"إرهاب الحوثي.. عبث إيراني"..
تقرير: "إرهاب إيران" وصل مداه من الفُجر السياسي والعلنية المقيتة

مليشيات الحوثي نفذت 16 اعتداءً بطائرات مسيّرة ومقذوفات صاروخية على مرافق مدنية

رغم الاعتداءات الحوثية الإرهابية إلا أن المملكة العربية السعودية تبذل جهوداً جبارة ومؤلمة للموازنة بين استحقاقات دورها تجاه الاقتصاد العالمي، واستقرار أسواق الطاقة، وانتظام إمداداتها، وبين الرد على الاعتداءات الإرهابية التي تستهدف منشآتها النفطية، ومدنها، وسكانها.
وقال صحف عربية إن الإرهاب الحوثي الإيراني وصل مداه من الفُجر السياسي والعلنية المقيتة، في تحدٍ سافر للقوانين والأعراف الدولية، ولم يكن لهذا الإرهاب أن يصل إلى هذا المستوى الخطير، لولا صمت العالم تجاه ما يرتكبه من جرائم شنيعة بحق شعب اليمن، وبحق الدول المجاورة.
جريمة حرب
ورأت صحيفة الخليج في افتتاحيتها أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل تصعيد اعتداءاتها الإجرامية على المنشآت المدنية السعودية وتماديها في تهديد الاستقرار الإقليمي، مما يؤكد أنها ماضية في مشروعها المدمر واستخفافها بالقانون الدولي والالتزامات الأخلاقية، ولا ترغب في السلام كما تطالب بذلك كل المساعي الحميدة وآخرها مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقالت الصحيفة "إن مليشيات الحوثي نفذت 16 اعتداءً بطائرات مسيّرة ومقذوفات صاروخية على مرافق مدنية بينها محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة "أرامكو" بمدينة جدة، وهي بحد ذاتها جريمة حرب لأنها استهدفت عصب طاقة حيوياً في ظرف دولي حساس، وهذا الاعتداء ممنهج ومدروس وغاياته شريرة. ولا عجب أن ترتكب قيادات الحوثي هذه الانتهاكات الجسيمة طالما لا تجد رادعاً دولياً حازماً يوقفها عند حدها ويلزمها باحترام القانون الدولي.
وأوضحت أن تجاهل هذا التهديد سيؤدي إلى نتائج كارثية سيدفع ثمنها العالم أجمع، إذا لم يتجاوز المجتمع الدولي لغة الإدانة والاستنكار واتخاذ ما يلزم من إجراءات حاسمة توقف هذه التهديد وتجتثه من اليمن ومن تخوم ممرات الملاحة الدولية التي باتت معرضة لمخاطر، أكثر من أي وقت مضى، فقد جاءت الاعتداءات الهمجية على السعودية بعد يومين من تدمير قوات تحالف دعم الشرعية زورقين مفخخين للحوثيين كانا يتربصان بإمدادات الطاقة عبر البحر الأحمر. وفي غياب التحرك الدولي الحقيقي للجم هذه الاعتداءات، أعلنت السعودية، وهي محقة في ذلك، عدم مسؤوليتها عن أي نقص في الإمدادات إلى الأسواق العالمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن استهداف الحوثيين للمرافق المدنية في جوار اليمن جريمة لا تغتفر، أما الجريمة الأكبر فهي تعمد الميليشيات اتخاذ المناطق المدنية داخل اليمن مستودعات لأسلحتها ومنصات للطائرات المسيّرة، ومنها المواقع المحمية مثل مطار صنعاء وموانئ على الساحل الغربي اليمني، ومع ذلك يتجاهل المجتمع الدولي هذه الجريمة المزدوجة ويتغاضى عن مخاطرها، وقد طالب تحالف دعم الشرعية ونبّه إلى ذلك مرات عدة، ولكن الميليشيات الإرهابية تتمادي في التحصن بالمدنيين ولا تأبه بسلامتهم ولا بحرمة دمائهم. وفي دليل آخر على هذا الاستخفاف، دمرت غارات التحالف أربعة زوارق قيد التجهيز في ميناء الصليف اليمني لاستهداف ناقلات النفط.
وانتقدت الصحيفة بعض دول المجتمع الدولي بمدّ اليد إلى هذه الميليشيات الإرهابية، بدلاً من ممارسة الضغط عليها حتى ترتدع وتكف عن نهجها العدواني وتؤدي دوراً بناءً في إرساء السلام وإنهاء الصراع الدائر في اليمن منذ الانقلاب على الشرعية قبل ثماني سنوات.
العبث الإيراني
فيما أكد صحيفة عكاظ أن المملكة السعودية لن تفرّط في حفظ أمنها، والسيادة على ترابها، مهما تطلب الأمر. بعد أن تكررت الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها مليشيا الحوثي الإرهابية بتحريض وتمويل وتسليح من إيران. وقد اضطرت المملكة إلى تجديد إعلانها عن أنها ليست مسؤولة عن تبعات تلك الاعتداءات العابثة إذا ترتب عليها أي إخلال بإمدادات دول العالم من الطاقة السعودية.
وقالت الصحيفة إن ذلك بمثابة إعلان يحتم على المجتمع الدولي التعجيل بالتدخل لوقف هذا العبث الإيراني، الذي يريد استخدام السعودية مطية لتحقيق أحلام إيران بالنفوذ، والهيمنة، وزعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة والغرب في منطقة الخليج. ويأتي هذا العبث الإيراني الحوثي في وقت تضطرب فيه أوضاع العالم، نتيجة الحرب في أوكرانيا، وما تواجهه أوروبا من نقص في الطاقة نتيجة العقوبات على روسيا، وكذلك نتيجة الهجمة المتزايدة التي يشنها فايروس كوفيد-19.
كما أكدت الصحيفة في افتتاحيتها أن السعودية واثقة من أنها تستطيع الذود عن حياضها، مهما كلفها ذلك من مال، ورجال، وعتاد. لكنها تريد أن يفيق المجتمع الدولي من غفوته إزاء تصرفات المليشيا الإيرانية في اليمن، التي ترفض جميع مبادرات السلام.
المشاورات المرتقبة
كما اتفقت صحيفة "الشرق الأوسط" مع عكاظ على أن الحوثي لم يكترث لحجم المأساة التي تسببت فيها جماعته على اليمنيين خلال السنوات الماضية، وقالت "يتم ذلك على كل الأصعدة الإنسانية والاقتصادية والثقافية؛ بل طلب من أنصاره الاستمرار في الجبايات والحشد والتعبئة العسكرية، محدداً شروطه لإنهاء الحرب بتسليم اليمن لحكم ميليشياته، وعدم تدخل تحالف دعم الشرعية في الشأن اليمني؛ بحسب خلاصة خطبته".
وأوضحت أنه في ظل هذه المعطيات، يسود في الشارع اليمني يقين مطلق بأن الجماعة الحوثية لن تتوقف أبداً عن التصعيد العسكري؛ سواء في الداخل أو من خلال الهجمات الإرهابية العابرة واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتهديد عصب الاقتصاد العالمي كما حدث مع منشأة «أرامكو» في جدة، في هجمات الجمعة الماضي.
وقال الكاتب والإعلامي اليمني أحمد عباس، إن التصعيد الحوثي المستمر، إذ يرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه «في كل مرة يتم فيها دعوة الميليشيا الحوثية للسلام والحوار، يكون ردها رداً سلبياً؛ إذ تقرأ الرسائل بطريقة خاطئة».
وأضاف عباس أنه بعد الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي للميليشيا لحضور مشاورات الرياض المرتقبة، كان ردها هو التصعيد العسكري، وقصف الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، وكذلك المنشآت النفطية، غير آبهة بما يمثله ذلك من تهديد للاقتصاد العالمي؛ لأنها تدرك تماماً أن أقصى ما ستتعرض له من المجتمع الدولي هو الإدانات الخجولة.
وقرأ عباس هذا التصعيد الحوثي من زاوية أخرى؛ حيث تنتظر إيران اتفاقاً نووياً يفك قيودها الاقتصادية، ويطلق يدها في المنطقة، ويعتقد أنها حرضت ذراعها الحوثية في اليمن لتواصل الضغط لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه في ملفها النووي، الذي لولا الحرب الروسية في أوكرانيا لكان قد تم التوقيع النهائي عليه. وهنا نلاحظ أن الهجمات تركز على خزانات النفط، وهي بذلك ترسل رسالة للمجتمع الدولي بأن النفط الإيراني جاهز لتعويض النقص الذي تسبب فيه فرض حظر على النفط والغاز الروسيين.
أما الإعلامي والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، فيعتقد أن التصعيد غير المسبوق من قبل الحوثيين ضد إمدادات الطاقة، يتعلق "بالضغوط الغربية على مصدِّري النفط لزيادة الإنتاج، نتيجة للأزمة التي تشهدها الأسواق الغربية، وعدم الرد الحازم من قبل المجتمع الدولي، وهو ما شجع الحوثيين أكثر على ارتكاب مزيد من تلك الهجمات".
ويرى الطاهر في تعليقه لـالشرق الأوسط، أن الحوثيين "يرفضون أي حوار في الرياض ويتجاهلون المكونات السياسية اليمنية الأخرى، وأنهم يحاولون أن ينقلوا الحوار ليكون مع التحالف الداعم للشرعية مباشرة، في مسعى لتصوير أن الحرب قائمة بين اليمن وبين هذه الدول، وليس بين الشعب اليمني وبين جماعة انقلبت على الشعب، وتعيث في أرضهم فساداً خدمة للأجندة الإيرانية".
إثارة الفوضى
ومن جانبها أكدت صحيفة الرياض أن الإرهاب الحوثي الإيراني وصل مداه من الفُجر السياسي والعلنية المقيتة، في تحدٍ سافر للقوانين والأعراف الدولية. ولم يكن لهذا الإرهاب أن يصل إلى هذا المستوى الخطير، لولا صمت العالم تجاه ما يرتكبه من جرائم شنيعة بحق شعب اليمن، وبحق الدول المجاورة.
وقالت الصحيفة "لعل اكتفاء الدول الكبرى بعبارات الشجب والإدانة والاستنكار التي تنزل برداً وسلاماً على قلوب الإرهابيين، فيه تشجيع للإرهابيين على التمادي في إرهابهم دون رادع أو عقاب أممي، كان يفترض أن يطالهم منذ اللحظة الأولى التي تحدوا فيها المجتمع الدولي، وانقلبوا على الشرعية في اليمن، ومنذ أول صاروخ استهدفوا به المملكة".
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة للمرة الثانية في أقل من أسبوع، المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الإرهاب الحوثي، بأن الرياض غير مسؤولة عن أي نقص في إمدادات الطاقة الدولية، وأن عليه أن يتحرك لإرغام ميليشيا الحوثي وإيران على التوقف عن استهداف المنشآت النفطية، وإذا لم يفعل ذلك في أسرع وقت، فإن خروج أسعار الطاقة عن السيطرة مقبل لا محالة.
وقالت صحيفة الرياض إنه قد يكون التحذير السعودي تجاه الإرهاب الحوثي والإيراني، الأخير من نوعه، وبعدها يشهد العالم ما لا يحمد عقباه من تهديدات صريحة ومباشرة ونزاعات لا حدود لها، تفقد كوكب الأرض أمنه واستقراره، ولا يستبعد أن نشهد مزيداً من الحروب والاضطرابات في المنطقة والعالم، الباعث الأول لها مصادر الطاقة، خاصة مع ما يشهده العالم من أزمة طاقة حالية بسبب العملية العسكرية بين روسيا وأوكرانيا التي تتصاعد وتيرتها منذ أكثر من شهر.
وأكدت أن ما يفعله الحوثيون ومن خلفهم إيران الداعمة، يثبت للعالم أن الهدف الأول لهما، ليس السيطرة على اليمن أو التحكم بشعبه ومقدراته، بقدر الرغبة في إثارة الفوضى والاضطرابات وزعزعة الاستقرار في المنطقة كافة، لخدمة أهداف طهران وأجندتها السياسية في السيطرة على المنطقة عبر أذرعها وميليشياتها الإرهابية الموزعة على عدد غير قليل في المنطقة، وهذا يستدعي التعجيل بموقف دولي موحد يفسد المخطط الإيراني.