"جيش موحد بنظام جديد"..
تقرير: "السودان".. تأسيس دولة وطنية بالتخلص من الإخوان المسلمين

السودان جرب الحل العسكري وتأكد انه لا يقود إلى سلام واستقرار دائمين - أرشيف

وقعت حكومة الفترة الانتقالية السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، الأحد 28 من مارس/ آذار، في جوبا عاصمة جنوب السودان، اتفاق مبادئ ينهي الصراع المسلح بين الطرفين ويمهد الطريق أمام شراكة تقاوم على أساس الاحترام المتبادل ومبدأ فصل الدين عن الدولة.
وحضر توقيع اتفاق إعلان المبادئ، فضلا عن طرفي الاتفاق، رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي.
وجاء في بنود الاتفاق أن "السودان بلد متعدد الأعراق والديانات والثقافات، لذلك يجب الاعتراف بهذا التنوع وإدارته ومعالجة مسألة الهوية الوطنية".
وأشار إعلان المبادئ إلى "تأسيس دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية في السودان تضمن حرية الدين والممارسات الدينية والعبادة لكل الشعب السوداني وذلك بفصل الهويات الثقافية والاثنية والدينية والجهوية عن الدولة، وأن لا تفرض الدولة دينا على أي شخص، ولا تتبنى دينا رسميا".
وأكد مركز المرجع للدراسات "وجود مؤشر على تراجع جديد يتنظر الجماعات الإسلاموية بالمنطقة العربية، أساسه الاتفاق الذي وقعه كل من رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، عبد العزيز الحلو، الأحد 28 مارس 2021، لعاصمة جنوب السودان جوبا، واتفقا فيه على فصل الدين عن الدولة.
وبهذا الاتفاق الذي يضمن وقف إطلاق النار، والعبور بمرحلة انتقالية تنتهي بتشكيل جيش موحد، وإقامة دولة ديمقراطية فيدرالية تكفل حرية الدين والمعتقد، وألا تتبنى الدولة أي دين رسمي، يكون السودان قد عاد من أحضان الإسلامويين بعدما كان مخطوفًا على أيدي الإخوان الذي مثلهم في الحكم الرئيس المعزول عمر البشير.
ويتلاقى السودان بهذا الاتفاق مع التطورات التي تشهدها المنطقة من تراجع للجماعات الإسلامية، بداية من الإطاحة بهم في مصر، وحصار حركة النهضة في تونس، إلى جانب ليبيا التي تشهد تراجع سطوة الفصائل الإرهابية المتاجرة بالدين، وتديرها حكومة مهمتها تسليم البلاد إلى سلطة مدنية في انتخابات ديمقراطية، لا سيما التخلي النسبي لتركيا (معقل الإخوان الأكبر) عن الجماعة مقابل تحسين العلاقات بمصر.
وتشير هذه التطورات إلى أن المنطقة تودع حقبة الإسلامويين أو على الأقل تنجح بشكل ملحوظ في حصارهم، بعدما تسببوا في نشر الفوضى ببلدان من ليبيا والسودان وسوريا، لا سيما مصر التي قضوا سنة في حكمها.
ويعزز ذلك الخطاب المدني الذي بدأت تتبناه حركة حماس (امتداد جماعة الإخوان بقطاع غزة)، إذ بدأت الحركة في التخلي عن بعض ما تعتبره ثوابتها لتأكيد مدنيتها.
كأن تنتخب سيدة، منتصف مارس 2021، ضمن مكتبها السياسي، متخلية عن موقفها الديني من ولاية النساء.
وتحاول حماس التأكيد على بعدها عن التشدد، بعدما وجدت المنطقة بكاملها تتجه نحو نبذ الإسلامويين، ولم يبق بذلك إلا حركة النهضة التونسية التي تسيطر على البرلمان التونس، غير أنها تواجه منذ مطلع العام الجاري احتجاجات ومطالبات باستبعادها من المشهد السياسي، وكان أخر هذه الاحتجاجات مظاهرات شعبية تطالب بحل البرلمان، وإجراء انتخابات جديدة، وهو ما رفضته النهضة على لسان زعيمها ورئيس البرلمان، راشد الغنوشي.
ويؤيد ذلك المحلل السياسي خليفة بن سالم، الذي قال في تصريحات صحفية، إن هناك تحولات إقليمية ودولية ستنهي دور الإخوان في المنطقة بعد 10 سنوات من الحكم.
وأضاف أن من بين هذه التحولات المصالحات في المنطقة والتحولات في ليبيا، مشيرًا إلى أن القوى الغربية التي راهنت على الإسلامويين في إطار ما سمي بـ«الربيع العربي» غيرت وجهة نظرها بعد فشله، وهو ما سيساهم في كشف كل المنتفعين من هذه الفترة.