"علاقة حليف السعودية بالإرهاب تثير الجدل مجدداً..

تقرير: "الأحمر".. مصمم "القاعدة" بين قتال الحوثيين ام الجنوبيين

الجنرال العجوز علي محسن الأحمر

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

في الـ23 من فبراير (شباط) العام 2016م، أصدر الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، قرارا قضى بتعيين الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، نائبا للرئيس، ليكون ذلك بمثابة عودة رسمية للرجل توارى عن الأنظار بعد فراره من صنعاء العاصمة اليمنية، قبيل دخول الحوثيين اليها في الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014م.

وأعلن سفير السعودية لدى اليمن في مقابلة مع قناة سعودية ان الأحمر، طلب من السعوديين إخراجه من صنعاء، بدعوى ان الحوثيين يبحثون عنه، ليتم نقله الى السعودية على متن طائرة عسكرية، على انه سفير السعودية لدى اليمن محمد ال جابر.

الأحمر الذي يقدم على انه حليف العسكري السعودية، لم يحقق أي انجاز عسكري على الأرض لمصلحة التحالف العسكري الذي تقوده الرياض، فالقوات التي تدين بالولاء للإخوان سلمت عتالا كبيرا كان بحوزتها في فرضة نهم شرق صنعاء، للحوثيين دون أي مقاومة تذكر.

وقد وصفت قوات الأحمر الانتكاسة امام الحوثيين، بالانسحاب التكتيكي لكنها لم تعلق على الصورة التي بثها الحوثيون للأسلحة التي استولت عليها الميليشيات في نهم قبل ان يتكرر الاستحواذ على أسلحة التحالف العربي في محافظات الجوف ومأرب والبيضاء، ومؤخرا في محافظة شبوة الجنوبية.

"أسلحة التحالف العربي في قبضة الحوثيين"؛ ما كان لذلك ان يحصل لو لا وجود تنسيق وتخادم بين الاذرع الإيرانية وجماعة الاخوان أذرع قطر في اليمن.

في مطلع العام 2016م، كان أسم الأحمر يتردد بانه الرجل القوي وصاحب النفوذ الواسع في صنعاء ومحيطها، والذي توقع ان يوظف هذا النفوذ المزعوم الى نفوذ لمصلحة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، غير ان ما حصل على الأرض (عكس ذلك تماما)، فالحوثيون الذين تعرضوا لهزيمة ساحقة في الجنوب، سرعان ما استعادوا زمام المبادرة بالهجوم بمجرد وصول الأحمر الى منصب نائب الرئيس.

ورجحت مصادر سياسية تحدثت في تقارير سابقة لصحيفة اليوم الثامن "ان السبب يعود الى زيدية الأحمر المذهبية التي حالت دون إصرار الأحمر على هزيمة الحوثيين.

ومؤخرا تردد أسم الأحمر كثيراً، بعد ان اعيد الحديث عن علاقته بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فالأب الروحي لتنظيم أنصار الشريعة، - كما تصفه تقارير إخبارية دولية – هو من جند الأفغان العرب وارسالهم الى أفغانستان ومن ثم ادراجهم في معسكرات قوات الإخوان.

وتصدرت علاقة الجنرال العسكري اليمني علي محسن صالح الأحمر، بالتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وسائل إعلام ومنصات التواصل الاجتماع على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك في اعقاب تأكيد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي السيد عيدروس الزبيدي، بان نائب الرئيس المؤقت هو من صمم تنظيم القاعدة في الجنوب، لتقديم تقارير مضللة الى المجتمع الدولي بان الجنوبيين هم الارهابيون، على عكس التوظيف السياسي للعائدين من أفغانستان ابان حرب قادة الجهاد الإسلامي ضد الوجود السوفيتي هناك.

الأحمر الذي تقول العديد من التقارير انه هو من يجند تنظيم القاعدة، الذي لم يستهدف الحوثيين قط، على الرغم من التباين في الخطابات الدينية.

الزبيدي وخلال مقابلة مع قناة العربية السعودية، أكد ان تنظيم القاعدة في اليمن صمم من قبل نائب الرئيس اليمني"؛ هذه الاتهامات دفعت الإخوان الى تقديم احتجاج لدى اللجنة الخاصة السعودية المسؤولة على الملف اليمني، ليؤدي هذا الاحتجاج الى قيام القناة وبشكل يخالف المعايير الصحافية والمهنية من خلال حذف جزء من حديث الضيف.

وقالت مصادر دبلوماسية سعودية "ان الرياض لا ترغب في تغذية أي خلافات في صفوف المعسكر المناهض للتحالف العربي، وحول علاقة الأحمر بالقتال ضد الحوثيين، قال مصدر سياسي لصحيفة اليوم الثامن "ان الأحمر لم يحقق أي تقدم لمصلحة التحالف العربي والشرعية اليمنية، ولا تزال قواته ترابط في وادي حضرموت دون حراك، بل وتوفر الحماية لتنظيم القاعدة الذي يستهدف أبناء الوادي.

 صحيفة فرنسية قالت في العام قبل الماضي 2020م، إن علي محسن، بقي محافظاً على علاقاته مع المتطرفين طوال السنين اللاحقة منذ حرب صيف 94، مدركاً قيمتهم العالية كمقاتلين لتأمين مصالحه ومصالح رأس السلطة والقبيلة والإخوان المسلمين في اليمن.

وأعاد تقرير صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية مؤخراً تأكيد هذه العلاقة التي يمسك بخيوطها نائب الرئيس اليمني الحالي علي محسن الأحمر، والذي وُصِف بأنه “أبو تنظيم القاعدة في اليمن”، حسب الصحيفة.

وقال التقرير: “لعقود من الزمن ظلت العلاقة بين المتطرفين ورجال القبائل والحكومة في اليمن معقدة ومتداخلة، يُفيد بعضهم الآخر بطرق مباشرة، وأخرى غير مباشرة، في واحدةٍ من أشد صور الفساد خطورة؛ من أجل الوصول إلى السلطة والحفاظ عليها”.

وقال التقرير: “يُصنَّف الإخوان المسلمون، كما هو معروف، كجماعة إرهابية في عدة دول؛ بينها روسيا والسعودية والإمارات. ظهر الإخوان المسلمون لأول مرة في اليمن في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما قاد عبدالمجيد الزنداني -مؤسس فرع الإخوان في اليمن- مجموعة من رجال الدين لتأسيس نظام تعليمي ديني في شمال اليمن. كانت المدارس التي تتبنى ذلك النظام التعليمي تهدف، إلى جانب أهداف أخرى، لمواجهة موجة العلمانية القادمة من الجنوب العربي الذي يديره الاشتراكيون، وقد كان لذلك المد تأثير كبير داخل اليمن المُحافِظ دينياً”.

وأضاف: “كانت حرب اليمن القصيرة بين الجنوب والشمال في عام 1979، امتحاناً ناجحاً لدور التيار الإسلامي والقبلي في تعزيز السلطة في الشمال؛ حيث تلقَّى علي عبدالله صالح، الذي تولى الحكم لتوِّه في عام 1978، مساندة قوية من قادة الحروب من قبيلة حاشد، وما كان يُعرف حينها بـ(شباب الحركة الإسلامية)، للتصدي للجنوبيين”.

وتابع: “وقد وصف عبدالله بن حسين الأحمر، مؤسس حزب الإصلاح، دور شباب الحركة الإسلامية في حرب 1979 بأنه “أقوى وأصدق الأدوار والمواقف في كل الجبهات على مستوى اليمن بأكمله”.

وقالت الصحيفة الفرنسية: “وفي الثمانينيات، تطوَّر الدور الإسلامي من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي؛ حيث ذهب عبدالمجيد الزنداني وعدد من طلابه إلى أفغانستان؛ للانضمام إلى المجاهدين في قتالهم ضد القوات السوفييتية. أسهم علي محسن الأحمر هو الآخر في تأسيس فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وكذلك تجنيد اليمنيين للقتال في أفغانستان كمجاهدين في تلك الفترة، ويُزعم أنه زار معسكرات التدريب التي يديرها أسامة بن لادن”.

في حين قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية: إن مقتل الصحفي الجنوبي نبيل القعيطي يُثير مخاوف الجنوبيين، وإن الصحفيين في الجنوب يتعرضون إلى الملاحقات، وعند البحث عمن يقف وراء هذا البحث عن الصحفيين في عدن فإن أصابع الاتهام، حسب الصحيفة، تشير إلى الحكومة المركزية في المنفى في الرياض، بمساعدة مقاتلي “القاعدة”.

وحسب التقرير ذاته، أشار مايكل هورتون، عضو مؤسسة جيمس تاون ومعهد البحث والتحليل حول الإرهاب، إلى مسؤولية نائب الرئيس علي محسن الأحمر، في تعزيز دور الإرهاب في اليمن؛ حيث قال هورتون: “في اليمن، يُعرف (علي محسن) باسم أبي القاعدة.. لقد سهَّل استخدام المسلحين ضد الحوثيين ونشرهم أيضاً ضد انفصاليي الجنوب”.

وأضاف هورتون: “إن هذه التحالفات مع (القاعدة) ستكون بالتأكيد أكثر تواتراً.. إن القوات الحكومية ضعيفة وتتكون إلى حد كبير من رجال غير مدربين تدريباً جيداً، على عكس تنظيم القاعدة الذي لديه المجاهدون أو (المُولعون بالقتال)”