذوي حصانة.. أما أنت أيها المواطن فحذاري أن تسرق ولإن فعلتها قطعوا يديك وأرجلك، وتلك قضايا فساد هامشية ذُكِرت لأن إعلام الملالي نفسه قد تداولها وأما ما لا يتم تداوله فهو أعظم وأكبر فأموال خامنئي بحسب ما ذكرته مصادر موثوقة قد بلغت الـ 100 مليار دولار، وأما الأموال التي تحت هيمنة خامنئي بشكل مباشر فهي أكثر من واحد تريليون دولار بالإضافة إلى مالية ومشاريع الحرس.

واليوم وقد أخفق الكاهن الأكبر المُلا خامنئي في مشروعه الرئاسي (إبراهيم رئيسي) الذي جاء به كمنقذ للنظام من الأفول وأغرق الشعب الإيراني بالوعود التي لم يفي بها كما لم يتمكن من تحسين صورة النظام والحفاظ على بقاياه، وإن كان الشعب الإيراني قد قاطع مسرحية انتخابات النظام السابقة فماذا سيفعل بخامنئي ومرشحيه بعد ما تعرض له من قمع وقتل وتعذيب في أحداث انتفاضة 2022 الوطنية.. لن يكون سوى تعاظم القطيعة السابقة ذاتها وفرض عزلة أكبر على النظام من لدن الشعب.. ومن يدري فقد تكون هذه هي الانتخابات الأخيرة قبل قبر النظام وتاريخه وحقبة سوداوية من تاريخ إيران والمنطقة علنا نصحو بعدها على إيران جديدة وفجر مشرق على شعوب المنطقة.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.

د. محمد الموسوي / كاتب عراقي