صلات محرجة لقطر..
تقرير: مزاعم قطر من براءتها بدعم الإرهاب ستسقط

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وأمير قطر الشيخ تميم
وكتب في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية أنّ الدوحة لجأت إلى جيش من مستشاري العلاقات العامة ذوي الرواتب الضخمة كي يساعدوها في الادعاء بأنها لا تقوم بما هو أكثر من مجرد دعم ناشطين سياسيين يصدف أنهم يعارضون التيار السياسي السائد. أتى ذلك خلال المرحلة التي تلت أزمتها الناشئة عن علاقاتها مع مجموعات إسلامية إرهابية.
تدعي قطر أنّ دعم مجموعات مثل حماس هو أفضل طريق لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفسلطينية وتزعم أيضاً أنّ الإخوان المسلمين ليسوا أكثر من مجرد منظمة سياسية. لكنّ هذه المزاعم لا تستطيع مواجهة الوقائع الصلبة. لقد تساهل الإخوان مع خلايا إسلامية إرهابية في مصر حين كانوا في الحكم إبان عهد محمد مرسي، وكان هذا أحد الأسباب الكثيرة التي أدت إلى الإطاحة به من الحكم. واعتماد حماس تكتيكات إرهابية وروابطها الوثيقة مع طهران أديا إلى تصنيفها من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على لائحة الإرهاب.
ماذا بعد الترحيب البريطاني الحار؟
حتى الآن استطاعت قطر أن تبعد الانتقادات حول سلوكها لدرجة أنّ تميم بن حمد آل ثاني تلقى مؤخراً ترحيباً حاراً خلال زيارته لندن حيث التقى بطيف من المسؤولين الحكوميين بمن فيهم رئيسة الوزراء تيريزا ماي. لم يتم التطرق إلى علاقات قطر بالإرهاب. لكن برزت الإشكاليات الكبيرة حول اتهامات الفساد بشأن منافسة قطر لاستضافة كأس العالم 2022. مع ذلك، من غير المرجح أن يتلقى الأمير مزيداً من الترحيبات الحارة على المستوى الدولي بالتزامن مع ظهور الصورة الحقيقية المتعلقة بالاصطفاف السياسي للدولة القطرية على الساحة العالمية.
دعم الدوحة وأنقرة للإسلاميين
لعل أبرز مؤشر على هذا الاصطفاف أوضحه إعلان قطر الاستثمار بقيمة 15 مليار دولار في تركيا بعدما تورطت حكومة رجب طيب أردوغان في حرب تجارية حاقدة مع واشنطن. يتقاسم أردوغان مع الدوحة النظرة المتطرفة نفسها إلى العالم ويدعم مجموعة واسعة من الإسلاميين الإرهابيين بمن فيهم حماس والإخوان. لن ترحب واشنطن بالتدخل القطري المالي في وقت اتهمت أنقرة إدارة ترامب بشن حرب اقتصادية ضدها بسبب طريقة تعاملها مع القسيس الأمريكي أندرو برانسون. لقد عومل الاخير كما عومل عشرات آلاف المواطنين الأتراك تحت حكم أردوغان الذي يتزايد قمعه.
الدوحة دائماً بجانب خصوم واشنطن
في محاولة لإطلاق سراح برانسون، فرض ترامب رسوماً جمركية عقابية على الصلب والألومينيوم التركيين مما أدى إلى نشوء أزمة اقتصادية وهبوط قيمة الليرة التركية. أضاف كوغلين أن لا مؤشر حول تراجع ترامب في هذا الموضوع إذ قال: "أعتقد أنهم يرتكبون خطأ رهيباً. لن يكون هنالك تنازلات". إنّ قرار قطر الأخير بتقديم العون المالي لتركيا لا يظهر فقط قربها من نظام أردوغان بل أيضاً برهاناً غير قابل للرد عن مكمن ولائها الحقيقي. عندما تصر الدوحة على أنها حليف وفيّ وموثوق به لواشنطن فإنّ الحقيقة هي أنّ الدوحة ستصطف دوماً إلى جانب خصوم الولايات المتحدة.
انتقد مستشار الأمن القومي جون بولتون الدعم المالي القطري لتركيا. وستتعمق التوترات بين الدوحة وواشنطن إذا واصلت الأولى علاقاتها الودية مع طهران في وقت تفرض الولايات المتحدة مزيداً من العقوبات على الإيرانيين.
إحراج آخر لقطر
تكشّفت صلات محرجة أخرى بين قطر والمتطرفين الإسلاميين حيث نشأ إشكال سياسي في لندن خلال هذا الصيف حول العلاقات الوثيقة لرئيس حزب العمال جيريمي كوربن مع حركة حماس. لقد أمضى كوربن مسيرته السياسية الكاملة وهو يتقرب من الإرهابيين بدءاً من الجيش الجمهوري الإيرلندي وصولاً إلى حزب الله. لكنّ الأسئلة في بريطانيا حول أهليته لقيادة حزب العمال برزت عقب علاقاته مع حماس خصوصاً ما تكشف حول مؤتمر حضره كوربن في الدوحة حيث تقاسم المنصة مع الإرهابي من حماس حسام بدران. كان الأخير قد سجن لسبع عشرة سنة في إسرائيل بسبب شن هجمات إرهابية قتلت 100 شخص قبل أن يُطلق سراحه في عملية تبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وكان الزعيم السابق لحماس خالد مشعل حاضراً المؤتمر وقد أعطاه القطريون اللجوء السياسي. كذلك، حضر المؤتمر الدكتور عبد العزيز عمر الذي تلقى حكماً بالسجن مدى الحياة بسبب هجمات إرهابية.
بالنسبة إلى الدوحة، يلقي الجدل الذي أثير في بريطانيا الضوء على ارتباط قطر الوثيق بأفراد وقضايا يدينها بشكل دوري سائر العالم الغربي المتحضر. والمشكلة التي تواجهها قطر الآن عقب تدخلها المالي في تركيا وصلاتها العلنية بمجموعات إرهابية مثل حماس هو أنّ ادعاءاتها بالبراءة ستسقط أمام التدقيق الوثيق بسلوكها.