كلمة اليوم الثامن..

الأرضية الصلبة لصناعة السلام في اليمن

زار وفد من الاتحاد الأوروبي العاصمة الجنوبية عدن، والتقى بالقيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ومحافظ العاصمة السيد أحمد حامد لملس، ورئيس وأعضاء حكومة المناصفة في قصر معاشيق.

الزيارة جاءت ضمن جهود الدفع بالتسوية السياسية لحل الأزمة اليمنية التي افتعلها الحوثيون الموالون لإيران، بالانقلاب على سلطة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي في مطلع العام 2015م.

وهو الانقلاب الذي دفع الدول الإقليمية الى التدخل العسكري لمنع سيطرة الحوثيين على الجنوب والملاحة الدولية ومضيق باب المندب.

لكن الحديث عن التسوية السياسية والسلام في اليمن، يبدو انه لا يزال بعيداً، فخارطة التحالفات تغيرت كثيراً، فالتنظيم الحاكم لليمن منذ فبراير (شباط) 2012م، دخلوا في تحالفات علنية وواضحة مع الحوثيين الموالين لإيران، والسبب تقاطع المصالح بينهما في محافظة شبوة النفطية ناهيك عن ان الحوثيين باتوا يحققون مكاسب ميدانية في مأرب، بفضل هذه التحالفات، الأمر الذي دفع الى انسحاب قوات التحالف العربي (السعودية والإمارات والبحرين)، من شبوة بعد ان تم الوصول الى معلومات تؤكد وجود مخططات حوثية إخوانية لاستهداف التحالف العربي وقواته المرابطة في شبوة.

ولأن السلام في اليمن بحاجة إلى أرضية صلبة لبناء سلام مستدام، فلا بد من التأكيد على قواعد هذه الأرضية، بداية من الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته، لأن هذه الخيار هو خيار المنتصر الوحيد على الحرب ضد الحوثيين.

المجلس الانتقالي الجنوبي وخلال لقاء رئيسه السيد عيدروس الزبيدي بوفد الاتحاد الأوروبي الزائر، أكد عل أهمية تنفيذ بنود اتفاقية الرياض، التي تمثل أهم القواعد الأساسية للأرضية الصلبة، وبنود الاتفاقية تنص على سحب الإخوان للميليشيات من شبوة وأبين ووادي حضرموت والدفع بها للدفاع عن مأرب التي من المهم ان تبقى بعيدة عن الحوثيين، حتى يصبح التفاوض على الشراكة اليمنية الشمالية في صنعاء، بدلا ان يكون كل اليمن الشمالي في قبضة الحوثيين.

من الصعوبة ان تكون هناك تسوية سياسية على حساب الجنوب المحرر من الحوثيين وصاحب الحضور القوي في الحرب ضد الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، لذلك اخراج الإخوان من الجنوب والدفع بهم كقوة سياسية منافسة للحوثيين في الشمال تبدو من القواعد المهم التي من الممكن البناء عليها لتحقيق السلام، لأن انفراد الحوثيين بسلطة سياسية وعسكرية مطلقة في الشمال، تجعل من الصعوبة ان يسمح الجنوب للإخوان ان يكدسوا قواتهم في الجنوب دون مواجهة الحوثيين التي يفترض ان تكون ساحة المواجهة في حدود مأرب الغربية باتجاه صنعاء، لا ان تكون في شبوة ووادي حضرموت.