أكبر الجزر العربية والجنوبية..

تقرير: "أرخبيل سقطرى".. ماذا تعرف عن تأثيرات المناخ بالتنوع الحيوي

جزيرة سقطرى

سالم حمديه السقطري

يقع أرخبيل سقطرى في شمال غرب المحيط الهندي، بالقرب من خليج عدن، ويقع على بعد حوالي 250 كيلومترًا شرق سواحل الصومال و 350 كيلومترًا جنوب شبه الجزيرة العربية، ويشمل أربع جزر وجزيرتين صخريتين صغيرتين يبدو وكأنها امتداد للقرن الأفريقي، وتعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية والجنوبية، و تبلغ مساحتها حوالي 3650 كم2. 

أرخبيل سقطرى يتميز بالتنوع الحيوي والثرات الثقافي لا نظير لهما في العالم ففي عام 2008 أدرج ارخبيل سقطرى ضمن القائمة العالمية لليونسكور كموقع ثراث عالمي لما يمتلكه من تنوع حيوي غني ويجب الحفاظ عليه.

ويمتلك أرخبيل سطرى المئات من الانواع المتوطنة حيت يوجد في سقطرى اكثر من 900 نوع من النباتات 37% منها متوطن اي لا يوجد في اي مكان في العالم الا في سقطرى .. الطيور اكثر من 290 طير 11 نوع متوطن .. الاسماك حوال 680 نوع .. 230 نوع من الشعب المرجانية الصلبة ( 5 انواع منها متوطن ) و 30 نوع من الشعب المرجانية اللينة بالاضافة الى 300 نوع من القشريات ( 7 منها متوطن) و 490 من الرخويات و 230 من الطحالب و غيرها من التنوع البيلوجي الذي يتميز به ارخبيل سقطرى، وهناك ايضا مناظر طبيعية و رائعة جدا تسحر العين و تخطف القلوب اليها شوقا و عشقا.

خلال السنوات الاخيرة شهد ارخبيل سقطرى أعاصير متتالية نتجت عنها اضرار بالغة في الغطاء النباتي والثروة الحيوانية والمزارع والمحميات البحرية والبرية والمنازل والموارد المحلية، وكانا اقوى اعصارين تعرض له أرخبيل سقطرى على مدى التاريخ هما إعصارين تشابالا وميغ في عام 2015 م_ وخلفا ورائهما اضرار بالغة لازال السكان الاصلين يدفعون خسائر تلك الاضرار الى حد الان، ولازالت الطبيعة تحاول ان تستعيد عافيتها و جمالها. 

شجرة دم الاخوين واللبان، ليست فقط كمورد من موارد دخل الانسان السقطري، بل إنها تعتبر علم من أعلام الثقافة والحضارة السقطرية التي تميزت بها سقطرى على مر العصور، هذه الاشجار جمعت بين الانسان السقطري والطبيعة، فمزجت بين ثقافته وطبيعته وحضارته، فعرف بها وعرفت به في ماضية وحاضريه، وقد ربطت هذه الاشجار ثقافة وحضارة وطبيعة الانسان السقطري بين الهند و أفريقيا و الجزيرة العربية. 

ان هذه الاعاصير المتتالية على أرخبيل سقطرى، والاعاصير الاخرى المتوقعة سوف تزيد من هشاشت المجتمع السقطري وعدم قدرته على مقاومت التغيرات المناخية، والمشروع الحالي مشروع "فرانك لينا" لصون أشجار اللبان المهددة بالانقراض في أرخبيل سقطرى، وبالتعاون مع جمعية سقطرى لحماية النباتات المهددة بالانقراض، لمحاولة فهم طرق استخدام الناس لهذه الموارد الطبيعية، ومحاولة ربط هذه القيم و الاستخدامات التقليدية بإجراءات الصون و الادارة لمواجهة التغير المناخي وثأتيراته وعمل إجراءات مع السكان المحلين لحماية هذه القيم التي تخدم التنوع الحيوي و السكان المحلين.

يوجد في ارخبيل سقطرى 11 نوع من اشجار اللبان المتوطن ) اي لا يوجد في اي مكان في العالم الا في سقطرى، كما انه من المعروف عالميا بان عدد انواع اشجار اللبان في العالم 24 نوع و 11 نوع مسجل لسقطرى. 

هناك العديد من التهديديات التي تواجة التنوع الحيوي في ارخبيل سقطرى، ومنها الجانب الطبيعي وهو تغير المناخ والذي نتج عنه كثرة الاعاصير المتتالية التي ضربت سقطرى في العقد الاخير، او من الجانب البشري وهو الرعي الجائر الذي تسبب كثيرا بفقدان عملية التجديد للعديد من النباتات واهما اشجر اللبان ودم الاخوين.

في المحاضرة او المسابقة في مؤتمر مجموعة عمل الامارات للبيئة و التي نظمتها دبي برئاسة السيدة/ حبيبه المرعشي رئيسة مجموعة عمل الامارات للبيئة، قدمنا فيها محاضرة عن انواع اللبان الموجودة في ارخبيل سقطرى، وفي المشاركة في جلسة النقاش حول احتياجات منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، في اطار مؤتمر: مناخ. ثقافة. سلام. و عرضنا اهم التديات التي تواجة التنوع الحيوي والثقافة في ارخبيل سقطرى وطرق حمايتها.

وتنقسم اشجار اللبان في ارخبيل سقطرى الى مجموعتين : المجموعة الاولى الانواع التي تنمو على الارض و هي كتالي :

Boswellia ameero

Boswellia elongata

Boswellia socotrana subsp aspleniifolia

Boswellia socotrana subsp socotrana

والمجموعة الثانية و هي التي تنمو على الصخور و هي:

Boswellia nana

Boswellia bullata

Boswellia dioscoridis

Boswellia samhaensins

Boswellia scopulorum

Bowellia Hesperia

Boswellia popoviana.

 كل هذه الانواع مهددة في ارخبيل سقطرى لعاملين رئيسيين وهما الأعاصير والرعي الجائر، ولذلك يجب حمايتهم من الانقراض عن طريق عمل محاضرات توعوية لسكان الاصلين عن التهديدات التي تواجه هذه الانواع وغيرها، و مشاركتهم بأرائهم و عاداتهم و تقاليديهم لحمايتهمن وحماية التنوع الحيوي، كما اننا لا ننسى انهم اشد الحرص على حماية النباتات و الاراضي من التدهور البيئي ولديهم عادات و تقاليد واعراف ثوارتوها ابا عن جد عبر الاجيال لحماية التنوع الحيوي الذي نراه الان، ويتغى به كل زائر و انبهر به علماء الطبيعة والبيئية في ارجاء العالم.

وقد عملنا كتالي: عمل حماية منفردة لحماية الشتلات الطبيعية من المواشي، وعمل خمسة مسيجات في اماكن تواجد اشجار اللبان لحماية الشتلات الصغيرة من الرعي الجائر عند نموها، جمع بدور اللبان في موسم البدور وزراعتها في المشتل بطريقة علمية دقيقة، حيت يثم إعادة الشتلة بعد كبرها الى البيئة التي جمع منها البدور، وستكون عملية الحماية مستمرة لهذه الانواع النادر والمهددة بالانقراض، ولحماية ذلك نطالب المنظمات الاقليمية والدولية ومعالي زير المياه و البيئة م/ توفيق الشرجبي والهيئة العامة لحماية البيئة، دعم التنوع البيلوجي المهدد في ارخبيل سقطرى.

_ مدير إدارة التنوع الحيوي م/ أرخبيل سقطرى فرع الهيئة العامة لحماية البيئة.

_ رئيس جمعية سقطرى لحماية النباتات المهددة بالإنقراض.

_ المنسق العلمي المحلي لمشروع صون اشجار اللبان المهددة بالإنقراض في أرخبيل سقطرى و المسؤل عن تجارب إنبات البذور و قيادة فريق الجرد الميداني.

_ طالب دكتوراه حماية البيئة جامعة ليوبليانا جمهورية سلوفينيا.