الحرب اليمنية..

تقرير: قلق اممي من "عسكرة" موانئ الحديدة على البحر الأحمر

البعثة الأممية مستعدة لمعالجة شواغل عسكرة موانئ الحديدة

الحديدة

عبرت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاقية الحديدة الثلاثاء عن قلقها من "عسكرة" موانئ الحديدة على البحر الأحمر غرب اليمن، في إعلان يؤكد صحة الاتهامات التي وجهها سابقا تحالف دعم الشرعية في اليمن للحوثيين بانتهاك اتفاقية ستوكهولم وتحويل الموانئ في المدينة إلى منفذ لدخول إمدادات الأسلحة من إيران.

واستثمر المتمردون التراخي الدولي الذي طبع الأشهر الأولى من حكم الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن الذي قطع مع إستراتيجية الضغوط التي كان يمارسها سلفه الجمهوري دونالد ترامب على إيران التي يعتقد أنها الممول الرئيسي للحوثيين بالسلاح والمالي.

وساهم إلغاء بايدن لقرار سلفه المتعلق بتصنيف جماعة أنصار الله الحوثية تنظيما إرهابيا وانخراطه في دبلوماسية تبدو حسب محللين، مربكة، في تمادي الانقلابيين في انتهاكاتهم وكان آخرها احتجاز سفينة ترفع العلم الإماراتي في البحر الأحمر.  

ودأبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة على إدانة الانتهاكات الحوثية المتواصلة، لكن من دون إجراءات عملية تكبح تلك الانتهاكات، فيما تستمر إيران كذلك في انتهاك القرارات الدولية بالاستمرار في إمداد المتمردين بالسلاح وهو ما سبق أن أكدته المنظمة الأممية.    

وقالت البعثة الأممية في بيان إنها تلاحظ "بقلق بالغ الادعاءات المتعلقة باستخدام موانئ الحديدة لأغراض عسكرة"، مشيرة إلى أنها طلبت "القيام بإجراءات التفتيش التي تعتبر جزء من تفويضها"، مؤكدة أنها "تقف على أهبة الاستعداد لمعالجة شواغل عسكرة الموانئ".

وذكرت البعثة الأممية أن "الموانئ تعتبر شريان الحياة للملايين من المواطنين اليمنيين".

ودعت الأمم المتحدة أيضا إلى إعطاء "الأولوية القصوى للحفاظ على الطابع المدني للبنية التحتية والمنشآت العامة وضمان حماية الموانئ بما يصب في مصلحة الشعب اليمني".

وكان التحالف العربي قد اتهم السبت الماضي المتمردين الحوثيين وإيران الداعمة لهم باستعمال كل من ميناء الحديدة وميناء الصليف (غرب) لأغراض عسكرية.

وبحسب التحالف فإن "ميناء الحديدة هو الميناء الرئيسي لاستقبال الصواريخ الباليستية الإيرانية".

ويشن الحوثيون هجمات إرهابية على مواقع مدنية واقتصادية في المملكة بصواريخ باليستية ومسيرات من صنع إيراني، فيما يزعمون تطوير قدراتهم الصاروخية صناعة ورماية بينما تشير تقارير متطابقة إلى اعتمادهم على خبراء من حزب الله اللبناني في إطلاق المسيرات والصواريخ الباليستية وقد تلقى خبراء الجماعة الشيعية اللبنانية تدريبات مكثفة في معسكرات الحرس الثوري الإيراني على هذا الأمر.

وقبل يومين فقط ذكرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' نقلا عن مسودة تقرير سري للأمم المتحدة أن كميات كبيرة من الأسلحة ومن بينها قاذفات صاروخية ورشاشات ضبطتها البحرية الأميركية في الأشهر الأخيرة في بحر العرب، مصدرها على الأرجح مرفأ جاسك الإيراني وكانت موجهة إلى اليمن خصوصا.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن هذه الوثيقة التي أعدها فريق خبراء من مجلس الأمن الدولي حول اليمن، أن مراكب خشبية صغيرة ووسائل نقل برية استخدمت في محاولة لتمرير أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران بطريقة غير قانونية إلى اليمن الذي يشهد حربا أهلية منذ العام 2014.

وصادر المتمردون اليمنيون في الثالث من يناير/كانون الثاني سفينة الشحن "روابي" التي ترفع علم الإمارات في جنوب البحر الأحمر مقابل مدينة الحديدة اليمنية.

وطالبت الإمارات في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الدولي يوم السبت الماضي بالإفراج الفوري عن السفينة، مؤكدة أنها تضم على متنها 11 شخصا من جنسيات مختلفة.

وقالت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة في الرسالة الموجهة إلى المجلس والتي إن طاقم السفينة يتألف من "11 فردا من جنسيات مختلفة، سبعة من الهند وواحد من كل من اثيوبيا وإندونيسيا وبورما والفيليبين".

ووصف التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن استيلاء المتمردين اليمنيين على السفينة بأنها "عملية قرصنة"، مشيرا إلى أنها كانت تقل معدات طبية، في حين زعم الحوثيون أنها تقل "معدات عسكرية".