أكاذيب الإعلام القطري..
لماذا تسعى "الجزيرة القطرية" ألى خلق أزمة بين قطر والجزائر؟

مظاهر التفاهم بين الإمارات والجزائر تقلق قطر
وجهت الدوحة بوصلتها الإعلامية إلى الجزائر بشكل مفاجئ؛ حيث أوعزت إلى ذراعها الإعلامية قناة “الجزيرة” لفتح ملف الاستثمارات الإماراتية في الجزائر، ليس من أجل تشجيع التعاون العربي- العربي، وإنما لإثارة القلاقل بين البلدين، وشحن الشارع ضد الرئيس تبون وحكومته.
واستهدفت “الجزيرة” رجلَ الأعمال الإماراتي أحمد حسن الشيباني، الذي قدم إلى الجزائر في 2004، وحرك عديداً من القطاعات التي كانت تعرف بعض الركود؛ مثل مجالات التبغ والبناء والحديد والصلب، وراحت تنتقد علاقاته مع رجال السلطة، وإقامته في جناح خاص بفندق الشيراتون بالجزائر العاصمة، ومروره خلال سفرياته عبر القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي، واتهمته بالفساد رغم أن القضاء الجزائري لم يذكره في أية قضية فساد ولم يعترف أي مسؤول بارتباطه بالشيباني.
محاولات يائسة
واستمرت الذراع الإعلامية لآل ثاني في الحديث عن الشيباني، دون تقديم دلائل أو وثائق، معتمدةً في تقريرها على همساتٍ من هنا وهناك، تحت مسمى ضابط في الأمن رفض الكشف عن هويته، وتعمدت بشكل لافت ربط نشاط رجل الأعمال الإماراتي بمستشار الرئيس السابق سعيد بوتفليقة؛ في محاولة منها لتوريطه بعلاقة مع العصابة التي يعتبرها الشارع الجزائري اليوم العدو الأول، ولتأليب الشعب على الحكومة لمتابعة استثماراته تحت عنوان علاقته بالنظام السابق الفاسد، وإدخال البلدين الشقيقين في أزمة دبلوماسية.
المحلل السياسي صادق الأمين
ويرى المحلل السياسي صادق الأمين، في حديثٍ إلى “كيوبوست”، أن “تناول أخطبوط الإعلام القطري مثل هذه القضايا أصبح يثير الكثير من التساؤلات والشبهات؛ خصوصاً أن هذا الإعلام هو نفسه كان عراباً لما يسمى بـ(الربيع العربي) الذي دمر دولاً عربية عمرها يمتد لآلاف السنين، مثل سوريا وليبيا واليمن والسودان.. وغيرها”، مشيراً إلى أن الجزائر كانت من الدول القليلة التي نجَت من الفتن والقلاقل التي أثارها هذا الإعلام المشبوه والموجه، من خلال غلق مكتب “الجزيرة” في الجزائر بداية هذه الألفية.
واعتبر الأمين أن محاولة “الجزيرة” حشر أنفها في قضايا اقتصادية جزائرية بحجة فساد أو سوء تسيير بعض الشركاء الاقتصاديين، يعد تدخلاً سافراً في شؤون دولة ذات سيادة يحكمها القانون، موضحاً أن مثل هذه القضايا هو من اختصاص العدالة الجزائرية وحدها.
وتابع الأمين بأن ما تقوم به قطر بذراعها الإعلامية هو محاولة يائسة لفك المقاطعة المفروضة عليها، عبر مساومة الجزائر من أجل لعب دور أكبر في حل الأزمة وإنهاء المقاطعة، مضيفاً أن “قطر تعلم جيداً أن الجزائر لا يمكن، ولن تسمح أن تكون مسرحاً لصراعاتها، وأن على الدوحة أن تعيد النظر في سياستها الإعلامية الفاشلة في المنطقة العربية إن هي أرادت فعلاً العودة إلى حضن المجموعة العربية”.
هجوم متواصل
ولم تهدأ الدوحة، وراحت بعد يومين من نشر تقريرها حول الشيباني لتفتح ملف استثمارات شركة “إعمار”، التي وصفت مالكيها بـ”أصدقاء الرئيس بوتفليقة” ممن استغلوا علاقتهم بسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، لتتسلم عديداً من المشروعات؛ وأبرزها منتزه “دنيا بارك” الذي خصصت القناة له تقريراً “سلبياً” يتهم القائمين عليه بالفساد، وغياب الشفافية، وتضارب المعلومات، دون ذكر أي مصدر موثوق.
أستاذ العلوم السياسية رابح لونيسي، اعتبر في تعليق أدلى به إلى “كيوبوست”، أن قضية رجل الأعمال الشيباني وشركة “إعمار” ليست إلا مظاهر اقتصادية لصراع سياسي حول النفوذ في المنطقة، معتقداً أن “الهجوم على الجزائر يرجع إلى شعور قطر بأن الجزائر أعطت مصالح واستثمارات أكبر للإمارات على حساب قطر التي تضررت كثيراً إلى درجة الاختناق بسبب المقاطعة، بالاضافة إلى الأزمة النفطية التي باتت تهدد عديداً من الدول؛ ما سيدخلها في حرب حادة حول مناطق الاستثمار، وتعد الجزائر إحدى هذه المناطق”.
الإعلامي خالد زبيدي
في السياق ذاته، اعتبر الإعلامي خالد زبيدي، في حديث إلى “كيوبوست”، أن تسليط “الجزيرة” الضوء على كواليس العلاقة الجزائرية-الإماراتية خلال فترة حكم النظام السابق، يطرح تساؤلاتٍ وعلامات استفهام؛ خصوصاً أنها اعتمدت في حملتها على مصادر إعلامية “فرنسية”، و”معلوم أن فرنسا الرسمية وغير الرسمية تكنان حقداً دفيناً تجاه كل ما هو جزائري، فهل تقود قطر حرباً بالوكالة؟!”، موضحاً أن قطر متورطة في تمويل قناة “المغاربية” المعارضة للنظام الجزائري، وتبث من فرنسا بعد انتقالها من بريطانيا، ثم توقفت بعد تدخل السلطات الجزائرية لدى فرنسا إثر تسجيل عدة انتهاكات وخروقات لحرية التعبير والإعلام، كما سعت قطر للتدخل في الشأن الداخلي للجزائر خلال الحراك الشعبي؛ حيث أبرقت إلى سفارتها بالجزائر للتعجيل في منح تأشيرات الدخول لشخصيات محسوبة على المعارضة ممن يسعون لتصدر المشهد وتسويق صورتهم على أنهم قيادات الحراك الجزائري.