طيران التحالف والقبائل في مواجهة أعنف هجوم منذ 28 يوماً..
تقرير: تفاصيل معركة مأرب.. لماذا حيد جيش الإخوان من قتال الحوثيين

الحوثيون فجروا منزل القيادي الإخواني الراحل سيف الشدادي بعد السيطرة على مركز العبدية جنوبي مأرب

حقق المتمردون الحوثيون الذين تدعمهم إيران، تقدماً جديداً في محافظة مأرب الغنية بالثروات النفطية والغازية (172كم) شرق صنعاء العاصمة اليمنية، في أوسع وأعنف هجوم متواصل منذ 28 يوماً، وسيطروا على مركز بلدة العبدية (28 كم) في جنوب المدينة، وسط دعوات بإيقاف القتال الذي أوقع عشرات الضحايا في صفوف المدنيين، فيما قال التحالف العربي الذي تقوده السعودية إنه نفذ خلال 24 ساعة ماضية 40 غارة جوية على مواقع وتحركات الحوثيين.
وقالت تقارير حقوقية دولية إن حصار الحوثيين الانقلابيين تسبب في سقوط عشرات الضحايا جراء الحصار ومنع عنهم الدواء والطعام، فيما وثقت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، نزوح نحو 60 ألف يمني من مأرب الى مناطق أخرى بعضهم نزح إلى وادي حضرموت، الذي يبدو انه سيكون المعقل البديل لإخوان اليمن في حال سيطر الحوثيون على مأرب.
أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية (الخميس) مقتل أكثر من 150 من عناصر (الحوثيين) في بلدة العبدية بمحافظة مأرب، شرق صنعاء.
وأكد التحالف حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، أنه نفذ خلال الساعات الـ24 الماضية 40 عملية استهداف ضد عتاد وعناصر لـ"الحوثيين" في العبدية، مشيرا إلى أن هذه العمليات أسفرت عن تدمير 11 آلية عسكرية، فيما تجاوزت خسائر الحوثيين البشرية 150 شخصا.
وذكر التحالف العربي أنه "يعمل مع الشركاء الدوليين والمنظمات الدولية لإنقاذ المدنيين في العبدية".
وقالت مصادر يمنية لصحيفة اليوم الثامن إن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، يكثف غارات الجوية على مواقع وتحركات ميليشيات الحوثيين الذين يحاصرون العبدية، ويوقع فيها خسائر كبيرة.
وبدأ الحوثيون في فبراير (شباط) الماضي عملياتهم الهجومية الرامية للسيطرة على مأرب التي لا تزال آخر معقل لإخوان اليمن التنظيم الحاكم لسلطات الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، المقيم في المنفى الاختياري.
وأكدت المصادر "ان التحالف العربي يمنع منذ شهور ميليشيات الحوثي من السيطرة على مأرب"؛ خاصة بعد ان حيد جيش الاخوان عن القتال وبقت القبائل التي تقاتل الحوثيين تحت شعار الدفاع عن أراضيها.
وتشير مصادر يمنية الى ان وزير الدفاع في حكومة معين عبدالملك، اللواء محمد علي المقدشي "حيد" الجيش الوطني اليمني من قتال الحوثيين، دون ان يفصح عن الأسباب، لكن هذا يؤكد تسليم الاخوان محافظة البيضاء وأجزاء من شبوة للأذرع الإيرانية دون قتال.
وأكدت المصادر انتقال قيادات من تنظيم الإخوان من مأرب الى وادي حضرموت، حيث من المتوقع انها ستكون "العاصمة البديلة للإخوان"، بعد ان أصبحت مأرب في حكم الساقطة في قبضة الحوثيين.
وأقر قيادي في تنظيم إخوان السعودية بأن من يمنع سقوط مأرب في قبضة الحوثيين، مقاتلات التحالف العربي والغارات المكثفة على مواقع الحوثيين، مهاجما إعلام إخوان اليمن المشكك في دور طيران التحالف العربي في ردع الميليشيات الحوثية.
وقال الإخواني السعودي سليمان العقيلي في تدوينة على تويتر :" التحالف يعلن مقتل أكثر من 150 عنصرا حوثيا وتدمير 11 آلية في "العبدية" خلال 24 ساعة الماضية، اي شخص يشكك في دور التحالف في منع الحوثي من الاستيلاء على مأرب ونواحيها هو طابور خامس للحوثي الإرهابي".
وقالت مصادر قبلية في قبيلة مراد لصحيفة اليوم الثامن "ان قوات الجيش والأمن ترابط في مركز محافظة مأرب ولا تقاتل الميليشيات الحوثية، وترفض قيادة وزارة الدفاع تقديم دعم عسكري لمقارعة الحوثيين الذين تمكنوا من تفجير منزل القيادي العسكري الراحل سيف الشدادي بعد السيطرة على مركز العبدية جنوبي مأرب.
وسيف الشداد، هو قائد عسكري في ميليشيات اخوان اليمن، قاد في العام 2019م، معركة خيبر على أبين، وهي المعركة التي انتهت بانتكاسة ميليشيات الاخوان عقب التصدي لها من قبل القوات الجنوبية.
وفسر الخبير والمحلل السياسي د. حسين بن لقور الأسباب الحقيقية وراء تحييد جيش الإخوان من قتال الحوثيين في مأرب، مؤكدا ان ما تتعرض له قبائل مراد خيانة كبرى.
وقال بن لقور في تدوينة على تويتر :" جريمة أن يُترك لهذه المسوخ البشرية القادمة من ظلمات كهوف التاريخ، ان تعبث بأرض مراد في ظل خذلان بل و تآمر من القيادات الزيدية في (الحكومة اليمنية الشرعية)، على عدم تقديم أي دعم عسكري أو لوجستي للقبائل التي دافعت عن أرضها، ستحل عليهم لعنة الضحايا من قتلى وجرحى وسيأتيهم الإنتقام باذن الله".