فكري قاسم يكتب:

يمني وافتَحر !

زمان أيام ما كان معانا دولة كان الواحد مننا حتى وهو طفشان من الوضع يقول بالفم المليان " أنا يمني وافتخر" وكان عندنا مانفتخر به بين الخلق، على الأقل كان معانا علم واحد ومعانا في البلد حاجات بسيطة تخليك بين الناس مفتخر.

اليوم اختلف الحال وكل الذين تسلموا مهام ادارة شؤون حياتنا خلال الاربع السنوات الفائتة جعثونا وفحرونا فحر وسرقوا منا كل شيء حتى مشاعر الفخر سرقوها علينا وكلما اشتي اقول بلسان فيصح " انا يمني وافتخر " لسان حالي يكذبني واكتشف أنني في حقيقة الحال " يمني وأفتحِر" .

ايوه والله انا يمني افتحر فحر الحمير في الحياة عشان اشياء بسيطة تساعدني على العيش، كأن آكل واشرب وادرس اطفالي وأدفع ايجار البيت وأفتخر قدام زوجتي مرة واحدة آخر كل شهر اننا رجال ومعي معاش، لكن وحتى هذا الفخر البسيط سرقوه مننا عيال الحرام وخلونا ندخل بيوتنا ونخرج منها الى السوق من دون أي مشاعر فخر، واصبحوا السرق في الحياة وعيال السوق هم الرجال الشطار اللي ييُفخر بتاريخهم النضالي وانا واللي زيي من الناس، الرجال اللي نفتحر بتاريخنا وأحنا احياء ونفتحر وأحنا ميتين واهلنا يفتحروا معانا وبلادنا تفتحر مثلنا وحظنا من المفخرة قليل وحظ الفحررة وفير وكل شيء من حولنا يفحررنا طريق طريق واحنا صامدون بكل فًحرٍ واهتزاز.

الدولار في السوق يفحر ابتنا فحر، والأوضاع الأقتصادية تفحررنا وتفحسنا فحس والحوثي في مناطق سيطرته يفحر ابتنا فحر ويشتينا نتفخر به ! على موه نفتخر بالحوثيين طيب؟ والله مالي علم.

والشرعية تفحر ابتنا في مناطق سيطرتها وكل شوية تجيب لنا ناس هبل يتميدروا علينا وتشتينا نفتخر بها !ايش عملت الشرعية اللي تفتحر في الرياض عشان نفتخر بها في الداخل ؟ والله مالي علم .

ودول التحالف التي نفتحر بدورها البطولي في مساعدتنا بالتخلص من الإنقلاب واستعادة الشرعية لها اربع سنين تفحرنا برا وبحرا وجوا ومالقينا منهم غير الفحير وكيف نفتخر بهم طيب ؟ والله مالي علم !

اشتي اصيح بكل صوتي واقول: انا يمني وافتخر، لكن عيال السوق ماعد خلوا لنا مجال .. إذا وصل اليمني الى أي مطار يفحروه فحر.

وحتى دول الجوار اللي جائت تحررنا ولا دولة منهن للاسف تقبل اليمني في بلادها وتشتينا نجلس نفتحر في بلادنا ونفتحر بهم كجيران.

وكيف اقول يمني وافتخر، وإحنا اليمنيين انفسنا مانقبل بعضنا البعض كشعب واحد وأمة واحدة، وكل واحد مننا يفحر الثاني بلا رحمة ولا شفقه وكلما جينا نفتخر بشي مليح في بلادنا، نفتحر به ونفحره ويفحرنا ولماعد نقدر نواصل الفخر بأي شيء.

كان معانا الوحدة اليمنية نفتخر بها، فحرنا ابو هذه الوحدة فحر وغوبرنا بها وأصبحت مجالا مفتوحا للفحر اليومي بين الشمال والجنوب.

وكل شيء في بلادنا في وظعها الراهن عموما لايدعوا للفخر وانما يدعوا للفحر .. لا معانا دولة سوى ولا حكومة بنت ناس ولا أحزاب سياسية عندها مروءة ولا معانا سياسين محترمين ولا جيش يمكن الافتخار به واصبح لدينا في حياتنا السياسية والدينية والأقتصادية رموزا هبلا وسخيفة ولايستطيع الواحد معها ان يرفع رأسه حتى شبر واحد الى السماء.

والذي كان يفتخر انه موظف ومستور اصبح الآن يفتحر وهو مراعي للراتب المسروق. والفقير اللي كان يفتخر ان عياله متفوقين في الدراسة اصبح الان يفتحر وهو يشوف عياله بلا دراسة وعيال السوق يدرسوا ويتفوقوا والحياة متصالحة معهم.واللي كان يفتخر انه ناجح في عمله أصبح الان يفتحر وهو جالس في البيت يشوف شوية فرغ بني فرغ يشتغلوا ويطلبوا الله مع كل طرف وأمورهم سالكه وحايتهم عال العال وهو مقعلل في البيت .

بين الفخر والفَحر الفارق بسيط على اية حال، يدركه جيدا اليمنيون الذين عاشوا في هذا الزمن الـ(...) الذي مافيش معانا فيه مايجعلنا نفاخر بين الأمم بشيء غير اننا شعب صامد ومفحور وملطوم من الكل