«خطيئة تحالفات التحالف تتكرر»..

إخوان اليمن.. مساع للعودة إلى شبوة و"رشاد العليمي" يدعو لمصالحة مشروطة مع الحوثيين

"رشاد العليمي أصدر قرارا منفرداً بتعيين "الإخواني سعيد بن معيلي"، قائداً للواء الأول حماية خاصة، تمهيداً لإعادة إدخاله إلى قصر معاشيق بالعاصمة عدن، في مؤشر على بوادر عودة الصراع المسلح".

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني المؤقت رشاد العليمي - أرشيف

عدن

يسعى تنظيم الإخوان المدعوم من السعودية للعودة مجددا إلى شبوة التي كان قد سيطر عليها في أغسطس/ آب من العام 2019م، عقب معارك واسعة مع القوات الجنوبية، قبل ان تعاود الأخيرة إخراجه في أغسطس/ آب من 2022م؛ أي بعد سيطرة على المحافظة النفطية لنحو ثلاثة أعوام، مستغلاً الاحداث الإقليمية، والأزمات الاقتصادية المفتعلة التي يعاني منها سكان مدن الجنوب المحررة من الحوثيين.

وجاء الحديث عن هذه المساعي في ظل استمرار المواجهات بين قوات دفاع شبوة والحزام الأمني ضد تنظيم القاعدة، في أبين شبوة.

وأكدت مصادر سياسية يمنية أن جماعة الإخوان وبدعم من إدارة الملف اليمني في المملكة العربية السعودية، سعت خلال الأشهر الـ3 الماضية، إلى تعيين قيادات عسكرية إخوانية سعيد بن معيلي، الذي قاد الحرب الإخوانية على شبوة وأبين خلال العامين 2019-2020م.

في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي المؤقت د. رشاد العليمي قرارًا قضى بتشكيل اللواء الأول مهمات خاصة، وتعيين سعيد بن معيلي قائدًا للواء الأول، قالت مصادر عسكرية إن العليمي يسعى إلى إعادة ادخال بن معيلي إلى العاصمة عدن، بصفته قائد اللواء الأول حماية رئاسية.

ولم يكتف العليمي، بقرار تعيين بن معيلي، بل سعى وتلبية لرغبة محلية وإقليمية، في منح قيادات إخوانية أخرى، قيادات ألوية عسكرية يطلق عليها درع الوطني، والتي سبق وانفردت صحيفة اليوم الثامن، بنشر معلومات عنها، في تقرير :" السعودية تعزز سلطة منفردة لـ"رشاد العليمي" عسكريا في محافظات الجنوب".

وأكدت وسائل إعلام دولية من بينها صحيفة العرب الصادرة في لندن، صحة المعلومات التي سبق ونشرتها صحيفة اليوم الثامن، حيث قالت الصحيفة "إن الإخوان يسعون لأن يكون تسللهم مؤثرا وقويا داخل فروع “درع الوطن” في المحافظات الجنوبية، وإن الهدف هو اتخاذ هذه القوات واجهة للاستمرار في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقالت مصادر عسكرية جنوبية لصحيفة اليوم الثامن إن جماعة الإخوان تستغل حالة الركود السياسي في الملف اليمني، وانشغال الإقليم بأحداث العنف في قطاع غزة، بالتمدد صوب محافظة شبوة النفطية، حيث  ان تكليف قائد اللواء الخامس في تعز "عدنان رزيق"، بمهمة تشكيل لواء عسكري جديد في شبوة، هدفه إعادة تمكين الجماعة من التشكيل العسكري الذي تموله السعودية، الأمر الذي تؤكد المصادر ان مهمة هذه التشكيلات العسكرية "فتح مواجهة مع قوات دفاع شبوة"، التي تخوض حربا واسعة مع تنظيم القاعدة الإرهابي.

وقالت صحيفة العرب إن السعودية تجد صعوبة في استقطاب عناصر إلى “درع الوطن” في المحافظات الجنوبية، كما تجد في عدنان رزيق، وهو من محافظة شبوة، سندا لها في تكوين قوات محلية، تصبح عملية ادخال عناصر الإخوان إلى قوات “درع الوطن” من بوابة سلطة رشاد العليمي، تمهيدا لتصفية حسابات مع الجنوبيين عن طريق قوات مدعومة وممولة سعوديا/ بعد أن فشلوا في معارك مباشرة بألوية وقوات حكومية محسوبة عليه بشكل معلن".

ولا تقدر السعودية على الفرز في اختيار عناصر قوات “درع الوطن”، لذلك تضطرّ إلى إيكال مهمة الاستقطاب والتدريب والتأهيل للقيادات العسكرية التابعة للجيش المحسوب على الشرعية اليمنية.

وتشير الصحيفة إلى نفوذ واسع لحزب الإصلاح داخل الجيش وخاصة في المواقع المتقدمة، وذلك نتيجة التأثير الكبير لنائب الرئيس علي محسن الأحمر داخل المؤسسة العسكرية اليمنية قبل أن تتم تنحيته في أبريل/ نيسان 2022 كخطوة تمهيدية لإنجاح اتفاق الرياض.

وتوقعت مصادر عسكرية يمنية من تكرار سيناريو الأخطاء الفظيعة التي وقعت فيها قيادة التحالف العربي بقيادة (السعودية)، حين أسندت "الرياض" مهمة مواجهة الحوثيين إلى تشكيلات عسكرية تابعة لإخوان اليمن في مأرب، الا انها لم تخض أي حرب حقيقية ضد الحوثيين، بل على العكس ساهمت في سيطرة الأذرع الإيرانية على كميات كبيرة من الأسلحة السعودية في فرضة نهم والجوف وقانية وريف محافظة البيضاء وصولا إلى قواعد عسكرية إخوانية كانت ترابط في بيحان شبوة.

ويتهم اليمنيون، جماعة الاخوان، بالوقوف وراء ادخال الحوثيين إلى صنعاء في العام 2011م، ابان الانتفاضة الشعبية ضد نظام علي عبدالله صالح، الذي تحالف لاحقا مع الاذرع الإيرانية، التي قتلته في نهاية المطاف.

وعلى صعيد ذات صلة، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني المؤقت رشاد العليمي، الحوثيين الى مصالحة مشروطة، "الحفاظ على اليمن وهويته".

وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي المؤقت، دعوته للحوثيين للسلام وتحقيق مصالحة سياسية تحفظ لليمن وحدته وهويته، وذلك على هامش القمة الإسلامية الافريقية التي احتضنتها الرياض السبت.

وقال العليمي :"نحن في مجلس القيادة الرئاسي؛ ندعو المليشيات الحوثية الى اثبات جديتها ازاء مساعي السلام، وانهاء حصار المدن، والتوقف عن زرع الألغام المحرمة دوليا، واستهداف المدنيين يوميا بالصواريخ، والطائرات الانتحارية، والتعاطي المسؤول مع خارطة الطريق المطروحة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية، لوقف اطلاق النار، واحياء العملية السياسية الشاملة التي تحفظ لليمن هويته ومكانته، وتعيده الى محيطه العربي، والاسلامي اكثر قوة في دعم قضايا الامة العربية والاسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتعزيز الامن والاستقرار للمنطقة، والعالم".