رسالة تهنئة رمضانية إلى مجلس الرئاسة الليبي تطرح تساؤلات عديدة..

تقرير: هل يحضر صقور إخوان اليمن انقلابا على مجلس القيادة الرئاسي

عبدربه منصور هادي نقل صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي لكنه لم يستقيل

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

قالت وكالة الأنباء الليبية إن رئيس المجلس الرئاسي في طرابلس" محمد المنفي " تلقى برقية تهنئة بمناسبة شهر رمضان المبارك من رئيس الجمهورية اليمنية "عبد ربه منصور هادي، معرباً من خلالها عن خالص تهانيه وأطيب أمنياته للشعب الليبي، داعياً أن يحفظ الله ليبيا وشعبها من كل مكروه.

وجاءت برقية هادي عقب أسبوع من نقل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي، يتزعمه وزير الداخلية اليمني الأسبق رشاد العليمي، الذي وصف في خطابه الأول "عبدربه منصور هادي"، بالرئيس السابق.

وأثارت برقية التهنئة التي نشرتها وكالة الأنباء الليبية منتصف إبريل (نيسان) الجاري، أي بعد أسبوع من نقل هادي صلاحياته، الأمر الذي طرح جملة من التساؤلات، خاصة وان مجلس القيادة الرئاسي لم يعلق على نشر التهنئة فيما إذا كانت قديمة او حديثة.

ورجحت مصادر دبلوماسية ان تكون التهنئة حديثة، وقد أراد صقور الاخوان في اليمن، تقديم رسالة على تمسكهم بهادي رئيسا، ويريدون العودة إلى ما قبل الـ7 من ابريل (نيسان)، حينما قرر هادي إعفاء نائبه ونقل صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي الذي ضم لأول مرة ممثلين من الجنوب، وهم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، ومحافظ حضرموت فرج البحسني، وقائد قوات العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحرمي.

وقالت صحيفة الأمناء المحلية الصادرة في عدن "ان الإخوان لا يزالوا متمسكين بهادي كرئيس، حيث رفضت قيادات بارزة في الحزب الإخواني الاعتراف بمجلس القيادة الرئاسي الجديد".. لافتة الى ان إخوان اليمن يزعمون بشكل يومي إن التغييرات الأخيرة مخالفة للقانون والدستور وتمثل انقلابا على الشرعية والدولة".

ورجحت مصادر سياسية ان يكون إخوان اليمن من يقف خلف البرقية المرسلة الى السلطة الليبية المدعومة من قطر وتركيا، لخلط الأوراق، وعرقلة عملية نقل السلطة من هادي والإخوان، إلى مجلس القيادة الرئاسي الجديد الذي يضم قيادات بارزة تمثل الأطراف الفاعلة في اليمن. 

وعلق الصحفي الجنوبي ماجد الداعري على البرقية التي بعثها هادي حيث قال إن رئيس المجلس الرئاسي الليبي على ما يبدو وقع في احد الخيارات الثلاثة، وهي انه لا يعترف بتشكيل مجلس العليمي الرئاسي، او غير مقتنع بشرعية أي حاكم لليمن غير الرئيس هادي والخيار الثالث انه مش عارف بأن الرئيس هادي قد أعلن تشكيل مجلس قيادة رئاسي وسلمه كل صلاحياته".

ولم يتضمن قرار هادي بنقل صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي  أي فقرة تنص على انه هذا القرار بمثابة استقالة، الأمر الذي فتح الباب امام جملة من التساؤلات والتأويلات بأن هادي لا يزال رئيسيا وان الذي حصل فقط تمثل في نقل صلاحياته، غير ان اللواء رشاد العليمي (رئيس مجلس القيادة الرئاسي)، وصف هادي بالرئيس السابق، لكن مصادر سياسية اشارت الى انه اذا لم يكن هناك استقالة صريحة مقدمة لمجلس النواب فسيبقى لبس قانوني واضح ، وسيبقى رئيسا للجمهورية اليمنية، لكن وصف العليمي لهادي بالرئيس السابق كشف عن وجود إشكالية، سرعان ما أشار إليها صقور الإخوان الذين يقيمون في قطر وتركيا، بان ما حصل لم يكن قانونياً، أي انهم ليسوا راضين على مجلس القيادة الرئاسي، على الرغم من ان حمائم الإخوان، من المرحبين بالمجلس رغم اعتراضهم في البداية على عزل علي محسن الأحمر، الذي هو الأخر لا يزال قائدا لقواته العسكرية التي تنتشر في ميدي ومارب ووادي حضرموت وبعض المهرة.

وبينت الاخبار المنشورة في وسائل الإعلام الليبية أي تناول للشأن اليمني بما يتعلق بنقل صلاحيات هادي الى مجلس القيادة الرئاسي، الأمر الذي يفسر ان أطرافا إقليمية تحضر عن طريق صقور إخوان اليمن إلى انقلابا على المجلس الرئاسي في اليمن، خاصة وان مصادر سياسية ألمحت الى ان أذرع يمنية موالية لسلطنة عمان هي الأخرى عبرت عن رفضها لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وهو الأمر كذلك بإيران التي اعتبرت ان المجلس غير شرعي على اعتبار انه من صنيعة السعودية، الخصم اللدود.

في فبراير شباط من العام الماضي، اختير محمد يونس المنفي، رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وأصبح رسميا في مارس (اذار)، من العام ذاته، وقد كانت أول زيارة يقوم بها المنفي الى الدوحة الحليف الذي دعم ما عرف بثورات الربيع العربي التي اطاعت بالزعيم الليبي معمر القذافي عشرة أعوام.

ووصفت الصحافة القطرية المنفي بـ"رئيس المجلس الأعلى للدولة  في ليبيا محمد المنفي.

ويبدو ان أطراف إقليمية على خلاف حاد مع السعودية تسعى الى استنساخ التجربة الليبية، بعد ان أصبحت جماعة الحوثي سلطة أمر واقع في اليمن الشمالي، وهو ما يشير بان الجنوب المحرر من الحوثيين مقبل على دورة صراع خاصة في ظل اعلان أطراف يمنية موالية لصقور الاخوان، رفضها لما تم في العاصمة السعودية مؤخرا.

ومما يعزز سيناريو الفوضى في الجنوب، اطلاق عشرة من أمراء تنظيم القاعدة من السجن المركزي في سيئون والخاضع لقوات الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، الذي اعفي من منصب نائب الرئيس، لكنه لم يحال الى التقاعد، وهو ما أكد عليه بانه سيظل جنديا لليمن، أي انه لن يتنازل عن دوره العسكري في الجنوب وتحديدا في شبوة وحضرموت حيث منابع النفط.