نظام مير محمدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
"من طهران إلى الشرق الأوسط.. كيف يعيق ولاية الفقيه الاستقرار؟"
منطقة الشرق الأوسط کانت ولازالت تعتبر من المناطق الاستراتيجية الحساسة في العالم حيث کما تتشابك فيها المصالح الدولية فإنها وبنفس السياق تتقاطع، والمعروف عنها إنها کانت أيضا ولازالت من المناطق المتسمة بتوتر بسبب القضية الفلسطينية بالدرجة الاولى والتي وبسبب منها تداعى الصراع العربي ـ الاسرائيلي، ولکن هذا التوتر قد تزايد کثيرا حتى إنه قد فاق الحدود والتوقعات في بعض الاحيان بعد سقوط نظام الشاه في إيران عام 1979، ومجئ نظام ولاية الفقيه الذي الى جانب قيامه بإستخدام القضية الفلسطينية من أجل تحقيق أهداف ومطامع خاصة وتنفيذ مخططات ذات طابع ديني متطرف، فإنه قد قام بإثارة النعرات الطائفية وإستخدمها کرأس حربة في ضرب أمن وإستقرار دول المنطقة وإضعافها وإبتزازها.
بعد فترة قصيرة نسبيا على مجئ هذا النظام، باتت البوادر المثيرة للتوجس والقلق تظهر على تصرفات وأفعال هذا النظام وبشکل خاص من حيث ميلها لزعزعة الامن والاستقرار وفرض الوصاية عليها، ومع إن بلدان المنطقة حاولت على الدوام التواصل مع هذا النظام السعي من أجل إيجاد القواسم المشترکة من أجل الوصول الى التآلف والعيش المشترك بأمان، لکن بوي هذا النظام مغردا خارج السرب ومع إنه کان يبدو في الظاهر کمن يسعى لمسايرة دول المنطقة والعالم والتماشي معها لکنه وفي حقيقة أمره کان يعمل بالاتجاه المخالف ووفق ما يملي عليه نهجه.
الامر الذي ساهم بتعقيد الدور السلبي لهذا النظام من حيث تأزيم الاوضاع في المنطقة وتوتر الاجواء فيها، إنه قد قام بإستخدام نفوذه في المنطقة وإثارة الحروب والازمات فيها کعامل وکوسيلة من أجل التأثير على أوضاعه الداخلية وبشکل خاص عندما بدأت الاصوات ترتفع ضده من جانب الشعب الإيراني وتسعى من أجل مواجهة دکتاتوريته التي فرضها تحت يافطة الدين.
وقد تداخلت وتعقدت الاوضاع في المنطقة ووصلت الى حد إثارة المخاوف من إخضاع الامنين القومي والاجتماعي في بلدان المنطقة لمخطط مشبوه يسعى النظام الإيراني الى تحقيقه بطرق ملتوية من خلال وکلائه وقد کان العامل الديني ببعده وعمقه الطائفي هو أساس هذا المخطط، وبقدر ما کانت دول في المنطقة تسعى من أجل مواجهة هذا المخطط وإجهاضه، فإن النظام الإيراني کان يتفنن في إيجاد الطرق والاساليب التي تقف بوجه تلك المواجهة وتضعف من قدارتها الفعالة، ولذلك فقد بقي هذا النظام لاعبا مهما في المنطقة من حيث إبقاء أسباب التوتر والتأزم قائمة والسعي من خلال ذلك لإظهار نفسه بمثابة صاحب القدح المعلى في رسم وتحديد الاوضاع في المنطقة.
إصرار النظام الإيراني على التمسك بنهجه وعدم التخلي عن طموحاته بفرض الوصاية على المنطقة والمحافظة على نفسه، هو السبب الذي دفعه على الدوام لرفض ومواجهة أي إتجاه أو سياسة تستهدف المحافظة على السلام والامن في المنطقة وضمان إستتبابها، ومع إن الهزائم المنکرة التي لحقت بمشروع النظام إقليميا وتصور مراقبين ومحللين سياسيين بأن هذا النظام وبعد عودة دونالد ترامب سوف يرعوي ويستجيب للمطالب الدولية التي تدعو لتخليه عن صناعة وإنتاج الاسلحة النووية، لکن وبعد 5 جولات من المفاوضات النووية ظهر واضحا بأن هذا النظام لا يمکنه التخلي عن طموحاته ومخططاته التي رسمها في ضوء نهجه، وهذا ما يعيد للذکرى ما کانت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، قد أکدت عليه من إن هذا النظام لو تخلى ليوم واحد عن نهجه فإن ذلك سيٶدي الى سقوطه وإنهياره، ولذلك فإنه وعلى الرغم من هشاشته والمرحلة الحساسة التي يمر بها، فإنه أصر على رفض الانصياع للمطالب الدولية وأصر على متابعة مشواره في الاتجاه المضاد وهو الامر الذي قاد الى السيناريو الحالي الجاري بين إسرائيل وهذا النظام، فهو لا يريد البتة أوضاعا آمنة ومستتبة في المنطقة لأنها لا تناسبه وتعمل في النتيجة النهائية على التأثير السلبي على مخطتاته التي يريد تنفيذها في المنطقة وجعلها أمرا واقعا.
مفتاح حلّ قضية إيران
كلمة مريم رجوي في ندوة بالبرلمان الإيطالي بتأريخ 16 أبريل 2025
"... قبل عقدين، وفي اجتماع للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، قدّمتُ "الحلّ الثالث" بشأن قضية إيران، وقلتُ يومها:
إنّ المجتمع الدولي ليس مضطرًا للاختيار بين الملالي المزودين بالقنبلة النووية وبين الحرب.
هناك حلّ ثالث، وهو التغيير الديمقراطي على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظّمة.
دعوني أؤكد اليوم مرةً أخرى:
الشعب الإيراني لا يرضى بأقلّ من إسقاط الديكتاتورية الدينية وإقامة جمهورية حرّة وديمقراطية.
إيران حرّة، غير نووية، قائمة على فصل الدين عن الدولة، وفقًا للبرنامج ذي النقاط العشر الذي طرحته المقاومة الإيرانية.
هذا النظام لن يتخلّى أبدًا عن القمع، وتصدير الحروب، والإرهاب، والمشروع النووي.
تجربة 46 عامًا الماضية أثبتت أن هذا النظام لا يلتزم بأيّ عهد أو تعهّد.
فحتى بعد كشف المقاومة لمواقع النظام النووية السرّية عام 2002، اضطر خامنئي إلى القبول بختم منشآت تخصيب اليورانيوم بالشمع الأحمر.
لكن بعد عام واحد فقط، كسرت جميع الأختام، وعادت أنشطة النظام النووية إلى التوسّع من جديد.
نعم، مفتاح قضية إيران بيد الشعب الإيراني ومقاومته.
يمكن إيقاف حروب النظام، ولكن الطريق إلى ذلك هو إسقاط هذا النظام.
يمكن قطع يد الملالي عن القنبلة النووية، ولكن السبيل إلى ذلك هو الإطاحة بهذا الاستبداد الوحشي.
ويمكن وضع حدٍّ لإرهابه العالمي، لكن ذلك يمرّ عبر إنهاء حكم عرّاب الإرهاب الرسمي.
نعم، عبر المقاومة المنظمة، والانتفاضة، وجيش تحرير الشعب الإيراني، يمكن ويجب إنهاء الاستبداد الديني الحاكم في إيران..."