تصاعدت الضغوطات على الاتحاد الأوروبي من أجل حظر حزب الله اللبناني، وتأتي هذه الضغوطات من برلمانات دولية، مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وغيرها. هذه الضغوط جاءت مع تسلم ألمانيا المجلس الأوروبي منذ شهر يوليو 2020، التوقعات تقول بأن ألمانيا ممكن أن تكون "دافعة" إلى جهود حظر حزب الله على مستوى الاتحاد الأوروبي.
أعلنت السلطات الألمانية خلال شهر أبريل 2020 أن حزب الله، الجماعة المدعومة من إيران، منظمة إرهابية، وحظرت نشاطها على الأراضي الألمانية. كما شنت الشرطة مداهمات على مساجد ومراكز مجتمعية يشتبه في صلاتها بالجماعة المتطرفة في أجزاء مختلفة من ألمانيا. وفقًا للقانون الألماني، لا يمكن حظر منظمة ليس لها فرع رسمي في ألمانيا على هذا النحو.
ويقول جوش ليبوسكي، الباحث في مشروع مكافحة التطرف (CEP) ومقره واشنطن: "تصنيف ألمانيا هو اعتراف بالطبيعة الوحدوية لحزب الله - أنه ليس له أجنحة عسكرية أو سياسية منفصلة كما أعلن الاتحاد الأوروبي في تصنيفه لعام 2013".
ويعتبر الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله منظمة إرهابية، بينما يسمح لجناحه السياسي بالعمل في دول الكتلة. هولندا وألمانيا هما العضوان الوحيدان في الاتحاد الأوروبي اللذان يعترفان بحزب الله بأكمله كمنظمة إرهابية. أسقطت المملكة المتحدة هذا التمييز أيضا.
وفي هذا السياق، أعلنت ليتوانيا قرارها حظر حزب الله على الأشخاص يوم 12 اوغست 2020 وتقول ليتوانيا إن هذه الخطوة كانت تضامنية مع الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا ، الذين ينظرون إلى حزب الله بأكمله على أنه جماعة إرهابية.
وقال هانز جاكوب شندلر ، خبير الإرهاب المقيم في برلين: "أول إجراء حقيقي اتخذته الحكومة الألمانية كان في عام 2008 عندما منعت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله من البث في ألمانيا".
في عام 2014 ، حظروا مؤسسة خيرية مزعومة كانت في الواقع واجهة لمنظمة شهداء حزب الله في ألمانيا لكنها كانت مشروعًا للأطفال الأيتام في لبنان. ... كانت منظمة لها مكانة خيرية في ألمانيا ولكنها كانت مرتبطة بتمويل عائلات مقاتلي حزب الله القتلى بدلاً من دعم الأيتام الفعليين في لبنان.
قدرات حزب الله
يذكر تقرير المخابرات المكون من 112 صفحة حزب الله 23 مرة، وبحسب التقرير الاستخباريين ، فإن "ما يقارب الخمسين من أتباع حزب الله في بريمن منظمون في جمعية المصطفى". تعمل هذه الجمعية الثقافية الشيعية العربية كنقطة اتصال للمسلمين الشيعة في بريمن، وخاصة من لبنان". التقرير كشف هناك 50 من أنصار حزب الله في بريمن ، وفقًا للتقرير ، وما يقدر بنحو 1050 من أعضاء وأنصار حزب الله في جميع أنحاء ألمانيا.
كشف تقرير بعنوان "ما هي قدرات حزب الله العسكرية؟" لموقع "ساوث فرونت”" تحت عنوان: "حزب الله: الإمكانيات والدور في الشرق الأوسط". أن عدد مقاتلي الحزب، يبلغ نحو( 65) ألف مقاتل، ويشمل عدد الاحتياطيين منهم، ويشمل أيضا (21) ألف مقاتل محترف يتدربون بشكل دائم، ويقاتل (8)آلاف منهم في سوريا في الوقت الحالي. ويمتلك الحزب ترسانة هائلة من الصواريخ، يقدر عددها ما بين (50)ألفا و(120)ألف قطعة.
تقييم موقف الاتحاد الأوروبي
لا توجد بالفعل سياسة أوروبية موحدة، أو موقف موحد داخل الاتحاد الأوروبي، لكن في أعقاب تفجير مرفأ بيروت مطلع شهر أوغست 2020 الجاري، وتأكيد تورط حزب الله بتخزين شحنة نترات الألمنيوم في أحد مخازن الشحن في جنوب ألمانيا خلال شهر إبريل 2020، بدأت الاستخبارات الألمانية والأوروبية، تراجع شحنات نترات الألمنيوم إلى لبنان.شحنات نترات الألمنيوم في الغالب كانت تدار من قبل فيلق القدس عبر موانئ سوريا، ومنذ عام 2013 .
تتخذ أجهزة أوروبا في الوقت الحاضر سياسات أكثر صرامة وشدة ضد التنظيمات والجماعات المتطرفة، ومنها ضد حزب الله، بفرض الرقابة والمتابعة. وبدون شك تملك أجهزة الاستخبارات الألمانية وكذلك دول أوروبية مصادرها داخل حزب الله وبقية الجماعات المتطرفة، لتكون مصدر معلومات ، وبعد حظر حزب الله في ألمانيا وإغلاق عدد من الجمعيات والمراكز، يفترض أن الاستخبارات الألمانية حصلت على اعترافات عدد من أعضاء حزب الله أو المرتبطين به من داخل ألمانيا وأوروبا على معلومات مصنفة من داخل الحزب حول أنشطته المحظورة.
إن أحد أبرز مهام أجهزة الاستخبارات الألمانية والأوروبية الآن، هي التعاون مع بعضها وربما مع الاستخبارات أو الجيش اللبناني من أجل الوصول إلى مصادر تصدير أو منشأ نترات الألمنيوم التي وصلت إلى مرفأ لبنان منذ عام 2013. وتقع مسؤولية جمع المعلومات والتحري عن أنشطة حزب الله على الاستخبارات الألمانية والأوروبية، من أجل سد الثغرات، وتقديم ما تملكه من معلومات وتفاصيل، ضمن إطار التعاون الدولي لمحاربة التطرف والإرهاب.
بات متوقعا أن يكون هناك توجه لعدد من دول أوروبا، لحظر حزب الله، وربما هذا يعود إلى ضغوطات من داخل البرلمانات الأوروبية وخاصة أحزاب المعارضة، إلى جانب برلمانات غربية.
إن حظر جناحي حزب الله السياسي والعسكري من شأنه أن يسهل عملية المتابعة والتحري ضد شبكة الحزب، وفي نفس الوقت هو يمثل دعما للشعب اللبناني، الذي يعاني فعلا من هيمنة حزب الله على المشهد السياسي والأمني.
123
التعليقات
تم إرسال رسالتك، شكرا لك.
شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها