في ذكرى أزمة الرهائن..
تقرير عربي: إيران.. الراعي الرسمي للإرهاب العالمي منذ 40 عاماً

الحرس الثوري الإيراني (أرشيف)
في الوقت الذي تحيي فيه طهران الذكرى الـ40 لاحتجاز رهائن في السفارة الأمريكية، تزداد عزلة إيران الدولية، في ظل الثورات في العراق ولبنان، والتي تطالب بخروج إيران من المنطقة، ووقف تدخلاتها في شؤون الدول العربية، إضافة للعقوبات الأمريكية التي تُنهك الاقتصادي الإيراني الذي يعاني أصلاً من تراجع قيمة العملة المحلية، وانخفاض صادرات النفط إلى حد كبير.
وتتزامن الذكرى الـ40 لاحتجاز الرهائن الأمريكيين في إيران، مع الذكرى الأولى لإعادة فرض الولايات المتحدة العقوبات على طهران.
واندلعت أزمة الرهائن في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1979، واقتحام مجموعة من الطلاب الإيرانيين مبنى السفارة الأمريكية، واحتجزوا 52 أمريكياً من موظفي السفارة رهائن طيلة 444 يوماً، وطالبوا بعدها الولايات المتحدة بتسليم الشاه الذي غادر البلاد إثر احتجاجات ضد نظامه إلى أمريكا في يناير (كانون الثاني) للعلاج.
وبعد شهر من هروب الشاه، عاد الخميني إلى طهران في فبراير(شباط) 1979 بعد أكثر من 14 عاماً في المنفى، لتتردى إيران منذ ذلك التاريخ في أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، خاصة بعد أن ظن الكثيرون أن "الثورة" ستخلّص إيران، وتضعها على مسار المنافسة الدولية، لتحقيق طموحات الشعب الإيراني الذي كان ولا يزال يعاني الأمرين.
إرهاب الملالي
ومنذ وصول الملالي للحكم في إيران، ارتفع معدل العمليات الإرهابية التي استهدفت دولاً عدة، وكانت إيران والميليشيات التابعة لها في لبنان، واليمن، والعراقن المسؤولة عنها. وتعد أزمة الرهائن، وما تبعها المنعرج الحقيقي الأول الذي كشف حقيقة النظام الإيراني الجديد، وتوجهاته، وزيف ادعاءاته، فالتنكر لحرمة السفارات، واقتحامها الذي تكرر كثيراً في السنوات اللاحقة، في إيران، وفي خارجها بدعم من طهران، كان المؤشر الأول على حقيقة النظام وطريقة تعامله مع الدول الأخرى، سواءً كانت في المنطقة، أو في أبعد نقطة عن طهران، من أمريكا، إلى أفريقيا، ومن أوروبا إلى آسيا.
الأول عن تنفيذها.
وتشير وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" إلى تورط النظام الإيراني بين 1983 و1984 في شن أكثر من 100 عملية إرهابية، عبر مجموعات وتنظيمات دينية أشرف الحرس الثوري الإيراني على تدريبها وتجهيزها وتمويلها، مثل ميليشيا "حزب الله" و"حزب الدعوة الإسلامية" و"تنظيم جند الله".
وأسفرت الهجمات الإرهابية حسب الوثيقة الأمريكية عن سقوط 31 قتيلاً، ونحو 172 جريحاً، و8 مختطفين. نفذت إيران جميع تلك الهجمات الإرهابية خارج حدودها.
تفجيرات بيروت
وفي السنوات اللاحقة، لجأت إيران إلى توجيه عمليات إرهابية عن بعد، عبر أذرعها المسلحة في المنطقة، فنفذت عمليات إرهابية دموية ضد أهداف ومصالح غربية، مثل تفجير مقرات قوات حفظ السلام الأمريكية والفرنسية في بيروت، الذي أودى بحياة أكثر من 300 عسكري في أكتوبر (تشرين الأول) 1983.
خطف الطائرات
وبين 1985 و1988، انتقلت إيران إلى مرحلة جديدة من الإرهاب الدولي. ففي 14 يونيو (حزيران) 1985، اختطف عملاء المرشد الإيراني في بيروت، طائرة ركاب مدنية لشركة "تي دبليو أي" الأمريكية. وكانت الرحلة رقم 847 المتجهة من أثينا الى روما تقل نحو 153 مسافراً، واحتجز الخاطفون ركاب الطائرة أكثر من أسبوعين، وقتلوا أثناءها أمريكياً ورموا جثته في مدرج المطار.
وتوالى بعدها، مسلسل خطف الطائرات، مثل طائرة الخطوط الجوية العراقية التي اختطفها عملاء إيران في 1986 لتسقط بعد اختطافها وتودي بحياة أكثر من 60 مسافراً.
وفي 1988، خطف عملاء إيران من حزب "الدعوة الإسلامية" طائرة للخطوط الكويتية، وقتلوا كويتيين من أصل 90 راكباً كانوا على متنها.
بالتوازي مع خطف الطائرات، خطف عملاء إيران عشرات السواح والموظفين الغربيين واحتجازهم رهائن أشهراً أو أعواماً خاصةً في لبنان.
كما نفذوا اعتداءات بالقنابل والسيارات المفخخة في كل من بغداد، وبيروت، وباريس، وبيونس أيرس في الأرجنتين، خلفت عشرات الضحايا من المدنيين.
هجمات بوينس آيرس
وفي 1994 قاد انتحاري من ميليشيا حزب الله، المدعومة من إيران، شاحنة مليئة بالمتفجرات إلى مبنى جمعية المعونة المتبادلة اليهودية الأرجنتينية، وأسفر التفجير عن مصرع 85 شخصاً وإصابة أكثر من 300 آخرين.
تفجيرات سامراء
لم تكتف إيران بإرهابها في أوروبا والدول الغربية، وتشير التقارير إلى أن بصمات إيران واضحة في أكثر من هجوم إرهابي دموي وقع في الشرق الأوسط، ويقول القائد السابق لقوات التحالف في العراق بين 2004 و2007، إن قواته عثرت على أدلة دامغة تؤكد ضلوع إيران في تفجير المرقدين العسكريين بسامراء في 2006، التفجير الذي كان الشرارة التي أشعلت الحرب الأهلية في العراق.
وسعت إيران بعد ذلك لفرض هيمنتها على عواصم عربية عدة، عبر أذرعها الإرهابية، مستفيدة من الطائفية التي كانت أول من أذكى جذوتها في المنطقة بمد الميليشيات المسلحة مثل"حزب الله" وميليشيا الحوثي ومنظمات إرهابية أخرى بالأسلحة لإطلاق حروب أهلية واضطرابات في تلك الدول.
وتواصل إيران وأذرعها شن هجمات إرهابية في مياه الخليج، إضافة لاستهدافها منشأتي نفط سعوديتين في سبتمبر (أيلول) الماضي، واتهمت الولايات المتحدة والسعودية رسمياً إيران بالضلوع في الهجوم بعد تقارير عن العثور على أسلحة إيرانية في المنشأتين.
ومع اندلاع احتجاجات في العراق ولبنان، ومطالبة المشاركين فيها بخروج إيران من المنطقة، وجدت إيران نفسها في عزلة دولية أكبر من أي وقت مضى، خاصةً في ظل انهيار نظامها الاقتصادي، تحت وطأة العقوبات الأمريكية التي كان آخرها اليوم الإثنين، ضد 9 شخصيات محيطة بالمرشد الأعلى علي خامنئي، بينهم متورطين في هجمات إرهابية في لبنان ،والأرجنتين، ولعبوا حسب الخزانة الأمريكية، دوراً مهماً في تنفيذ سياسات النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار الإقليمي والدولي.