لم يبق سبب واحد فقط لعدم عودتها

واجب العرب في دعم الجنوب

كل قائد وصاحب مشروع عربي معني بأن يفكر جيدا بما حققه أبناء الجنوب من نجاعة عسكرية وهزيمة للمشروع الإيراني المناهض للعرب وماذا يمثل دحر تلك القوات من بقعة جغرافية مساحتها أكثر من 360 ألف كيلومتر مربع وتتحكم بممر دولي هام وتمتد بحدود جغرافية مع السعودية وعمان وحدود بحرية مع أفريقيا ...

     هذا الانتصار ينبغي أن يضع في مكانه الصحيح ويقدر صانعوه أفضل تقدير ففي الوقت الذي بقيت الجيوش المجهزة والمدعومة في تباب مأرب وتعز والجوف دون تحقيق أي تقدم على مدى عامين وتم استنزاف كل الدعم وكل يوم يطلبون المزيد  فقد كان لأبطال الجنوب النصر خلال أيام من وصول المساعدات التي لايمكن مقارنتها بما وصل لجبهة من الجبهات الأخرى وبشهادة واعتراف الكثير من أبناء تلك المناطق والتي لازال جرحى الجنوب يأنون ويعانون الإهمال ويتقاسمون مع أهاليهم آلامهم ومعاناتهم ونسي الجميع أهالي وذوي الشهداء الذين قدموا أنفسهم فداء للوطن الذي يقف أمام عودته الهاربون وتحققت بدمائهم الانتصارات التي يتغنى بها الآخرون وسجلت باسم أولئك الفارين ويفاوض بها المتخاذلين والمنهزمين .

 

    يعلم الجميع بمطالب أبناء الجنوب في استعادة دولتهم التي لم يبق سبب واحد فقط لعدم عودتها وبناء على تجربة فاشلة في الوحدة التي تحولت بفعل كل أطراف صنعاء من وحدة حلم إلى وحدة الموت والغدر والنهب والقتل والتدمير والتي تعاقبت أحزاب صنعاء ومكوناتها في تدمير الجنوب وقتل أبنائه من خلال حربين شاملتين مدمرتين وسنوات بينهما من القتل والإقصاء لكل من هو جنوبي .

 

  ما الذي بقي للمجتمع الدولي كي يقف مع شعب الجنوب في استعادة دولته وهل كل ماحدث من قبل أنظمة صنعاء لا يكفي مهرا لاستعادة الدولة والحفاظ على من بقي من الإنسان وإعادة إعمار كل ماتم تدميره

في الجنوب وما الذي بقي للأشقاء في الخليج كي يقفوا الموقف الصحيح من وحدة قاتلة غادرة لشعب كان صادقا على مر التاريخ وهل من باب التكريم والإكرام له وكذلك الحفاظ عليه وإبقاؤه عربيا من المد الفارسي كما يشير دوما أصحاب القومية العربية وكذلك سنيا نقيا كما يرغب أصحاب المشروع السني الإسلامي ...فحيثما وجهتم تفكيركم لن تجدوا أصدق من هذا الشعب معكم ولن تجدوا عذرا لعدم الوقوف معه بكل ما أوتيتم  بل وتعتبرون مشروع استعادة دولة الجنوب هو مشروعكم .....فكروا جيدا بأنكم ستضيفون دولة إلى محيطكم تأمنون جوارها وعلاقتكم بها وبأهمية موقعها الجغرافي وبذلك تحققون غايتكم سياسيا ودينيا وقوميا وينبغي أن تدركوا بأن شعب الجنوب يكفيه ماحدث له من المعاناة وقد حان الوقت لتكريمه والوقوف معه ومساعدته في استعادة دولته .