منذ الإعلان عن ظهوره في الصين مباشرة، منتصف يناير (كانون الثاني)، لفت فيروس "كورونا" الانتباه بانتشاره السريع في إيران، ونبهت صحف عربية صادرة اليوم الإثنين إلى سقوط أكبر عدد من الوفيات بعد الصين، مشيرة إلى أن تفشي المرض في إيران جاء بسبب عدم مبالاة النظام الإيراني، ما زاد من فقدان الثقة بين المواطنين والسلطات.
ووفقاً لهذه الصحف فإن تفشي المرض كشف عن الزيارات الغير معلنة التي يقوم بها بعض الأشخاص يعيشون في دول عربية، لكنهم محسوبون على إيران، بالإضافة إلى الكشف أيضاً عن كذب النظام الإيراني على العالم بشأن عدد المرضى المصابين بالمرض، وهو العدد الذي يتزايد وفقاً للمعطيات الرسمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
عزلة إيرانية
تطرقت صحيفة "العرب" اللندنية اليوم في تقرير لها إلى خطورة ودقة المشهد السياسي في إيران نتيجة لتفشي وباء كورونا هناك، وقالت الصحيفة أن إيران باتت في عزلة عن العالم بضوء تطورات الموقف الحاصل الآن.
وأضافت العرب أن السلطات الإيرانية اتهمت في البداية جهات أجنبية بمحاولة التأثير على الشعب الإيراني بشأن كورونا خاصة أن أولى الحالات تم اكتشافها مع بدء الاقتراع في الانتخابات البرلمانية.
وأشارت قائلة إن العديد من الأطراف تشكك في الأرقام التي تقدمها السلطات الصحية في إيران والتي كانت قد نفت في البداية أن يكون الوضع متأزماً، متهمة آنذاك الولايات المتحدة بمحاولة ثني الناخبين عن التوجه إلى مكاتب الاقتراع في الانتخابات التشريعية.
ونبهت الصحيفة إلى دقة الوضع السياسي مشيرة إلى ان الوضع زاد تأزما بعد أن أضرب عدد من الأطباء والممرضين والنقابيين قبل أيام عن العمل في مستشفى "سيد الشهداء" في منطقة كلوبندك، احتجاجاً على نقص الكمامات ومستلزمات السلامة وقاموا بترك مقار عملهم"، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة.
إيران بؤرة شر
من ناحية أخرى أكد مختصون عرب في الشأن الإيراني لصحيفة الرياض السعودية أن تصرفات العاملين في مطارات إيران بتجاهلهم وضع الختم على جوازات الزائرين العرب خصوصاً المواطنين السعوديين كشف عن عقلية هذا النظام الإرهابي في حجب كثير من الحقائق، مما ساهم في نشر فيروس كورونا".
وقال الباحث المصري المختص في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي للصحيفة: "لا يختلف التراخي الإيراني في اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتقال كورونا عن جملة سلوكها السياسي في المنطقة، والذي يستهدف بالأساس تصدير الإرهاب والتوتر والفوضى".
وأضاف الهتيمي للصحيفة "لا شك أن حادثة عدم ختم جوازات سعوديين سافروا إلى أراضيها ثم عادوا إلى المملكة تعكس إلى أي مدى تحرص إيران على أن تنشر المرض في المملكة، وذلك لتحقيق حزمة من الأهداف".
وبدوره، أكد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني ودراسات الأمن القومي في مصر عبدالله عيسى الشريف أن النظام الإيراني لم يكتف بممارساته المزعزعة للاستقرار في المنطقة عبر الإرهاب المادي والمعنوي والفكري فقط، بل لجأ أخيراً للإرهاب الصحي، عبر سلوك طهران غير المسؤول بقيامها بإدخال مواطنين سعوديين إلى أراضيها، دون وضع ختم على جوازاتهم، ما يحملها المسؤولية المباشرة في تفشي الفيروس وانتشاره إلى العالم، ويعد تقويضاً للجهود الدولية لمكافحة كورونا.
الزيارات السرية
ومن جانبه، أهتم الدكتور علي بن حمد الخشيبان في مقال له بصحيفة "الرؤية" الاماراتية بهذه النقطة ، مشيراً إلى خطورة تداعيات الزيارات السرية التي قام بها الكثير من الخليجيين إلى إيران.
وقال الخشيبان " إن الأزمة تكمن في أن تتخذ دولة مثل إيران هذا النهج، لتشكل هي بذاتها خطراً يهدد العالم بنشرها المتعمد للفيروس عبر تصديره في أجساد مواطنين من دول متعددة، فالمزارات الدينية في إيران أسهمت وبشكل كبير في تفشى هذا المرض، كون إيران لم تتخذ الإجراء المناسب مع انطلاق وتفشى هذا المرض، والأزمة الأخرى تتضاعف بهذا التعامل غير المسؤول من السلطات الإيرانية بأن تقبل مواطنين من دول خليجية وغير خليجية دون أن تثبت دخولهم إليها".
وأضاف الخشيبان قائلاً: "لن يكون من الحكمة الصمت على مثل هذا الإجراء غير القانوني بأن تكون أي دولة ممراً سهلاً لنشر الوباء، وإن ما نشهده اليوم يدعو للقلق، فكم عدد أولئك الذين زاروا إيران خلال الفترة الماضية، وخالطوا المصابين، ونقلوا العدوى دون أن يُعرف أي أحد متى عادوا، وكيف ذهبوا إلى إيران دون مراعاة للأعراف الدولية في تنقل المواطنين وإثبات دخولهم وخروجهم".
تدهور للأوضاع
من جانبها قالت صحيفة "لبنان 24" إن "المتابع لأخبار تفشي فيروس كورونا في إيران هذه الأيام يرى أن الإحصائيات الرسمية تسير عكس التيار العالمي".
وأشارت الصحيفة أنه وفور إعلان منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع نسبة الوفيات إلى 3.4%، أعلنت السلطات الإيرانية أعدادا تظهر بأن نسبة الوفيات تراجعت إلى 3.1%.
واضافت الصحيفة " رغم الإعلان عن أن نسبة وفيات كورونا في إيران تراجعت إلى 3.1%، إلا أنه وفق(علي دلبيشة)سكرتير مجلس الصحة والأمن الغذائي ممثل وزارة الصحة الإيرانية في مقر مكافحة الفيروس ، تبلغ نسبة الوفيات 4.1%، مما يعني أنها لا تزال تفوق نظيرتها العالمية، وأثار ذلك شكوكا لدى الرأي العام الإيراني عن مدى صحة الإحصائيات المعلنة.
وبدوره، قال الموظف السابق في منظمة الصحة العالمية كوروش أحمدي، إن "عدم تناسب نسبة وفيات كورونا في إيران مع الدول الأخرى لا يخرج عن 3 فرضيات، أولها هو ضعف النظام الصحي في البلاد وعدم قدرته على احتواء الأزمة وإيقاف نسبة الوفيات".
وأما الفرضية الثانية فهي عجز جهاز الصحة في إيران عن اكتشاف فيروس كورونا بشكل كامل، والفرضية الثالثة هي إخفاء الأرقام الحقيقية من قبل السلطات الإيرانية.
عرض الصحف العربية..
تقرير: الفيروس كورونا.. مسمار جديد في نعش النظام الإيراني

كورونا
وكالات