اعتقال لاعب بعد مواقف مؤيدة لانتفاضة المرأة..

منتخب إيران يخوض مباراتين وديتين خلال العطلة الدولية وناشطون يطالبون حرمانه من كأس العالم

كشف حارس مرمى المنتخب الإيراني الحالي، علي رضا بيرانوند، الذي أعرب بدوره عن تأييده، عن ضغوط تعرض لها لاعبو المنتخب الإيراني في معسكرهم الأخير في فيينا.

بيرانوند وطارمي على ملصق كبير في حفل إزاحة الستار عن كأس العالم في برج ميلاد في طهران مطلع سبتمبر 2022 (إ.ب.أ)

طهران

أخذت تهديدات المسؤولين الإيرانيين بملاحقة المشاهير والرياضيين المؤيدين للاحتجاجات، منحى جدياً باعتقال لاعب فريق برسبولين طهران السابق، حسين ماهيني، وفي المقابل، أطلق ناشطون إيرانيون ومنظمة حقوقية مناشدات تطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحرمان المنتخب الإيراني من المشاركة في نهائيات كأس العالم التي تقام بعد شهرين.

واقتحمت عناصر الأمن الإيراني منزل ماهيني، مساء الخميس، وصادرت أجهزة موبايل وكومبيوتر لأفراد أسرته، قبل ساعات من تأكيد اعتقاله ونقله إلى سجن إفين.

وأشعل نبأ اعتقال ماهيني غضب لاعبي كرة القدم الذين تحدوا السلطات لتأييدهم المسيرات الاحتجاجية والتنديد بقمع المحتجين. وقالت وكالة «إرنا» الرسمية، إن «القضايا التي نشرها ماهيني تعد دليلاً على ترويج الاضطرابات والفوضى في البلاد ولا تتطابق مع الواقع».

أعلن مهدي مهدوي كيا، المدير الفني للمنتخب الأولمبي الإيراني الذي مثل المنتخب الإيراني لسنوات، دعمه للاعب ماهيني.
وجاء اعتقال ماهيني، بعد ساعات من تهديد محافظ طهران محسن منصوري بملاحقة نجوم الفن والسينما والرياضيين الذين أعلنوا تضامنهم مع الاحتجاجات.


وتعليقاً على اعتقال ماهيني كتب لاعب المنتخب الإيراني السابق، علي كريمي، إنه «إنسان شريف».
وخطف كريمي الأضواء خلال الأيام الماضية، بسبب نشره تغريدات مؤيدة للاحتجاجات، الأمر الذي أثار سخطاً ضده في وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري»، وصلت إلى حد التهديد بتعميم نشرة حمراء للإنتربول تطالب باعتقاله وكذلك التلويح بمصادرة أمواله.

ولاقى كريمي مساندة وتعاطف العديد من لاعبي كرة القدم الحاليين والسابقين، بمَن فيهم نجوم المنتخب في الوقت الحالي الذين انضموا إلى ركب المؤيدين لانتفاضة المرأة.
وقال سردار آزمون عبر حسابه على «إنستغرام» الأحد: «بسبب قوانين المنتخب الوطني لم أتمكن حتى الآن من الكلام بسبب معسكر المنتخب، لكن لم أستطع التحمل أكثر. في النهاية، سيتم إقصائي من المنتخب الوطني، فداء شعرة واحدة للإيرانيات».
وأضاف آزمون، الذي يلعب في صفوف باير ليفركوزن للموسم الثاني على التوالي: «العار لكم لقتل الناس بسهولة، تعيش المرأة الإيرانية».

وكشف حارس مرمى المنتخب الإيراني الحالي، علي رضا بيرانوند، الذي أعرب بدوره عن تأييده، عن ضغوط تعرض لها لاعبو المنتخب الإيراني في معسكرهم الأخير في فيينا.

وقال بيرانوند: «كنا في المعسكر، تعرضنا لقليل من الضغط ولم نتمكن من اتخاذ موقف بسبب قوانين المنتخب».
بدوره، كتب لاعب المنتخب الإيراني وفريق فاينورد علي رضا جهانبخش على حسابه في «إنستغرام»: «سأبقى حتى النفس الأخير مع الناس». وإذ دعا إلى تجنب العنف، قال إن «هذه الأيام تمر بصعوبة علينا وعلى الناس».

أما هداف المنتخب الإيراني وفريق بورتو مهدي طارمي فقد كتب بدوره أن «أحداث الليالي الأخيرة لا تليق بالشعب الإيراني»، وأعرب عن حزنه لمشاهدة تسجيلات فيديو للتعامل بعنف مع المرأة الإيرانية. وقال: «بأي لسان سيطرح الإيرانيون المشكلات والهواجس؟ على المسؤولين توفير الرفاهية والهدوء للناس».

وخاض المنتخب الإيراني الذي يقوده المدرب البرتغالي كارلوس كيروش مباراتين وديتين خلال العطلة الدولية الأخيرة في مواجهة أوروجواي والسنغال في النمسا. وأقيمت المباراتان خلف أبواب مغلقة دون جمهور بسبب مخاوف أمنية.
وتستعد إيران للمشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة السادسة، وأوقعتها قرعة الدور الأول ضمن مجموعة تضم إلى جانبها منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة وويلز.

وبسبب الضغوط على لاعبي كرة القدم، خصوصاً اعتقال ماهيني، أطلق ناشطون إيرانيون حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تطالب «فيفا» بمنع المنتخب الإيراني من خوض نهائيات كأس العالم المقبلة التي تنطلق في قطر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بسبب معاملة السلطات للنساء.

في الأثناء، طالبت مجموعة الملاعب المفتوحة (أوبن ستاديومز) الحقوقية، الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باستبعاد المنتخب الإيراني من المونديال.

وفي خطاب إلى جاني إنفانتينو، رئيس «فيفا»، أرسلته أمس (الخميس)، قالت المجموعة التي سعت خلال العقد الأخير للسماح للنساء بدخول الملاعب الإيرانية إن السلطات الإيرانية تواصل رفض السماح للنساء بحضور المباريات داخل البلاد رغم ضغوط «فيفا».

وجاء في الخطاب أيضاً «الاتحاد الإيراني لكرة القدم ليس فقط مشاركاً في جرائم النظام لكنه أيضاً يمثل تهديداً مباشراً لأمن الجمهور النسائي في إيران وفي أي مكان يلعب فيه منتخبنا الوطني في العالم. يجب أن تكون كرة القدم بمثابة فضاء تتوافر فيه السلامة لنا جميعاً».

وأضاف الخطاب: «لهذا السبب وبكل أسف فإننا نضطر كجمهور إيراني يشجع كرة القدم إلى التعبير عن عميق قلقنا إزاء مشاركة إيران في نهائيات كأس العالم المقبلة. لماذا يمنح (فيفا) الدولة الإيرانية وممثليها منصة دولية بينما هي فقط لا تحترم الحقوق الأساسية للإنسان وكرامته، بل إنها حالياً تعذب وتقتل شعبها».

وتساءل الخطاب: «أين هي المبادئ الواردة في لوائح (فيفا) في هذا الصدد؟ لهذا السبب نحن نطلب من (فيفا)، وإعمالاً للمادتين الثالثة والرابعة من لوائحه، استبعاد إيران فوراً من نهائيات كأس العالم 2022 في قطر».