نظام مير محمدي يكتب لـ(اليوم الثامن):

إيران.. كواليس المرحلة الجديدة من قمع المرأة بحجة "الحجاب"

إن الإجراءات القمعية التي قام بها النظام ضد النساء، والتي اتخذت أبعادًا غير مسبوقة منذ 13 أبريل مع الضرب والعنف ضد النساء، قد أمر بها خامنئي قبل 10 أيام. وفي 3 أبريل/نيسان، قال: "يجب على الجميع احترام مسألة الحجاب" و"الحكومة والسلطة القضائية ملزمتان بالوفاء بمسؤولياتهما الشرعية والقانونية فيما يتعلق بمسألة الحجاب". وفي 10 نيسان/أبريل، قال بلهجة قوية وتهديدية: "إن نظام الجمهورية الإسلامية مسؤول عن انتهاك الأعراف الدينية، ويجب ألا يفشل المسؤولون والشعب، وعلى القادة أن يقوموا بواجبهم، سواء كان جيدًا أو سيئًا".

وبعد هذا الأمر من خامنئي؛ أعلن باسدار رادان، قائد قوة الشرطة، أنه اعتبارًا من يوم السبت 13 أبريل، سيتم التعرف على الأشخاص الذين يرتدون الحجاب بأجهزة ذكية. (وسائل الإعلام الحكومية، 10 أبريل). وفي الوقت نفسه، هددت قوات الشرطة القمعية النساء في مختلف المحافظات.

ويبدو أن هذه الإجراءات القمعية للنظام تتم بحجة مراعاة الحجاب و"الشريعة" و"الحكم الإسلامي" و"حرمة الدين" وما شابه ذلك، لكن في الواقع يسعى خامنئي إلى تحقيق الأهداف الواردة في هذه المقالة من خلال تكثيف وقد تمت معالجة اضطهاد المرأة. 

وفي خضم سعي النظام الإيراني المستمر إلى فرض الحجاب الإلزامي، ترتفع الأصوات المعارضة، مما يكشف الطبيعة الحقيقية لهذه الحملة القمعية. المتقاعدات في مختلف المدن يصرحن بجرأة: "شعارهن الحجاب، لكن عملهن نهب وسرقة!" وتكشف هذه الهتافات عن وعي عميق بين الشعب الإيراني المضطهد، الذي يرى من خلال محاولات النظام المستترة لإخفاء فساده واستغلاله خلف واجهة من التقوى الدينية.
وفي مقدمة من يفرضون أحكام الحجاب كاظم صديقي أمين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومن عجيب المفارقات أن صديقي نفسه متورط في فضيحة اختلاس تتعلق ببستان كرز. وعلى الرغم من هذا الكشف، اختار ولي الفقيه للنظام علي خامنئي الإبقاء على صديقي في منصبه، مما يسلط الضوء على نفاق النظام الصارخ وتواطؤه في الفساد.
وقد أثار دعم النظام للمسؤولين الفاسدين مناقشات داخلية، حيث تجرأ البعض على التشكيك في موافقة خامنئي الضمنية على السلوك الإجرامي. وقال مسيح مهاجري، رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الإسلامية، بكل وقاحة: "لا يمكن إجبار المجتمع على الالتزام بالدين والحجاب حتى يتم توضيح مصير الداعية الكافر وقضية بستان الكرز". وتؤكد مثل هذه التصريحات الجريئة على خيبة الأمل المتزايدة إزاء استغلال النظام للدين لتحقيق أهدافه الشائنة.
ويكشف الشعار الذي يتردد خلال الاحتجاجات "شعارهم الحجاب لكن عملهم نهب وسرقة"، عن الهوة المتسعة بين خطاب النظام وأفعاله. وعلى الرغم من ادعاءاته بالتمسك بالقيم الإسلامية، فإن النظام متهم بتحريف الدين لتبرير قمعه ونهب موارد الأمة. ويرفض الإيرانيون العاديون الخلط بين الفظائع التي يرتكبها النظام والمبادئ الإسلامية الحقيقية، مدركين أن الدين قد تم استخدامه كسلاح من قبل النخب الدينية للحفاظ على قبضتهم على السلطة.
ومع تكثيف النظام قمعه للمعارضة، واللجوء إلى عمليات الإعدام والقمع الوحشي للنساء، فإنه يخاطر بإذكاء المزيد من الاضطرابات. ويهدد الغضب المتأجج داخل المجتمع، والذي تغذيه الصعوبات الاقتصادية والقمع السياسي، بالتحول إلى تمرد واسع النطاق. وكانت هتافات الشعب، التي تردد مشاعر 'الفقر والفساد وارتفاع الأسعار، نحن ذاهبون للإطاحة'، خلال الانتفاضات المناهضة للنظام، بمثابة تذكير مؤثر بتصميمهم على تحدي الوضع الراهن.
وفي مواجهة القمع المتصاعد، تستمر المقاومة المنظمة في اكتساب الزخم، حيث ترفع وحدات المقاومة شعار "المرأة، المقاومة، الحرية". وتعكس هذه الصرخة تحدي النساء والرجال الإيرانيين الذين يرفضون إسكاتهم بسبب كراهية النظام للنساء وطغيانه. ومع انضمام المزيد من الأفراد إلى صفوف المقاومة، متحدين في رفضهم للديكتاتورية، أصبحت قبضة النظام على السلطة ضعيفة على نحو متزايد.
لقد أظهر التاريخ أن كل محاولة يقوم بها الطغاة لقمع المعارضة لا تؤدي إلا إلى التعجيل بسقوطهم. لقد برزت النساء الإيرانيات، على وجه الخصوص، كقائدات شجاعات في النضال ضد الطغيان الكاره للنساء، وعلى استعداد للتضحية بكل شيء من أجل قضية الحرية. ومع لجوء النظام إلى اتخاذ تدابير يائسة على نحو متزايد للحفاظ على قبضته على السلطة، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز عزيمة أولئك الذين يجرؤون على الحلم بإيران حرة وديمقراطية.

 

الکلمة الأخيرة: 

قالت السيدة مريم رجوي في المؤتمر الدولي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في باريس حول حقوق المرأة ومستقبلها:

"... إن تغيير الوضع الحالي وإنهاء عهد الظلام وفساد العصر اللذان یستهدفان النساء أكثر من أي وقت أخر، يتحقق قبل كل شيء في إيماننا وعقيدتنا.
أنا أؤمن أنه يمكننا، بل ويجب علينا، أن نبني عالما جديدا قائما على الحرية والمساواة.
أنا أؤمن أن مشاركة المرأة على قدم المساواة في المجالين السياسي والاقتصادي هي ضمان للحرية والديمقراطية والأمن والعدالة والتقدم.
أنا أؤمن أن هزيمة التطرف والاستبداد الديني الذي يحكم إيران أمر ممكن بفضل ريادة ونضال وتحرر النساء والرجال الإيرانيين.
والنساء هن قوة تغيير مصير الشعوب في العصر الحالي..." 

وفي الختام، هناك نقطة مهمة للغاية يتعمد خامنئي وأعضاء حكومته عدم ذكرها، وهي أن المرأة في طليعة الانتفاضة وحركة الاحتجاج، ومحاولة النظام قمع المرأة هي جزء من استراتيجية القمع للتعامل مع انتفاضة الشعب الإيراني وتأجيل الإطاحة الحتمية بهذا النظام.