توسيع دائرة الحفاظ على الأمن القومي العربي..

تقرير: الإمارات.. مضادة لأدوار دول داعمة للإرهاب والتشدد في أفريقيا

تعاون يتخطى حواجز الجغرافيا

أبوظبي

رهان دولة الإمارات العربية المتحدة على تطوير علاقاتها مع بلدان أفريقية مثل موريتانيا والسنغال يأتي تنفيذا لرؤية استراتيجية تقوم من جهة على توسيع دائرة الحفاظ على الأمن القومي العربي وحمايته لتشمل الأحزمة التي حوله والمجالات الجغرافية المتصلة به، وتعتبر من جهة ثانية أن مساعدة تلك البلدان على تنشيط التنمية وتقليص نسب الفقر والبطالة من أنجع الطرق لحفظ الاستقرار وخلق بيئات طاردة للتشدّد والإرهاب الذي تعمل دول أخرى على نشره.

أظهر استقبال دولة الإمارات العربية المتحدة للرئيسين الموريتاني محمّد ولد الشيخ الغزواني والسنغالي ماكي سال، بشكل متتال في ظرف أقلّ من أسبوع واحد، توجّها إماراتيا نحو الانخراط بفعالية في عملية حفظ الاستقرار بمنطقة الساحل الأفريقي تلك المنطقة التي تشهد بعض دولها مدّا للحركات الإرهابية والمتشدّدة، على الرغم من أهميتها كأحد أحزمة الأمن القومي العربي الذي تشدّد الإمارات على مضاعفة جهود حمايته من التهديدات المتزايدة التي تحفّ به.

وتضع الإمارات جهودها لحفظ الاستقرار في منطقة الساحل الأفريقي تحت عنوان بارز يتمثّل في المشاركة في تنشيط التنمية بتلك المنطقة وتوفير بيئة طاردة للإرهاب والتشدّد من خلال محاربة الفقر وتقليص نسب البطالة.

ومن شأن تطبيق هذه الرؤية الإماراتية أن يغلق الباب أمام التدخلات السلبية لدول أخرى على غرار قطر وتركيا المتهمتين على نطاق واسع بزعزعة الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء بأفريقيا.

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، خلال جلسة مباحثات عقدها، الخميس، مع الرئيس السنغالي ماكي سال الذي بدأ زيارة للإمارات، إنّ الأخيرة “تسعى بالتعاون مع المجتمع الدولي إلى ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وتتطلع إلى دور جمهورية السنغال الصديقة المهم في تعزيز الحلول السلمية للأزمات التي تشهدها المنطقة”.

وكان الشيخ محمّد بن زايد قد أكّد خلال استقباله الأحد الماضي رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني أنّ الإمارات داعم أساسي لمجموعة دول الساحل الأفريقي معتبرا أنّ “هذا التجمّع يقوم بدور مهم في مواجهة مخاطر الإرهاب والتطرف”.

وتناولت مباحثات ولي عهد أبوظبي والرئيس السنغالي “العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتطويرها في المجالات كافة ومستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية إضافة إلى القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.

ونقلت عن الشيخ محمّد بن زايد قوله “العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية السنغال قوية ومتينة وتشهد منذ إقامتها عام 1973 تطورا مهما على المستويات كافة حتى أصبحت دولة الإمارات الشريك التجاري الأول للسنغال على مستوى الدول العربية، كما أن السنغال تعد شريكا مهمّا للإمارات في منطقة غرب أفريقيا”، مضيفا “اختيار جمهورية السنغال لتكون مقرا إقليميا لمركز الابتكار وريادة الأعمال الذي أقامته دولة الإمارات كان تجسيدا واضحا لهذا التعاون”.

مشروع محمد بن زايد للابتكار نموذج للدعم الذي تقدمه الإمارات للسنغال عبر صندوق خليفة لتطوير المشاريع

كما لفت الشيخ محمّد بن زايد إلى الأشواط التي قطعتها دولة الإمارات خلال السنوات الماضية في تعزيز وتعميق علاقاتها مع القارة الأفريقية “على أسس قوية من الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة والعمل من أجل التنمية والسلام والاستقرار لشعوب القارة”. واعتبر أن ذلك “يزيد من تعميق العلاقات الإماراتية السنغالية، خاصة وأن السنغال لها دور مهم وحضور مؤثر في أفريقيا”.

وتطرّق الرئيس السنغالي من جانبه إلى الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لبلاده من خلال صندوق خليفة لتطوير المشاريع، قائلا إن المشاريع التي يدعمها الصندوق يستفيد منها الشباب والنساء. وخص بالذكر من ضمن تلك المشاريع “مشروع محمد بن زايد للابتكار وريادة الأعمال”.

كما أشار إلى تعاون دولة الإمارات مع بلاده “في التصدي للإرهاب والعنف والجماعات التي تحصد الأبرياء في أجزاء من أفريقيا” مشيرا  إلى الدعم الإماراتي لـ“مركز داكار للأمن والسلم”. وقال إن بلاده تتشارك مع الإمارات تأكيدهما سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله. كما أكّد أنّ السنغال بلد مفتوح للشركات الإماراتية للاستثمار.

وأشرف الشيخ محمد بن زايد والرئيس ماكي سال على مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين عدد من الجهات والمؤسسات والسنغالية تهدف إلى تعزيز التعاون وتوسيع آفاقه في مجالات التطوير والتحديث الحكومي والتعليم وتطوير المشاريع ومكافحة الإرهاب إلى جانب التعاون الفني والعسكري والإنساني.