الزيارة السرية..

تقرير: ما الرسالة التي حملتها زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إلى سوريا؟‎

قائد فيلق القدس الإيراني

طهران

تناول تقرير إخباري لصحيفة ”كيهان لندن“، الثلاثاء، الزيارة السرية التي قام بها مؤخرا قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى سوريا، والرسالة التي حملتها هذه الزيارة في هذا التوقيت.

وكشفت تقارير إخبارية، خلال الأيام الماضية، أن إسماعيل قاآني، توجه في زيارة سرية إلى سوريا، في أوائل شهر فبراير/ شباط، وهو الأمر الذي أكدته وسائل إعلام إيرانية رسمية بنشرها صورة لأول مرة تشير إلى تواجد قاآني في سوريا.

وأشار تقرير ”كيهان لندن“، إلى أن زيارة إسماعيل قاآني إلى سوريا تُعد الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول عسكري رفيع في الحرس الثوري، منذ اغتيال القائد السابق للفيلق قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية في بغداد، أوائل يناير/ كانون الثاني الماضي.

ولفت التقرير إلى أن قاآني يتمتع بعلاقات وطيدة مع الجماعات المسلحة غير الإيرانية في سوريا، كونه المساعد الأبرز لقاسم سليماني في الإشراف على هذه الجماعات في سوريا، حيث تفقد في زيارته الأخيرة معسكرات القوات الموالية لإيران، وأبرزها لواء ”فاطميون“.

ولواء ”فاطميون“ هو لواء عسكري يتشكل أغلب أفراده من مرتزقة شيعة من الأفغان، حيث يخضع لإشراف وتدريب قوات الحرس الثوري الإيراني؛ للمشاركة في معارك مسلحة في سوريا، بزعم الدفاع عن المراقد والأضرحة الشيعية.

واعتبر التقرير أن زيارة قائد فيلق القدس إلى سوريا في هذا التوقيت، تحمل رسالة من طهران؛ وهي مدى اهتمام النظام الإيراني بالحفاظ على نفوذه العسكري في سوريا، لا سيما في ظل تطورات الساحة العسكرية التي تشهدها سوريا في المرحلة الراهنة.

يأتي ذلك في ظل تقارير تتحدث عن خسائر باهظة يتكبدها فيلق القدس خلال الفترة الأخيرة في سوريا، حيث إن عناصر كثيرة من قوات الفيلق لقوا مصرعهم سواء في الاشتباكات مع معارضي الحكومة السورية أو في الهجمات الجوية، التي تشنها إسرائيل من آن لآخر على سوريا، والتي تستهدف مواقع إيرانية، فيما كان أبرز قتلى قادة الفيلق على الإطلاق القيادي، أصغر باشبور، وكان أحد أهم مساعدي قاسم سليماني.

ورغم ما تكشفه وسائل إعلام إيرانية رسمية عن تشييع جثامين قادة ومقاتلين قُتلوا في المعارك بسوريا، إلا أن المسؤولين الإيرانيين يتعمدون إخفاء أي معلومات متعلقة بالخسائر التي تتكبدها قوات فيلق القدس في سوريا.

وربط تقرير الصحيفة المعارضة، زيارة قاآني إلى سوريا في هذا التوقيت، بتصاعد التحذيرات من تهديدات النظام الإيراني، لا سيما عبر وكلاء طهران من الجماعات المسلحة الطائفية في المنطقة، وسط تسليط المجتمع الدولي الضوء بشكل أكبر مؤخرا على الأزمة في سوريا.

واستشهد التقرير على هذا الرأي، بما نوقش في مؤتمر دولي عُقد مؤخرا في المغرب لمكافحة الإرهاب، منوها إلى أن تهديدات النظام الإيراني كان لها نصيب كبير من مناقشات وتحذيرات الحاضرين.

وتأكيدا على حقيقة إشراف فيلق القدس الإيراني على الجبهة العسكرية في سوريا عن طريق ميليشيات مسلحة تابعة لطهران، ما كشفه تقرير لصحيفة إيرانية محلية، في يناير/ كانون الثاني الماضي، بأن قاسم سليماني قام في آخر زياراته إلى العاصمة السورية دمشق، بالتنسيق مع الميليشيات المسلحة في سوريا، لتوجيههم في المعارك المقبلة.

ونقلت صحيفة ”جام جم“ الإيرانية، عن عضو في لواء ”فاطميون“ في سوريا، أن سليماني اجتمع بالميليشيات الموالية لإيران في دمشق، في الثاني من يناير/ كانون الثاني، قبل اغتياله في العاصمة العراقية بساعات، حيث كان محور هذا الاجتماع إملاء طهران لتكتيكات هذه الحركات المسلحة، للخمس سنوات المقبلة.

وكانت تقارير إخبارية قد كشفت، في وقت سابق، عن استغلال النظام الإيراني للأزمة السورية لصالح مشروعه العسكري في المنطقة، وكذلك لإيجاد منفذ لأزماته الاقتصادية، إذ حذر مراقبون من أن مشروعات طهران الاقتصادية في دمشق ستكون أدوات بيد الحرس الثوري الإيراني؛ لتعزيز نفوذه في الشرق الأوسط.