راسخة في وجدان الجنوبيين

سالم العباب: الثقافة والفنون بحاجة لنفض الغبار

الفنان الجنوبي القدير سالم العباب

خاص (عدن)

قديماً كانت تصدح منارات الثقافة والمسرح من هذه المدينة التي اقترن باسمها، وصار معلماً مهماً من أهم معالمها. لكن حقبة الدهر القاتمة سعت جاهدةً لطمس معالم المدينة التي تعد الثقافة والمسرح أحد أهم ركائزها.

اليوم، ومع ومضات شعاع الأمل المشرق يحاول النور العودة لهذه المدينة مجدداً ليعلن عن انقشاع دهر الظلم والظلام، ليسعى بجهد جبار لترميم جدران الوعي وتصحيح مسار الثقافة والمسرح، وإعادتها إلى السطح المنير بعد أن غرقت في الظلام الدامس.

 - في البداية نرحب بك فناننا القدير سالم العباب في هذا لقاء؟

 

= أهلا وسهلا بكم، ونتشرف بك وبكافة طاقم الصحيفة، ونشكركم على هذه الاستضافة.

- الأستاذ الفنان الكاتب والممثل والمخرج المسرحي سالم العباب.. في البداية هل يمكن أن نتعرف على بداية مشوارك الفني والإبداعي؟

= بدأت عام 1973 من مسرح القوات البحرية، أول مسرحية (الفلاح) تأليف صالح علوي إخراج محمد حسين بيحاني.

- كيف جاء الفنان سالم العباب إلى عالم المسرح والإذاعة والتلفزيون، وما هو أول عمل شكَّل نقطة الانطلاق؟

= كنت جنديا بحريا، وكانت القوى البحرية تحتفل بعام تأسيسها، وكتبوا مسرحية للاحتفال، وكنت أحد المختارين لتمثيلها، ومن هناك كانت الانطلاقة.

- لماذا عشقت المسرح، وما الذي أضافته الدراسة الجامعية لمواهبك الفنية؟

= أنا بطبعي ميال للأدب، واكتشفت أن المسرح أبو الفنون، فانغمست به كهاو في البداية، ومن ثم جاءت مرحلة الدراسة، وفتحت عيوني على الأدب المسرحي العالمي، والإضافة هي زيادة المعرفة، أما الموهبة فهي هبة من الخالق.

- كم عدد أعمالك المسرحية والتلفزيونية والإذاعية، وكيف تصنفها بالترتيب والأهمية بالنسبة لك؟

= حوالي 40 مسرحية، وأهمها مسرحية (التركة) ومسرحية (الهبروقراطيا)، والتلفزيون حوالي 15 مسلسلا، أهمها (حنتوش) و(موال الصمت) و(فرصة أخيرة) و(أبواب مغلقة) ومسلسل (علي ولد زايد)، أما الإذاعة فمسلسلات كثيرة كممثل، وكتبت للإذاعة مسلسلات (أخوة وأبناء) والبرنامج اليومي (ما يصح إلا الصحيح) مع المغفور لهن أسمهان بيحاني ونبيلة حمود (رحمة الله عليهما).

- من الشخصيات التي رافقت تجربتك ودعمتك فنياً ومعنوياً؟

= المخرج محمد حسين بيحاني والرعيل الأول محمد مدي ومحمود اربد وعبدالله المسيبلي (رحمة الله عليهم).

- الفنان سالم العباب هل يخشى النقد الفني؟

= إطلاقاً.

- ما رأيك بتجربة المسرح العدني في مراحله التاريخية المختلفة؟

= تجربة رائدة ورائعة، ابتداء من البدايات الأولى عام 1904 حتى الآن، تجربه تتداولها الأجيال جيلا بعد جيل حتى وصلت اليوم إلى أيدي أمينة، جيل عمرو جمال وفرقة خليج عدن.

- من خلال تجربتك الفنية والإبداعية رافقت العديد من الرواد الكبار الذين أسهموا في إثراء الحياة الثقافية والفنية في الجنوب.. أيمكن أن تحدد أبرز محطات تعرفك وارتباطك الفني بهؤلاء الرواد الأوائل؟

= تعلمت فن الإلقاء أمام الميكرفون على يد الأستاذ محمد مدي وفي المسرح علي أيدي الأستاذ علي يافعي والمسيبلي، كانوا كبارا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

- ظهور التلفزيون في عدن، هل عمل على تشجيع ودعم المواهب المسرحية والفنية لتقديم إبداعاتها؟

= نعم عبر مسرح التلفزيون، والذي كان يعده ويقدمه الرائع علوي السقاف (رحمه الله)، والفرق نشطت وقدمت أعمالا درامية رائعة، مثل فرقة المصافي وفرقة المسرح الحديث وفرقة المسرح الطليعي وفرق المرافق الحكومية مثل فرقة الإسكان وفرقة الجيش وفرقة أشيد وفرقة الداخلية.

- كيف تقيمون تجربة ميلاد المسرح المدرسي وانتعاش المنافسات والمهرجانات الفنية السنوية؟

= المسرح المدرسي له دور فعال زمان، وكان نشاطه ممتاز، وترك بصمات رائعة في حياتنا المسرحية، وكان من رواده محمود هادي وأبوبكر القيسي وآخرون.

- ما هي في تقديركم أبرز أسباب وعوامل الركود والضعف والقصور التي يعاني منها المسرح اليوم، وكيفية معالجتها؟

= عندما رفعت الدولة، ممثلة بوزارة الثقافة، يدها عن الفنون والآداب، وأهملت دورها ومسئوليتها، حينها بدأ العد التنازلي للفنون والآداب، وهذا ما نلمسه اليوم من ركود وموت بطيء للمبدعين.

- أيمكن أن تذكر أبرز وأهم عمل مسرحي شاركت فيه، أو تمنيت المشاركة فيه ممثلاً أو مخرجاً؟

= مسرحية (التركة)، وقد تحقق حلمي.

- كيف يمكن الارتقاء بتجربة معهد جميل غانم للفنون في خلق الكوادر الفنية الإبداعية المؤهلة لرفد الحياة الفنية؟

= في حال تم إلحاق المعهد بجامعة عدن، وفصله عن مكتب الثقافة.

- البعض يطرح شعار إعادة إعمار الجنوب ثقافياً وفنياً بعد معركة التحرير والانتصار العظيم.. ما رأيكم؟

= الثقافة والفنون راسخة في وجدان الجنوبيين، وهي بحاجة فقط لنفض الغبار والركود الذي أصابها من يوم الوحدة التي دمرت ثقافة وفنون الجنوب.

- كيف ينظر الفنان الكبير سالم العباب للآفاق المستقبلية لتنمية وتطوير والنهوض الثقافي والفني الشامل في الجنوب؟

= الحمد لله لا يزال رواد الثقافة والفنون على قيد الحياة، فقط ردوا لهم اعتبارهم الذي همش خلال سنوات الوحدة وهم سينطلقون بفرحة لإعادة أمجاد عدن قلب الجنوب النابض.