صراعات بين النظام وميليشيات موالية لطهران..

تقرير: مقتل قيادي إيراني.. عملية إسرائيلية أم تصفيات خفية؟

موت "أحد المدافعين عن المشروع الإيراني"

طهران

أثارت عملية مقتل قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني بالعاصمة السورية دمشق الكثير من التساؤلات بشأن الجهة التي تقف وراء العملية، خاصة أنها تتزامن مع تصعيد إسرائيلي يستهدف النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا وصراعات خفية بين النظام وميليشيات موالية لطهران بدت تظهر للعيان.

وقالت وكالة فارس للأنباء الإيرانية إن فرهاد دبيريان، العضو البارز في الحرس الثوري قتل في دمشق مساء الجمعة دون ذكر تفاصيل عن كيفية موته، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى أن دبيريان قتل في منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق، وهو مقرب من أمين عام حزب الله حسن نصرالله.

ودبيريان كان مسؤولا عن بلدية السيدة زينب، وعرفتّه الوكالة الإيرانية بأنه "أحد المدافعين عن مقام السيدة زينب" في العاصمة السورية دمشق وأنه كان "تولى من قبل قيادة محور مدينة تدمر في الحرب على الإرهاب".

وتنتشر ميليشيات عراقية وإيرانية في تلك المنطقة منذ بداية اندلاع الأزمة السورية. وتشير تقارير إلى أن "لواء فاطميون" التابع للحرس الثوري الإيراني ينتشر في منطقة السيدة زينب وهو الجهة الوحيدة التي تشرف على تلك المنطقة. وكثيرا ما أعلنت إيران عن سقوط عناصرها في هذه المنطقة.

وتساءل مراقبون عن الجهة المستفيدة من مقتل القيادي العسكري الإيراني خاصة أن هناك عمليات إسرائيلية مستمرة داخل الأراضي السورية لملاحقة قيادات مرتبطة بإيران، إضافة إلى وجود تسريبات عن صراع خفي بين النظام وداعميه، لكن ليس هناك ما يؤكد وجود علاقة بين مقتل العميد دبيرمان وهذا الصراع الخفي.

وكثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة من عمليات استهداف مواقع وقيادات في حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وتنظيمات فلسطينية مرتبطة بإيران داخل سوريا. وكان الجيش الإسرائيلي قد قصف مواقع جنوب دمشق في 24 فبراير الماضي تسبب في مقتل 6 أشخاص على الأقل من قوات إيرانية وسورية وتنظيمات فلسطينية.

ويقول خبراء في الشؤون الاستراتيجية إن إسرائيل باتت تتعامل مع الخطر الإيراني على نحو شامل في سوريا، وأنها تعتمد على بنك أهداف محددة تابعة بشكل مباشر لطهران.

وكان القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أميركية أوائل هذا العام، يشرف بشكل مباشر على الانتشار الواسع لإيران داخل سوريا والمنطقة. وتسببت العملية الأميركية في إرباك خطط النظام الإيراني في المنطقة وأضعفتها بشكل مباشر، خاصة في ضوء الاستياء الشعبي الواسع ضد النفوذ الإيراني في سوريا والعراق ولبنان.