الكويت.. لازالوا يعايروننا على التحرير!!

أشفق على بلدي الكويت، وأشفق على طيبة اهل الكويت، وأشفق على الخجل المتوارث الذي أورثه الأباء الى الأبناء والذي لئن كان مناسباً في زمن الطيبين لكنه يقيناً لا يتناسب في زمن الوقاحة وزوال الخجل، وأشفق على قوة أحتمال وصبر الكويتيين الطويل – الطويل على سفاهة وجلافة وسفالة وشهوة الطمع والحسد والطعن من الخلف الذي لا يحسنه الا مٓن تربى على الخيانة واحضان البداوة ولجهالة والخباثة، ولا زال رغم التنوير والعلم والانفتاح لم تزل ترسبات الجاهلية والبداوة لم تزل من صدورهم، لقد فاق صبر الكويتيين، صبر نبي الله أيوب عليه السلام في سقمه من نزق وجلافة هؤلاء …!!!

ماذا يريدون من الكويت، ولماذا كل هذه السكاكين المسمومة المجتمعة التي أظهروها دفعة واحدة ليغرزوها بظهر الكويت، الطعن ليس من غرباء اومن الداء للكويت، إنما من أخوة نحسبهم اهلنا وقوة يحمون في ساعة الشدة والمِحنة ظهرنا ونحمي نحن ظهورهم، ما هذا، وما وراء ذلك، وماذا يريدون، وما الغرض والهدف من شحذ سكاكينهم المسمومة للطعن بالكويت والتشكيك بسياستها، هذه الكويت التي لم تكن عبر تاريخها الا رمزاً. للاخوة وعنواناً للصدق والوفاء، لقد قال الحق، فهل جزاء الاحسان الا الاحسان، هل اساءت الكويت ام أحسنت لهم حتى يكافؤوها بالإساءة بدلاً من الاحسان، لماذا الضغط على الكويت وما الهدف، نسأل ولا نتوقع منهم جواباً نقول ما المناسبة حتى يفتحوا افواههم العفنة وينفثوا ذرات عفونتهم وسمومهم وإساءتهم وآخراً معايرتهم وتذكيرنا صباح مساء عن دورهم وفضلهم بتحرير الكويت من الغزوالعراقي الاثم، متجاهلين اويجهلون أويعانون ربما من مرض الغرور اوالرمد وقصر النظر ان الكويت كانت ضحية، ولم تكن الهدف الأخير لشهية وشبق ونهم ديكتاتور العراق الذي لونجح باقتناص صيده الثمين، لتوج نفسه إمبراطوراً لا يُنازع لا على العراق والكويت، فالكويت أرادها ممراً ليفرض سطوته، على أخر قرية أوكفر في أقصى شمالي الوطن العربي، ولأخرج الإمبراطور الأشوري منوخد منصر من قبره ليشهد له على عظمته وباسه وانه البطل الأسطوري الذي ولدته أمه في زمن لا تلد الأمهات ابطالاً أسطوريين، وليُشهده ان ما فعله المجرم صدام حسين عجز حكام العراق السابقون فعله، هل تذكرون ماذا قال حسني مبارك في كلمته التاريخية في ال٩ من اغسطس ١٩٩٠، قال “صدام مش عايز الكويت، دي الكويت أد كده، هوعاوز يحكم القاهرة ” انتهى الاقتباس، قطعاً ان يضع صدام عينه على مصر ليس بالضرورة ان يضمها محافظة من محافظات العراق، لكن ان يفرض هيمنته على كل مصر وعلى كل الوطن العربي من مشرقها وخليجها ومغربها وان تصدر التعيينات والقرارات من خلال القصر الجمهوري في بغداد، من هنا اقول لا فضل لأحد بعد الله على تحرير الكويت، فالذين تألفوا على تحرير الكويت خافوا على أنفسهم وخافوا على مصالحهم، أمريكا عندما أطلقت اول صاروخ إيذاناً بتحرير الكويت لم تقل من اجل سواد عيون الكويتيين اومن اجل دموع أطفال واسرى وشهداء الكويت، إنما قالت من احل مصالح أمريكا، فهل هذا يكفي، ومع ذلك فالكويت دفعت ولازالت وعوضت ما خسرته كل الدول التي شاركت لتحريرها من براثن الاحتلال. العراقي …؟؟؟!!!

ان معايرة الكويتيين في هذا التوقيت الذي يتزامن مع تاريخ الغزوالغاشم ليست من قبيل التعاطف اومواساتهم بالذكرى الأليمة، انما ضرب للكويت من قناة الغزو، وطعن بالظهر، وخلط للأوراق، وتحذير للقادم، وتفشيل لمساعي الكويت الحميدة التي اختلقوها، خصوصاً ان أغلب ما كٌتب وقِيل في صحافتهم، وعبر وسائل اعلامهم لا يخرج عن كونه تسطيحاً وتدليساً وقفزاً على الحقائق، لذلك اقول الكذب حبله قصير والحقائق مهما طُمست لكنها لن تموت حتى وأن طال الزمن، فلسوف يأتي يوم ليجتمع الناس على الحقيقة، كذلك الناس ليسوا كلهم جهلاء اوسذجا اوحمقى حتى يصدقوا ترهاتهم واضاليلهم ..!!!.. ان المدنية والتطور والحضارة لا تتجلى بالتخلي عن الملابس القديمة وارتداء زي جديد يساير حركة التطور والمدنية، فالملابس لا تنقل الانسان من كوة الجهل الى فناء التنوير والمدنية، العقل وحده الذي ينقل الانسان من أدران الجهل الى احضان المدنية سلوكاً واخلاقاً وممارسة، لذلك كم من الجهال والقاصرين ملابسهم حديثة وأنيقة وغالية ولكن عقولهم واخلاقهم وسلوكهم، سلوك البداوة، الذي يدل على انهم مازال طبع البداوة متأصل فيهم، يقول الشاعر ” ووا عجباً كم يدعي الفضل جاهل،،، ووااسفا كم يدعي النقص فاضل …!!!

أننا اذ نتعجب من هذه الحملة الظالمة وغير المبررة على الكويت، لكننا نفهم ان هدفها إجبارها حتى تتخلى عن الحياد والاصطفاف ألى جانبهم والمشاركة بضرب الحصار الظالم على قطر وتجويع شعبها، نقول الكويت لا ولن تثنيها الضغوط وستبقى على حيادها وتبذل مساعيها الحميدة فان اصابت أصاب الجميع وان فشلت، فالفشل يسجل عليهم، وستبقى الكويت بلد المحبة، وراية السلام …!!!

 صحفي كويتي